كتبت غنوة ملحم
بعد انفلات وارتفاع متنامٍ في بدلات الاشتراكات الشهرية في مولدات الكهرباء الخاصة, استمر طوال الأشهر الماضية, بحجة ارتفاع أسعار المشتقّات النفطية, وعلى رأسها المازوت الذي وصل سعر صفيحته إلى حدود 38 ألف ليرة, تدخلت بلدية صور ووضعت سقفاً لهذه البدلات, واضعة لائحة حددت فيها الحد الأقصى لبدل الإشتراكات.
وجاء تدخل البلدية بعد ورود شكاوى إليها من مواطنين عن إبقاء بعض أصحاب المولدات الكهربائية الخاصة بدلات اشتراكاتهم الشهرية كما هي, أو خفضها قليلاً بما لا يتناسب مع الانخفاض الكبير في أسعار المازوت أخيراً إلى حدود النصف تقريباً, ما شكل ضغوطاً على البلدية بعدما طالبها مواطنون باتخاذ خطوات عملية في هذا المجال على غرار قيام بلديات أخرى بالضغط على أصحاب المولدات لخفض بدلات اشتراكاتهم  ولوضع حد لتسلطهم واستغلالهم حيث يبيعون الطاقة الكهربائية جزئيا بأسعار تترواح بين 95 و 125 ألف ليرة لقوة 5 أمبير ولمدة أربع ساعات يوميا, بينما لا تتجاوز الكلفة الفعلية بالإضافة إلى الأرباح المقبولة وتكلفة إعادة تكوين رأس المال أكثر من 50 ألف ليرة .
خلافات وحروب شتائم وصولا إلى الحل
المعاناة مع أصحاب المولدات الخاصة في صور قديمة فقد اندلعت خلافات وحروب شتائم بين المشتركين وأصحاب المولدات الأربعة الذين كانوا يتحكمون باشتراكات المدينة والسبب رفع التسعيرة ما دفع بعض الأهالي الغاضبين للتمنع عن الدفع تارة وضرب احدهم تارة أخرى,والاحتجاج لدى البلدية على إستغلال هؤلاء مع ان البلدية كما يؤكد رئيسها عبد المحسن الحسيني لـ"الانتقاد.نت": " حذرت مرارا هؤلاء من التلاعب تحت طائلة اتخاذ الإجراءت الملائمة بحقهم".
وعلى هذا الأساس, يقول الحسيني" أصدرت البلدية قراراً بعد اجتماعها بأصحاب المولدات, وذلك في إطار السياسة التي تتبعها في تحديد وخفض الأسعار نتيجة انخفاض أسعار المحروقات والضائقة الاقتصادية التي يعيشها الناس وقضى الاجتماع بتحديد تعرفة اشتراكات الكهرباء في المولدات الخاصة للإمداد الكامل طوال ساعات التقنين بحيث أصبحت: 5 أمبير 45 ألف ليرة, 10 أمبير 90 ألف ليرة، 15 أمبير 135 ألف ليرة, و20 أمبير 160 ألف ليرة, مجيزاً للموزعين خفض أسعار الاشتراكات مع عدم السماح بتجاوزها تحت طائلة المسؤولية", وكانت الأشهر الماضية قد شهدت فوضى عارمة في تحديد بدلات الاشتراك بين موزع وآخر, نتيجة الارتفاع المطّرد في سعر صفيحة المازوت, ووصل الحد الأدنى للاشتراك الشهري إلى 100 دولار، كما انعكس تراجعاً في استفادة المشتركين من خدمة المولدات الخاصة خلال ساعات التقنين التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً رفض أصحاب المولدات تحمل نتائجه, واعتبروا أنفسهم "جهة مساعدة، لكن ليست بديلة عن الدولة في تأمين التيار الكهربائي".
وأعلن الحسيني أن "البلدية ستراقب تطبيق التسعيرة الجديدة من أجل ضمان حسن تنفيذها علما أن جزﺀاً كبيراً من المولدات يشغل المساحات العامة ويستعمل التمديدات والبنى التحتية التي أنشأتها البلدية ولفت الحسيني إلى أنه بصدد التشاور مع عدد من رؤساﺀ البلديات في اتحاد بلديات صيدا ـ الزهراني من اجل تعميم هذه التسعيرة, مذكرا أن المادة 47 من الفصل الرابع من قانون البلديات تشير إلى أن أي عمل ذي منفعة عامة هو من اختصاص البلدية, أما المادة 48 من الفصل نفسه فتعطي القرارات التي يصدرها المجلس البلدي ضمن نطاق اختصاصه ونطاقه البلدي صفة الإلزام، وهو ما يعيد القانون تأكيده في المادة 76 والمتعلقة بصلاحيات رئيس البلدية.وتقوم بصيانتها".
نحن لا نستغل حاجة الناس
وفيما يتعلق بأصحاب المولدات يقول احدهم وهو قاسم احمد: أن قيمة الإشتراك "5 أمبير" كانت قد  ارتفعت إلى 125 ألف ليرة لبنانية, أما ساعات الخدمة تتراوح بين 7 و8 ساعات يومياً, وبالإمكان تعديل هذا الجدول مع تغيّر سعر صفيحة المازوت, فهناك الكثير من أصحاب المولدات أوقفوا عمل مولداتهم بسبب عدم قدرتهم على تحمل الأعباء الإضافية ويضيف: نحن كأصحاب مولدات كهربائية، لا نستغل حاجة الناس، كل ما نفعله، أننا نحتسب الكلفة الفعلية التي تدخل ضمنها كلفة صيانة المولد والزيوت والفلاتر ونسبة الاستهلاك، بالإضافة إلى ربحنا والنفقات الإدارية",من جهته لفت محمد برجي وهو صاحب أحد المولدات أيضا إلى أنه "تحمّلنا في الفترة الماضية أعباءً كبيرة، ولحقت بنا خسائر مالية، لأننا لم نستطع رفع بدل الاشتراك بما يتناسب مع ارتفاع سعر المازوت بسبب رفض المشتركين لذلك نتيجة عدم قدرتهم عليه، ما دفعنا إلى خفض ساعات تزويدهم بالتيار".
5 أمبير لا يستطيع أن يضيئ إلا 3 أو 4 لمبات
يعترف المواطن محمد شحادة ,"أن الكثير من الفواصل "ديجنتر" المعطاة للمشتركين غير سليم وغير دقيقة, فالفاصل "ديجنتير" 5 أمبير هو بالواقع 3 أمبير، لذلك نطالب بالرقابة من قبل البلديات والمعنيين لحماية المواطنين,الذين يحصلون على كمية من الطاقة أقل من التي يدفعون ثمنها", أما دلال عواضة ,فتتساءل لماذا لا ننعم بحصة كهرباء أكثر مقابل فاتورة إضافية ندفعها إلى مؤسسة الكهرباء,بحيث تعطي المؤسسة الطاقة بشكل يومي كامل لكل لبنان,شرط أن نصبح على نور لكي نستطيع أن نحضّر فطور أولادنا واحتياجاتهم المدرسية, وطبعاً لنحيط بآخر مستجدات الأخبار اللبنانية.وتتابع, "أن الإشتراك 5 أمبير الذي تتراوح كلفته بين 90 و 125 ألف ليرة لبنانية لا يستطيع أن يضيء إلا 3 أو 4 "لمبات" وتلفزيون, أما الباقي فعلى الله والدولة", فيما يختلف الوضع في محال السمانة الكبيرة والسوبرماركت، فالمولدات الكهربائية الخاصة بها موجودة، تؤمّن التيار عندما ينقطع. "مستودعات التبريد وصالات العرض الخاصة بالألبان والأجبان واللحوم فيها بضائع بآلاف الدولارات، وأي خلل بتأمين التيار للبرادات يعني أنو مصيبة كبيرة وقعت على راسنا"، يقول يحيى عبد المجيد,لكنه أشار إلى أن بيع هذه السلع "تراجع بسبب الانقطاع المتواصل للتيار، فأغلب العائلات لا قدرة لديها على الاشتراك بالمولدات، أو شراء مولد، فتشتري ما تحتاج إليه بالأوقيّة". إضافة إلى أن الثقة بجودة البضائع لم تعد كما كانت لدى المستهلك.
يأملون المزيد من الانخفاض
ولكن السؤال الآن هل يصبح بدل الاشتراك في المولدات الخاصة 40 ألف ليرة أو ربما أقل لكل 5 أمبير خلال الشهر القادم؟
هذا التساؤل المحق  يطرحه اليوم عدد من فعاليات ومواطني مدينة صور وهو يستند إلى عدة أسباب منطقية وواقعية .
فبعد الاجتماع الأخير الذي عقد في مقر بلدية صور بين ممثلون عن البلدية والمجتمع الأهلي من جهة وبين أصحاب المولدات الخاصة من جهة ثانية تم الاتفاق على اعتماد أسعار متحركة وفقاً لسلم يرتبط بعدد ساعات التغذية من ناحية وبسعر صفيحة المازوت من ناحية ثانية ويعتمد بشكل كامل على الدراسة العلمية التي أعدت بطلب من مدير عام الريجي المهندس ناصيف سقلاوي ,هذه الدراسة تبين السعر المتوجب عن كل 5 أمبير بالقياس على عدد ساعات التغذية وسعر طن المازوت وتتراوح الأسعار فيها نزولاً وصعوداً بحسب الأحوال.
وهذا السلم المتحرك لا يمكن تحديد حركة الأسعار المرتبطة به تصاعدياً فقط كما كان يأمل أصحاب المولدات الذين اعتبروا وصرحوا في مجالسهم الخاصة أن سعر الـ 45 ألف ليرة هو الحد الأدنى الذي يمكنهم القبول به وانه من غير المعقول أن ينخفض بدل الاشتراك عن هذا السعر في أي حال من الأحوال.
أمر جديد دخل إلى المعادلة أيضا وهو نية الحكومة اللبنانية دعم سعر صفيحة المازوت بمبلغ 3 آلاف ليرة لبنانية خلال فصل الشتاء وهذا يعني أن سعر صفيحة المازوت سوف ينخفض إلى 13ألف ليرة لبنانية ، بينما كان سعر الصفيحة 19 ألف ليرة لبنانية عندما اعتمدت تسعيرة الـ 45 ألف ليرة لكل 5 أمبير ، وهذا يعني أن هناك وفراً بقيمة ستة آلاف ليرة بكل صفيحة مازوت قد تحقق مما يلزم أصحاب المولدات وفقاً لتفاهمهم مع بلدية صور وممثلو المجتمع الأهلي على تخفيض  بدل الإشتراك للشهر القادم بمبلغ يتراوح بين 5 آلاف إلى 10 آلاف ليرة لبنانية بحسب ساعات القطع والتغذية.
ويبقى الحل على حد قول بعض المواطنين وهو  ليس بالمولدات أو أي طريقة أخرى، وإنما بإيجاد حل لمشكلة الكهرباء في لبنان، بحيث تعطي المؤسسة الطاقة بشكل يومي، فنصبح على كهرباء ونمسي على كهرباء.