ارشيف من :أخبار لبنانية
خاص الانتقاد.نت: العيد في مخيم البداوي.. حزن ودموع على غزة وأهلها والسيد نصرالله وحده يبلسم الجراح ـ مصور

كتب فادي منصور
تدخل مخيم البداوي كأنك تدخل مجلس عزاء يرحب الاهالي بك ولكنك تقرأ الحزن في عيونهم, مع العلم انك آت لنقل مأساتهم الى العالم, المخيم كل المخيم كأنه وأد العيد في تابوت وراح ينوح حسرة على أطفاله الذين افتقدوه, ولم يعرفوا له طعما لأجيال تعاقبت على مدى نصف قرن.
خمسون عيدا ويأملون العودة ممن يعدونهم بالتحرير والاستقلال
موقع "الانتقاد.نت" جال في الازقة مستمزجا الاراء, وخرجنا بانطباع عن المخيم كل المخيم ولكن على لسان العجوزين خزنة قدورة وأم علي: "هذا مش عيد, عيدنا الحقيقي لما ينفك الحصار عن أهلنا بغزة والخليل, ونعود لديارنا, ساعتها قل لي انو في عيد".. بهذه الكلمات استقبلتنا الحاجة خزنة قدورة 70عاما من مخيم البداوي حين سألناها عن اجواء العيد في المخيم, فأجابت "يما ما عنا عيد هون بالمخيم أبدا , الله لا يوفقهم ما خللونا فرحة بقلوبنا هدول اليهود, الله يخلي لنا السيد حسن نصر الله, يما, لأنو الوحيد خلاهن ينذلوا وينهزموا", تسكت قليلا وتنظر الينا باستغراب وتقول "يما الله يوفقك ما تزيد لي همومي هاي شايفين اخواننا بغزة شو عم يصير فيهن, حدى من العرب الله لا يوفقهن تطلع فينا وسأل عنا", تختم حيدثها معنا, "الله بيفرجها ونشوف فلسطين وننزل على البيارة ونتجول على شواطئ حيفا, والأمل بالله كبير يا يما".
ام علي ابو الفول 50عاما تجلس على كرسي في أحد أزقة المخيم, تقول لـ"الانتقاد.نت": "والله يا حبيبي ما منعرف من العيد الا التكبير يلي نسمعه من المساجد, أما تسألني وتقول لي أنو عيد لا والله أبدا ما في قلب يضحك للعيد, كل يوم عم نشوف أطفال غزة عم ينشالوا من تحت الردم ويموتوا من الجوع, وبدك ايانا نعيد, لا والله ما بيهنالنا العيد ولا عيشة كريمة ما دام هالوطن بعيد ودم الاطفال أصبح وليمة, أنادي وادعي على حكام العرب يكفيكم سكوت ونوم وهاي أكبر جريمة".
الحاج عبد الله الريناوي 60عاما قال لـ"الانتقاد.نت": "ما في غير الاولاد الصغار عنا بيفرحوا بالعيد, ونحنا الفلسطينيي بعد ما تشردنا من فلسطين ولجأنا لتل الزعتر وتشردنا من تل الزعتر لنكبة مخيم نهر البارد ما شفنا شي من أفراح العيد غير أنو نعطي الأطفال مصاري ليروحوا يلعبوا بالمراجيح صباح العيد, وانت بتعرف يا ابني انو وضعنا الاجتماعي صعب كتير والطفل ما بيعرف الا انو بدو يعيد ويلعب ويطلع من البيت بالثياب الجديدة, بس والله الايام تسير للوراء ما في شي يطمئن أبدا انو حال الفلسطيني بلبنان يتحسن ويتقدم, بس نتمنى من الله ان يفرج عنا الهموم ويعيش اولادنا بأيام عز".
هاتان المراتان عبرتا عما يختلج في صدر كل فلسطيني وأضاءتا على المأساة المستمرة منذ نصف قرن ونيف, احداهن عاتبت الأنظمة العربية المستنكفة عن النظر بهذه القضية التي شغلت الامة كلها, ولو كان ينفع العتب لنفع منذ زمن بعيد, ولو ناديت لأسمعت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي .
وكفى بالشعب الفلسطيني اللهاث خلف الأوهام ولينطلق بزنده وعقله الى طريق التحرير طارحا خلفه كل الحلول وأزلامها.

خمسون عيدا ويأملون العودة ممن يعدونهم بالتحرير والاستقلال
موقع "الانتقاد.نت" جال في الازقة مستمزجا الاراء, وخرجنا بانطباع عن المخيم كل المخيم ولكن على لسان العجوزين خزنة قدورة وأم علي: "هذا مش عيد, عيدنا الحقيقي لما ينفك الحصار عن أهلنا بغزة والخليل, ونعود لديارنا, ساعتها قل لي انو في عيد".. بهذه الكلمات استقبلتنا الحاجة خزنة قدورة 70عاما من مخيم البداوي حين سألناها عن اجواء العيد في المخيم, فأجابت "يما ما عنا عيد هون بالمخيم أبدا , الله لا يوفقهم ما خللونا فرحة بقلوبنا هدول اليهود, الله يخلي لنا السيد حسن نصر الله, يما, لأنو الوحيد خلاهن ينذلوا وينهزموا", تسكت قليلا وتنظر الينا باستغراب وتقول "يما الله يوفقك ما تزيد لي همومي هاي شايفين اخواننا بغزة شو عم يصير فيهن, حدى من العرب الله لا يوفقهن تطلع فينا وسأل عنا", تختم حيدثها معنا, "الله بيفرجها ونشوف فلسطين وننزل على البيارة ونتجول على شواطئ حيفا, والأمل بالله كبير يا يما".
ام علي ابو الفول 50عاما تجلس على كرسي في أحد أزقة المخيم, تقول لـ"الانتقاد.نت": "والله يا حبيبي ما منعرف من العيد الا التكبير يلي نسمعه من المساجد, أما تسألني وتقول لي أنو عيد لا والله أبدا ما في قلب يضحك للعيد, كل يوم عم نشوف أطفال غزة عم ينشالوا من تحت الردم ويموتوا من الجوع, وبدك ايانا نعيد, لا والله ما بيهنالنا العيد ولا عيشة كريمة ما دام هالوطن بعيد ودم الاطفال أصبح وليمة, أنادي وادعي على حكام العرب يكفيكم سكوت ونوم وهاي أكبر جريمة".

هاتان المراتان عبرتا عما يختلج في صدر كل فلسطيني وأضاءتا على المأساة المستمرة منذ نصف قرن ونيف, احداهن عاتبت الأنظمة العربية المستنكفة عن النظر بهذه القضية التي شغلت الامة كلها, ولو كان ينفع العتب لنفع منذ زمن بعيد, ولو ناديت لأسمعت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي .
وكفى بالشعب الفلسطيني اللهاث خلف الأوهام ولينطلق بزنده وعقله الى طريق التحرير طارحا خلفه كل الحلول وأزلامها.