ارشيف من :أخبار لبنانية
سيسون أطاحت التفاهم الحكومي وعون يشير الى "التدخلات الخارجية" في تعطيل التشكيل

كتب هلال السلمان
لماذا عادت الاتصالات حول تشكيل الحكومة العتيدة الى نقطة الصفر بعدما كادت تعلن التفاهمات التي جرى التوصل اليها قبيل نهاية الاسبوع الماضي؟ وهل من دور للقائمة بالاعمال الاميركة ميشيل سيسون في نسف التفاهمات، خصوصا ان الاجواء التشاؤمية تزامنت مع عودتها للتوّ من مهمة خاصة في واشنطن؟ ولماذا "استلشأ" رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة بتحذير رئيس الجمهورية ميشال سليمان من "مغبة التأخير في تشكيل الحكومة" بعد تشديده على ضرورة حصول التأليف في مهلة ثمان واربعين ساعة! وهل باتت المعادلة هي تكريس ادخال عهد الرئيس سليمان في تصريف الاعمال منذ شهره الاول!
الجميع يعلم ان الامور كانت تسير قبيل نهاية الاسبوع الماضي نحو الحل حيث تسارعت الاتصالات بين رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، وارسل الاول للثاني مستشاره محمد شطح وقدم له عرضا حكوميا يتضمن حقيبة الاتصالات، وكانت المشاورات في اوجها حيث اكد العماد عون على ان يتضمن العرض وزارة الاشغال اضافة الى الاتصالات وذلك للتعويض عن تخليه عن مطلب الوزارة السيادية! لكن المفاجأة ظهرت يوم السبت بإبلاغ السنيورة عون عبر شطح سحبه للعرض الذي كان قدمه له، والمفارقة التي سجلتها مصادر المعارضة ان سحب العرض جاء بعد ساعات من استقبال السنيورة للقائمة بالاعمال الاميركية ميشال سيسون التي كانت عائدة لتوها من مهمة خاصة في واشنطن حيث أخذت التعليمات باستمرار عرقلة تشكيل الحكومة وإطالة أمد عهد حكومة تصريف الأعمال، وهذا ما يبدو ان السنيورة تبلغه من الأخيرة، وبناء عليه نسف الاتفاق الذي كان شبه منجز مع العماد عون.
وهذا الأمر أكده الاخير بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح بعد ظهر أمس الاثنين حيث اشار الى استمرار المداخلات الدولية لتأخير تشكيل الحكومة، وشدد عون على انه مهتم بسرعة تشكيل الحكومة، وانه متضرر من تأخير تأليفها، وخصوصا ان ذلك يؤخر اقرار قانون الانتخاب. ولفت عون الى انه قدم كل التسهيلات، انما المطلوب منه تقديم تنازلات متواصلة دون ان يحصل على شيء.
وفي السياق عينه تشير مصادر المعارضة الى ان بعض اطراف فريق السلطة عاد ليراهن على ضربة اميركية او صهيونية لايران ما يعيد خلط التوازنات في المنطقة بما فيها لبنان.
وبناء على هذه المعطيات تشير الأوساط المتابعة الى ان ازمة تشكيل الحكومة باتت مفتوحة على مصراعيها لمدة مفتوحة، وان الاتفاق لم يعد في متناول اليد وربما يكون ذلك ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى السفر للخارج بعدما اصطدمت جميع المساعي بالحائط المسدود بسبب تعطيل فريق السلطة لجميع الفرص التي اتيحت لتحقيق الحل، حتى ان الرئيس المكلف فؤاد السنيورة لم يعر أي اهتمام لتحذير الرئيس ميشال سليمان من مغبة المزيد من التأخير في تشكيل الحكومة, وتتساءل الاوساط المتابعة هنا هل المقصود هو ضرب مصداقية رئيس الجمهورية بعدما جرى امتصاص انطلاقة العهد التي كان يجب ان تترجم بالاسراع في تشكيل الحكومة واعادة تفعيل عمل المؤسسات. وهو ما يطرح تحديات على الرئيس سليمان خلال الايام والاسابيع المقبلة لجهة طريقة تعاطيه مع استمرار تعطيل تشكيل الحكومة. وما هي المواقف او الخيارات التي قد يلجأ اليها للخروج من المأزق؟
اما في جانب المعارضة فانها كانت اكدت ان مهلة السماح قد انتهت مع مرور شهر دون تأليف الحكومة، وبعدما تبين أن الطبخة التي يعمل على انضاجها السنيورة هي "طبخة بحص" ليس أكثر، وبالتالي فان الخطوات المرتقبة ستبنى على أساس الذهاب نحو جلسة إقرار قانون الانتخاب، واذا جرى تعطيل النصاب من قبل فريق السلطة يستوجب ذلك التحرك لدى الراعي القطري لاتفاق الدوحة التدخل لاكمال تطبيقه. وهنا تلفت المصادر الى ما كان اعلنه الرئيس بري من ان السنيورة اذا تجاوز الشهر دون تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فان العمل سيبدأ حينها على الانتقال الى حكومة حيادية تعمل لمتابعة ملف الانتخابات النيابية، فهل يكون هذا الخيار هو عدة الشغل في المرحلة المقبلة، وهل يلجأ رئيس الجمهورية الى هذا المنحى؟.
الانتقاد/ العدد1277 ـ 1 تموز/ يوليو 2008
لماذا عادت الاتصالات حول تشكيل الحكومة العتيدة الى نقطة الصفر بعدما كادت تعلن التفاهمات التي جرى التوصل اليها قبيل نهاية الاسبوع الماضي؟ وهل من دور للقائمة بالاعمال الاميركة ميشيل سيسون في نسف التفاهمات، خصوصا ان الاجواء التشاؤمية تزامنت مع عودتها للتوّ من مهمة خاصة في واشنطن؟ ولماذا "استلشأ" رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة بتحذير رئيس الجمهورية ميشال سليمان من "مغبة التأخير في تشكيل الحكومة" بعد تشديده على ضرورة حصول التأليف في مهلة ثمان واربعين ساعة! وهل باتت المعادلة هي تكريس ادخال عهد الرئيس سليمان في تصريف الاعمال منذ شهره الاول!
الجميع يعلم ان الامور كانت تسير قبيل نهاية الاسبوع الماضي نحو الحل حيث تسارعت الاتصالات بين رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، وارسل الاول للثاني مستشاره محمد شطح وقدم له عرضا حكوميا يتضمن حقيبة الاتصالات، وكانت المشاورات في اوجها حيث اكد العماد عون على ان يتضمن العرض وزارة الاشغال اضافة الى الاتصالات وذلك للتعويض عن تخليه عن مطلب الوزارة السيادية! لكن المفاجأة ظهرت يوم السبت بإبلاغ السنيورة عون عبر شطح سحبه للعرض الذي كان قدمه له، والمفارقة التي سجلتها مصادر المعارضة ان سحب العرض جاء بعد ساعات من استقبال السنيورة للقائمة بالاعمال الاميركية ميشال سيسون التي كانت عائدة لتوها من مهمة خاصة في واشنطن حيث أخذت التعليمات باستمرار عرقلة تشكيل الحكومة وإطالة أمد عهد حكومة تصريف الأعمال، وهذا ما يبدو ان السنيورة تبلغه من الأخيرة، وبناء عليه نسف الاتفاق الذي كان شبه منجز مع العماد عون.
ازمة تشكيل الحكومة باتت مفتوحة على مصراعيها لمدة مفتوحة |
وفي السياق عينه تشير مصادر المعارضة الى ان بعض اطراف فريق السلطة عاد ليراهن على ضربة اميركية او صهيونية لايران ما يعيد خلط التوازنات في المنطقة بما فيها لبنان.
وبناء على هذه المعطيات تشير الأوساط المتابعة الى ان ازمة تشكيل الحكومة باتت مفتوحة على مصراعيها لمدة مفتوحة، وان الاتفاق لم يعد في متناول اليد وربما يكون ذلك ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى السفر للخارج بعدما اصطدمت جميع المساعي بالحائط المسدود بسبب تعطيل فريق السلطة لجميع الفرص التي اتيحت لتحقيق الحل، حتى ان الرئيس المكلف فؤاد السنيورة لم يعر أي اهتمام لتحذير الرئيس ميشال سليمان من مغبة المزيد من التأخير في تشكيل الحكومة, وتتساءل الاوساط المتابعة هنا هل المقصود هو ضرب مصداقية رئيس الجمهورية بعدما جرى امتصاص انطلاقة العهد التي كان يجب ان تترجم بالاسراع في تشكيل الحكومة واعادة تفعيل عمل المؤسسات. وهو ما يطرح تحديات على الرئيس سليمان خلال الايام والاسابيع المقبلة لجهة طريقة تعاطيه مع استمرار تعطيل تشكيل الحكومة. وما هي المواقف او الخيارات التي قد يلجأ اليها للخروج من المأزق؟
اما في جانب المعارضة فانها كانت اكدت ان مهلة السماح قد انتهت مع مرور شهر دون تأليف الحكومة، وبعدما تبين أن الطبخة التي يعمل على انضاجها السنيورة هي "طبخة بحص" ليس أكثر، وبالتالي فان الخطوات المرتقبة ستبنى على أساس الذهاب نحو جلسة إقرار قانون الانتخاب، واذا جرى تعطيل النصاب من قبل فريق السلطة يستوجب ذلك التحرك لدى الراعي القطري لاتفاق الدوحة التدخل لاكمال تطبيقه. وهنا تلفت المصادر الى ما كان اعلنه الرئيس بري من ان السنيورة اذا تجاوز الشهر دون تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فان العمل سيبدأ حينها على الانتقال الى حكومة حيادية تعمل لمتابعة ملف الانتخابات النيابية، فهل يكون هذا الخيار هو عدة الشغل في المرحلة المقبلة، وهل يلجأ رئيس الجمهورية الى هذا المنحى؟.
الانتقاد/ العدد1277 ـ 1 تموز/ يوليو 2008