ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: عنقودية

كتب محمد يونس
ما الذي يمنع أي دولة في العالم أن توقع على معاهدة حظر استخدام القنابل العنقودية؟ ما الذي يدفع بهذه الدولة إلى المجاهرة برفضها والوقوف ضد إرادة معظم دول العالم التي تطالب بحظر استخدام هذا النوع من القنابل، الذي أثبتت التجارب أن أكثر الناس تضررا به هم المدنيون بشكل عام، والأطفال بشكل خاص؟
طبعا السؤال متاح إذا لم نعلم هوية الدول المتمردة على هذه المعاهدة الدولية التي وقّعتها أكثر من مئة دولة في العالم، إذ إن في مقدمة هؤلاء المتمردين تقف كل من "إسرائيل" والولايات المتحدة الأميركية.. وتتضح معالم الصورة أكثر إذا نظرنا كيف تستخدمان هذا النوع الفتاك من القنابل ومن هم ضحاياهم بالخصوص.
فالعراق وأفغانستان خيرا دليل، وشاهدان حيّان على إجرام واشنطن التي اعتبرت بكل وقاحة أن توقيعها على معاهدة كهذه يهدد حياة جنودها للخطر، وهو المنطق ذاته الذي استخدمته لرفض التوقيع على الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية! أما "إسرائيل"، فها هو جنوب لبنان لا يكاد يمر يوم إلا ويصاب طفل، فتبتر يده أو رجله.
ولكن السؤال الأهم: ما نفع التوقيع على معاهدة كهذه إذا كانت الأطراف الأكثر استخداما لها ترفض التوقيع عليها؟ وهل يبقى لها أي معنى أو أثر؟ وغدا إذا وقعت حرب بين طرف موقع على المعاهدة وآخر غير موقع عليها، فهل سيكون للتوقيع أي أهمية حينها؟
اليوم في أوسلو استخدم الرافضون للمعاهدة إحدى قنابلهم العنقودية داخل القاعة التي شهدت حفل التواقيع، وما هي إلا مسألة وقت حتى تبدأ القنابل الصغيرة بالانفجار لتحدث ثقبا في ورقة المعاهدة، فتصبح الورقة كالغربال الذي يغطي وجوه أولئك المتشدقين بحقوق الإنسان وشرعته.
الانتقاد/ العدد 1321 ـ 5 كانون الاول/ ديسمبر2008
ما الذي يمنع أي دولة في العالم أن توقع على معاهدة حظر استخدام القنابل العنقودية؟ ما الذي يدفع بهذه الدولة إلى المجاهرة برفضها والوقوف ضد إرادة معظم دول العالم التي تطالب بحظر استخدام هذا النوع من القنابل، الذي أثبتت التجارب أن أكثر الناس تضررا به هم المدنيون بشكل عام، والأطفال بشكل خاص؟
طبعا السؤال متاح إذا لم نعلم هوية الدول المتمردة على هذه المعاهدة الدولية التي وقّعتها أكثر من مئة دولة في العالم، إذ إن في مقدمة هؤلاء المتمردين تقف كل من "إسرائيل" والولايات المتحدة الأميركية.. وتتضح معالم الصورة أكثر إذا نظرنا كيف تستخدمان هذا النوع الفتاك من القنابل ومن هم ضحاياهم بالخصوص.
فالعراق وأفغانستان خيرا دليل، وشاهدان حيّان على إجرام واشنطن التي اعتبرت بكل وقاحة أن توقيعها على معاهدة كهذه يهدد حياة جنودها للخطر، وهو المنطق ذاته الذي استخدمته لرفض التوقيع على الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية! أما "إسرائيل"، فها هو جنوب لبنان لا يكاد يمر يوم إلا ويصاب طفل، فتبتر يده أو رجله.
ولكن السؤال الأهم: ما نفع التوقيع على معاهدة كهذه إذا كانت الأطراف الأكثر استخداما لها ترفض التوقيع عليها؟ وهل يبقى لها أي معنى أو أثر؟ وغدا إذا وقعت حرب بين طرف موقع على المعاهدة وآخر غير موقع عليها، فهل سيكون للتوقيع أي أهمية حينها؟
اليوم في أوسلو استخدم الرافضون للمعاهدة إحدى قنابلهم العنقودية داخل القاعة التي شهدت حفل التواقيع، وما هي إلا مسألة وقت حتى تبدأ القنابل الصغيرة بالانفجار لتحدث ثقبا في ورقة المعاهدة، فتصبح الورقة كالغربال الذي يغطي وجوه أولئك المتشدقين بحقوق الإنسان وشرعته.
الانتقاد/ العدد 1321 ـ 5 كانون الاول/ ديسمبر2008