ارشيف من :أخبار لبنانية
آية الله فضل الله: الشعب العراقي انتصر على أمريكا والاستخبارات الأمريكية ضللت العالم ولم تضلل إدارتها

قدّر آية الله السيد محمد حسين فضل الله المواقف الوحدوية التي تنطلق من داخل العراق وخارجه، مشيراً إلى أن الشعب العراقي استطاع أن ينتصر على الاحتلال الأمريكي بطريقة وبأُخرى, على الرغم من الكثير من المآسي التي حدثت و تحدث له، ورأى سماحته أن اللعبة الأمريكية انكشفت تماما في العراق، وأكد أن الاستخبارات الأمريكية ضللت العالم و لم تضلل إدارتها في مسألة غزو العراق لأن هذا الغزو كان حاضرا و جاهزا في التخطيط المسبق لإدارة المحافظين، وشدد على أن المطلوب هو العمل لمحاكمة رموز هذه الإدارة وعدم الاكتفاء بتنفس الصعداء لأن هذه الإدارة ستغادر قريبا، ودعا إلى تحصين ساحاتنا الداخلية حتى لا تكون فريسة للاستخبارات الدولية وغيرها.
هذ ويواصل سماحته نشاطه في الديار المقدسة حيث استقبل في مقر بعثته في مكة المكرمة, رئيس الوقف السني، الدكتور احمد عبد الغفور السامرائي في العراق على رأس وفد ضمه والدكتور محمد الصميدعي والدكتور الشيخ الفلاحي أمام جامع الفاروق في حي الحرية.
وجرى في خلال اللقاء بحث واسع ومعمق في آفاق الوضع العراقي وسبل توحيد جهود العراقيين للانتصار على المحاولات المستمرة لإيقاع الفتنة بين العراقيين وخصوصا بين السنة والشيعة وتضافر الجهود لإخراج المحتل وإزاحته عن صدور العراقيين بعد المآسي الأمنية والسياسية والاقتصادية الكبرى التي تسبب بها.
وأوضح الدكتور السامرائي أن الشعب العراقي بعامّته بعيد من ثقافة التعصب والتمذهب، وان السنة و الشيعة عاشوا كل تلك القرون ـ في العراق ـ متحابين متضامنين, لا يشعر أي فريق منهم بأن الفريق الآخر يختلف عنه في الانتماء والإخلاص للإسلام والعروبة ولقضايا الأمة بعامة، مشيرا إلى أن المشكلة تكمن في الاحتلال وفي بعض الجهات المتطرفة التي حاولت أن تأخذ العراقيين إلى أتون الفتنة والمشاكل,مؤكداً أن المسؤولية تقع على عاتقنا جميعا في التصدي لكل المحاولات الساعية لأحداث فتنة بين جناحي الأمة السنة و الشيعة...وأكد السامرائي أنه لا يوجد عمل نتقرب به إلى الله في هذه الأيام مثل جمع الكلمة و وحدة الصف.
وقدر سماحة السيد فضل الله للدكتور السامرائي وأمثاله أصواتهم الوحدوية وخصوصاً أن العراق ينطبق عليه الحديث الشريف: "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها".
ورأى سماحته أن الشعب العراقي استطاع أن ينتصر على الاحتلال الأمريكي بطريقة وأخرى، إذا استطاع على الرغم من المآسي والآلام التي حدثت و تحدث في العراق، فقد انكشفت اللعبة الأمريكية في العراق وأصبحت مجالات الرؤية واضحة تماما للعراقيين جميعا في أن أمريكا ـ الإدارة ـ لم تأت لانقاذنهم من ظلم نظام صدام حسين ,ولكنها أتت للسيطرة على بلادهم وثرواتهم، ولإحكام القبضة على نفط المنطقة، ولتهديد من يراد تهديده في العالم العربي والإسلامي وترويع من يمكن ترويعه في نطاق هذا العالم.
وأشار سماحته إلى حديث الرئيس الأمريكي مؤخرا من أن الاستخبارات الأمريكية ضللته وقدمت لإدارته تقارير خاطئة حول العراق,فأكد أن غزو العراق كان مسألة محسومة في الذهنية الأمريكية التي أرادت للعراق أن يكون جسراً للعبور عليه إلى مواقع المقاومة والممانعة في المنطقة, ولذلك فان تقارير الاستخبارات الأمريكية كانت جزءا من الخطة التي أريد من خلالها تضليل العالم وليس تضليل الإدارة الأمريكية التي كانت مهيأة تماما لغزو العراق, ولذلك تمردت على الأمم المتحدة ولم تستمع إلى كل الصرخات التي طلبت منها عدم الخوض في غمار هذه الفوضى التي عمت المنطقة وأحدثت الكثير من المآسي والكوارث.
ورأى سماحته أن ما نشهده هذه الأيام من اتساع نطاق العنف والقتل والإرهاب إنما هو نتيجة من نتائج سياسة إدارة المحافظين الجدد التي مثلت الخطر الأكبر على السلم العالمي, داعياً إلى عدم السكوت أمام كل هذه النتائج, لأن المطلوب هو أدانتها بما تمثله من جرائم من جهة,والسعي من جهة أخرى لمحاكمة هذه الإدارة الأمريكية حيث لا يكفي أن نتحدث عن أن العالم سوف يتنفس الصعداء بغياب هذه الإدارة, لأن محاكمة رموزها قد تساعد في منع الآخرين من الخوض حيث خاضت أو الدخول في أتون الإجرام والقتل والاحتلال,حيث أجرمت وقتلت و احتلت.
وأكد سماحته إننا في الوقت الذي نشعر فيه بأن بلداننا في العالم الثالث والعالمين العربي و الإسلامي كانت ضحية للإدارات الأمريكية وأجهزة استخباراتها في الخطط التي حيكت ضدها, نستشعر بأن علينا أن نقوم بتحمل مسؤولياتنا وتحصين أوضاعنا الداخلية حتى لا نبقى فريسة سهلة لأجهزة الاستخبارات الدولية التي لا تقدم المعلومات بل تسعى لتغيير الواقع وصنع وقائع جديدة لتمرير خططها وألاعيبها,وحذر سماحته الإدارة الأمريكية القادمة من أن تتلمس الطرق والأساليب التي تلمستها إدارة بوش، أو أن تسعى للأهداف نفسها ولكن بأساليب مختلفة,لأن المرحلة التي كان يسهل فيها تمرير مثل هذه المشاريع الجهنمية سقطت و تداعت.
واستقبل سماحته النائب في البرلمان العراقي علي العلاق حيث جرى بحث في المسألة العراقية، ثم استقبل عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله حيث جرى التداول في الأوضاع اللبنانية والإسلامية العامة.كذلك استقبل سماحته رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين الشيخ أحمد الزين وتداول معه في عدد من الشؤون الإسلامية.