ارشيف من :أخبار لبنانية
أهلها ينتظرون موظفاً يحول اليهم المياه: "سيرة هنا" قرية عطشى فوق ينابيع البقاع

تحقيق وتصوير: عصام البستاني
"سيرة هنا" قرية صغيرة، تقع فوق شرايين المياه التي تغذي البقاع الأوسط بينما هي عطشى، مفارقة قد تتكرر كثيراً في لبنان، ولكن في هذه القرية فان للمشكلة وجها آخر، فتحويلة مياه اليمونة موجودة في قلب القرية، والماء يصلها، ولكن لا يوجد من يحرسها من عبث اللصوص أو يحولها لتروي الناس العطشى.. "الانتقاد" زارت القرية الوادعة وعادت بهذا التحقيق.. لعل صوتها يصل الى مسامع المسؤولين:
تقع "سيرة هنا" في منطقة غربي بعلبك بجوار بلدة حدث بعلبك تصلها عن طريق حدث بعلبك - عيون السيمان.. يعتاش سكانها الذين يبلغ عددهم نحو ستمئة نسمة من تربية الماشية وبعض اعمال الفعالة، أما الزراعة، فعلى الرغم من وجود مساحات واسعة من الاراضي الخصبة فيها، الا أنها تقلصت الى الحدود الدنيا بسبب انعدام مياه الري، اللهم الا بعض الزراعات البعلية التي لا تعود على الأهالي بأي مردود يساهم في تخفيف مشقة العيش.
وكان اهالي هذه البلدة الذين ينتمي معظمهم الى عائلة مشيك قد نزلوا من قريتهم التي كانت تقع في المناطق المرتفعة بجوار قرية قلد السبع (لم يبق في قلد السبع سوى رجل واحد مع عائلته الصغيرة، يعمل برعي الماعز المواشي ويعتاش منها ويستخدم الحطب من الاحراج المجاورة للتدفئة) بسبب انعدام ظروف الحياة وقاموا بانشاء هذه القرية لعلهم يتنفسون الحياة.
ولم يكن الحال في القرية الجديدة أحسن، فالدولة ركبت محطة لتحويل وضخ المياه منذ السبعينات لكنهم لم يتذوقوا طعم مياهها، وللأمر حكاية، فالمياه يجب أن تصل الى المحطة من نبع اليمونة ومنها الى عشرات القرى، الا ان تراخي المعنيين في مؤسسة المياه أتاح للبعض استغلال هذه المياه لري البساتين والزراعات ومنعها عن المئات في هذه البلدة، فضلا عن الالاف في القرى والبلدات الأخرى الذين يعانون من نفس المشكلة كشمسطار وطاريا.
السيد مهدي مشيك رافقنا الى المحطة التي بدت بوضع طبيعي ولا تشكو من شيء غير انعدام دخول المياه اليها، وقال: "هذه الانابيب تتدفق فيها المياه وتجري في الطريق وكأن المطلوب ارواؤنا بالنظر، وعملية ارواء بلدتنا لا تحتاج الا الى وصلة عدة امتار لا تكلف مؤسسة المياه والدولة اي دولار، ومن هنا نطرح سؤالا كبيرا عن السبب في اهمال هذا الأمر، ونحن الذين كنا وما زلنا نرفض أن نذلّ بنقطة الماء".
وتابع: "لو كلف نفسه مسؤول مياه البقاع حل المشكلة، لكان الامر منتهيا منذ وقت طويل، لذا نحن نحمله مسؤولية حرماننا من المياه ونتهمه بالتواطؤ مع من يستغل المياه ويمنعها عنا". وقال: "مع ذلك فاننا لا نطلب الكثير ولا نطلب ان يمنع المياه عن المستفيدين، لكننا نطلب ان يوظف ناطورا ينتبه للمحطة ويدير المياه الينا ولو لساعتين في اليوم، وخصوصا ان مئات الامتار من الانابيب الممتدة من بيوتنا المرتفعة الى المحطة قد سرقت وتسرق بانتظام، وهي ظاهرة لكل من يريد التحقق".
وكان أهالي "سيرة هنا" ونتيجة لاستفحال المشكلة تداعوا لاجتماع اصدروا في ختامه بياناً جاء فيه:
بعد ان استفحلت الامور وادركنا اننا نعيش في بلدة ربما سقطت من ذاكرة المسؤولين, نرفع صوتنا اليوم لنناشد ضمير المعنيين في وزارة الطاقة والمياه ونعذرهم حتى اليوم لاننا نتهم مسؤولي المياه في المنطقة بعدم ايصال صوتنا لانهم هم الذين اظمأونا وقطعوا المياه عنا منذ سنوات برغم وجود محطة التحويل، الا ان المياه يسيطر عليها بعض النافذين من دون ان يكلف مسؤولو المياه في المنطقة انفسهم عناء الكشف عما يجري او حتى تعيين ناطور للمياه لتدار الى البلدة ولو ساعتين، وهذا ما لا يحصل اضافة الى السرقات المتواصلة لانابيب المياه".
وطالب الاهالي رئيسي الجمهورية والحكومة والوزراء المعنيين والنواب بالاسراع في حل هذه المشكلة اذ ان هناك اكثر من خمسمئة نسمة يعانون العطش، واذا لم يسارع المعنيون لحل المشكلة فنحن سنرفع وتيرة المطالبة بالطرق المشروعة".
الجدير بالذكر ان اهالي سيرة هنا يشترون المياه بالصهاريج من الانابيب المفتوحة على الطرقات والتي يجب ان توصل لتجري باتجاه المنازل, والحل ايضا سهل وبطريقة اخرى اذ ان خزان بلدة حدث بعلبك موجود على مرتفع يطل على البلدة ويمكن استخدامه لجر المياه الى البلدة.
الانتقاد/ العدد 1321 ـ 5 كانون الاول/ ديسمبر2008

تقع "سيرة هنا" في منطقة غربي بعلبك بجوار بلدة حدث بعلبك تصلها عن طريق حدث بعلبك - عيون السيمان.. يعتاش سكانها الذين يبلغ عددهم نحو ستمئة نسمة من تربية الماشية وبعض اعمال الفعالة، أما الزراعة، فعلى الرغم من وجود مساحات واسعة من الاراضي الخصبة فيها، الا أنها تقلصت الى الحدود الدنيا بسبب انعدام مياه الري، اللهم الا بعض الزراعات البعلية التي لا تعود على الأهالي بأي مردود يساهم في تخفيف مشقة العيش.
وكان اهالي هذه البلدة الذين ينتمي معظمهم الى عائلة مشيك قد نزلوا من قريتهم التي كانت تقع في المناطق المرتفعة بجوار قرية قلد السبع (لم يبق في قلد السبع سوى رجل واحد مع عائلته الصغيرة، يعمل برعي الماعز المواشي ويعتاش منها ويستخدم الحطب من الاحراج المجاورة للتدفئة) بسبب انعدام ظروف الحياة وقاموا بانشاء هذه القرية لعلهم يتنفسون الحياة.
ولم يكن الحال في القرية الجديدة أحسن، فالدولة ركبت محطة لتحويل وضخ المياه منذ السبعينات لكنهم لم يتذوقوا طعم مياهها، وللأمر حكاية، فالمياه يجب أن تصل الى المحطة من نبع اليمونة ومنها الى عشرات القرى، الا ان تراخي المعنيين في مؤسسة المياه أتاح للبعض استغلال هذه المياه لري البساتين والزراعات ومنعها عن المئات في هذه البلدة، فضلا عن الالاف في القرى والبلدات الأخرى الذين يعانون من نفس المشكلة كشمسطار وطاريا.
السيد مهدي مشيك رافقنا الى المحطة التي بدت بوضع طبيعي ولا تشكو من شيء غير انعدام دخول المياه اليها، وقال: "هذه الانابيب تتدفق فيها المياه وتجري في الطريق وكأن المطلوب ارواؤنا بالنظر، وعملية ارواء بلدتنا لا تحتاج الا الى وصلة عدة امتار لا تكلف مؤسسة المياه والدولة اي دولار، ومن هنا نطرح سؤالا كبيرا عن السبب في اهمال هذا الأمر، ونحن الذين كنا وما زلنا نرفض أن نذلّ بنقطة الماء".

وكان أهالي "سيرة هنا" ونتيجة لاستفحال المشكلة تداعوا لاجتماع اصدروا في ختامه بياناً جاء فيه:
بعد ان استفحلت الامور وادركنا اننا نعيش في بلدة ربما سقطت من ذاكرة المسؤولين, نرفع صوتنا اليوم لنناشد ضمير المعنيين في وزارة الطاقة والمياه ونعذرهم حتى اليوم لاننا نتهم مسؤولي المياه في المنطقة بعدم ايصال صوتنا لانهم هم الذين اظمأونا وقطعوا المياه عنا منذ سنوات برغم وجود محطة التحويل، الا ان المياه يسيطر عليها بعض النافذين من دون ان يكلف مسؤولو المياه في المنطقة انفسهم عناء الكشف عما يجري او حتى تعيين ناطور للمياه لتدار الى البلدة ولو ساعتين، وهذا ما لا يحصل اضافة الى السرقات المتواصلة لانابيب المياه".
وطالب الاهالي رئيسي الجمهورية والحكومة والوزراء المعنيين والنواب بالاسراع في حل هذه المشكلة اذ ان هناك اكثر من خمسمئة نسمة يعانون العطش، واذا لم يسارع المعنيون لحل المشكلة فنحن سنرفع وتيرة المطالبة بالطرق المشروعة".
الجدير بالذكر ان اهالي سيرة هنا يشترون المياه بالصهاريج من الانابيب المفتوحة على الطرقات والتي يجب ان توصل لتجري باتجاه المنازل, والحل ايضا سهل وبطريقة اخرى اذ ان خزان بلدة حدث بعلبك موجود على مرتفع يطل على البلدة ويمكن استخدامه لجر المياه الى البلدة.
الانتقاد/ العدد 1321 ـ 5 كانون الاول/ ديسمبر2008