ارشيف من :أخبار لبنانية
أسبوع حاسم في الاتصالات حول تشكيل الحكومة
دخل ملف تشكيل الحكومة الجديدة أسبوعه الثالث دون أن تلوح في الأفق أية ملامح جدية على قرب الولادة القيصرية للتشكيلة الحكومية, لكن بدا خلال اليومين الماضيين وخصوصا بعد زيارة الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي الى بيروت ان النقاش عاد ليتركز على هذا الملف، وساعد في ذلك لقاء اقطاب المعارضة والموالاة على هامش مأدبة الغداء التي أقامها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على شرف ضيفه الفرنسي في قصر بعبدا السبت الماضي, وكان فريق السلطة قد سعى الاسبوع الماضي الى حرف الامور عن مسارها السياسي الطبيعي الى مسار الملف الامني والتذرع به لتغطية محاولاته لتعطيل ولادة الحكومة.
ويعود ذلك بحسب المراقبين الى عوامل عدة منها:
- الخلافات التي دبّت بين أفرقاء فريق السلطة حول موضوع التوزير، وهو ما تركز في جانب منه على توزير مسيحيي السلطة، وفي جانب آخر داخل التكتل الطرابلسي، والجانب الثالث يعود للخلافات بين "جناحي تيار المستقبل" حول الاستيزار، وهو خلاف يدور بين الرئيس المكلف فؤاد السنيورة ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، فكل واحد منهما يرغب بتوزير أشخاص لا يرغب الاخر بتوزيرهم.
وهناك من يرى ان اعلان الحريري الاسبوع الماضي تعليق المشاورات حول التشكيلة الحكومية كان الهدف منه "فركشة" السنيورة على ما ترى اوساط مقربة من الرئاسة الثانية، وهي تلفت في هذا السياق الى توقيت اعلان التعليق في الوقت الذي كان الاخير يقوم بزيارة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في سياق التشاور حول التشكيلة الوزارية.
- البعد الآخر الذي سعى من خلاله فريق السلطة لتأخير ولادة الحكومة هو رفع سقف مطالبه والسعي للحصول على حصة الأسد في حقائب الحكومة الجديدة، وعدم اعطاء المعارضة الحصة التي تستحقها وتحديدا رفض اعطاء التيار الوطني الحر برئاسة النائب العماد ميشال عون حقيبة سيادية (الدفاع أو المالية) برغم ان القوى السياسية التي تشكل الاكثرية في جميع الطوائف الكبيرة ستحصل على حقائب سيادية وهو ما يجب ان يحصل مع الاكثرية الشعبية المسيحية التي يمثلها التيار الوطني الحر، وبرز في هذا المجال تلويح العماد عون بعدم دخول الحكومة اذا لم يحصل على هذه الحقيبة السيادية، وهو موقف تتضامن معه بشأنه باقي قوى المعارضة.
وفي هذا السياق برز سعي فريق السلطة إلى احداث خلاف بين المعارضة ورئيس الجمهورية من خلال موضوع وزارة الدفاع، لكنه لم ينجح بذلك لان المعارضة تؤكد ان الموضوع عند رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة، ومطالبها تتجه نحوه باعتباره المكلف بتشكيل الحكومة وليس رئيس الجمهورية.
في كل الاحوال فإن الامور باتت اكثر ضغطا على الافرقاء، وبدءا من مطلع الاسبوع بدأت تتكثف الاتصالات بشأن الاسراع في تشكيل الحكومة، وان السقف المقبول للتأخير لم يعد يجوز أن يتعدى نهاية الأسبوع الحالي، نظرا لما قد يشكله استمرار التأخير في تشكيل الحكومة من مخاطر على الوضع السياسي العام، وهو ما لفت اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي دعا الى الاسراع وعدم التسرع في تشكيل الحكومة، وضرورة ان تبصر الحكومة النور نهاية الاسبوع الجاري، كما لفت موقف رئيس كتلة الوفاء المقاومة النائب محمد رعد الذي أكد على ضرورة تطبيق جميع بنود اتفاق الدوحة، وان التعقيدات التي تعترض تشكيل الحكومة لا تزال في اطارها الطبيعي حتى الآن، وهو موقف مسؤول سعى من خلاله إلى وضع الأمور في نصابها، وفيه دعوة لتزخيم الاتصالات والخروج بالتشكيلة الحكومية في أسرع وقت، لانه مهما جرت محاولات تعطيل وابتزاز ومراوغة فإن التشكيلة الحكومية لا بد أن تبصر النور في نهاية المطاف.
وفي المحصلة توجز مصادر نيابية متابعة لـ"الانتقاد" وضعية الاتصالات حول التشكيلة الحكومية وابرز العقد التي تحتاج للحل:
- عقدة الحقيبة السيادية التي يؤكد العماد عون على ضرورة حصوله عليها.
- حزب الله لا يريد حقيبة الطاقة.
- النائب سعد الحريري "المحشور" جدا في وسطه رفض مقايضة مقعد وزاري سني بمقعد وزاري شيعي.
- يبدو ان المقايضة قد تأخذ طريقها للتنفيذ بين مقعد وزاري شيعي ومقعد وزاري درزي.
هلال السلمان
الانتقاد/ العدد1271 ـ 10حزيران/ يونيو 2008