ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: اعتذر ولكن...

كتب محمد يونس
لقد نطق بها أخيراً. قال إنه يأسف لاحتلال العراق على أساس معلومات خاطئة وفرتها له استخباراته، ومع أن الجميع يعلم كيف طبخت هذه المعلومات وكيف روّج لها لاستخدامها ذريعة لاحتلال بلاد ما بين النهرين. هذا ما جاء على لسان الرئيس الأميركي جورج بوش الذي يستعد لمغادرة البيت الأبيض في واشنطن.
بوش لم يكتف بالاعتذار بل أرفقه بعملية تدميع للأعين على شاكلة دموع التماسيح التي تذرفها وهي تلتهم فريستها.
اعتذار بوش هذا لم يكن موجها لمئات آلاف الشهداء من العراقيين الذين قضوا منذ غزو قواته لبلادهم ولا من الملايين المهجرين داخل بلدهم، اعتذاره كان موجها للأميركيين فقط لأنه سبب لهم كل هذا الألم والقتل في صفوف جيشهم، أي أن بوش يؤكد بمنطق عنصري تمييزي أنه لو كان النجاح حليف الجيش الأميركي في العراق لما كان مضطرا لتقديم الاعتذار والأسف، ولما كان جاهد ليذرف دمعة أبت أن تجري.
فاحتلال بلد وقتل وتشريد أبنائه وسرقة مقدراته وثرواته وتدمير بناه التحتية والفوقية أمر لا يدعو للأسف، أما أن يشعر القاتل بالخوف والألم وبفقدان البعض من القتلة فهو يستوجب الاعتذار وقد يؤدي إلى المحاكمة أيضاً.
حسنا، هو منطق أميركي لم يحد عنه أي مسؤول في واشنطن منذ انغماسها في السياسات الدولية، لكن ما هو منطق أولئك الذين هللوا للشيطان الأميركي وداسوا على مواطنيهم وأراقوا ماء وجوههم، ما هو منطقهم وأمهات الثكالى تدعو عليهم وعلى أسيادهم، ما هو منطقهم والأميركي يتخلى عنهم فيتركهم لمصيرهم تقرره شعوبهم، ما هو منطقهم...
إن اعتذار بوش لأمته يجب أن يدفع بكل هؤلاء لإعادة التفكير بمنطقهم والعودة ولو مرة واحدة وأخيرة إلى شعوبهم التي هي وحدها من تحميهم من غدر الأميركيين وتأسفاتهم.
الانتقاد/ العدد1322 ـ 12 كانون الاول/ ديسمبر 2008
لقد نطق بها أخيراً. قال إنه يأسف لاحتلال العراق على أساس معلومات خاطئة وفرتها له استخباراته، ومع أن الجميع يعلم كيف طبخت هذه المعلومات وكيف روّج لها لاستخدامها ذريعة لاحتلال بلاد ما بين النهرين. هذا ما جاء على لسان الرئيس الأميركي جورج بوش الذي يستعد لمغادرة البيت الأبيض في واشنطن.
بوش لم يكتف بالاعتذار بل أرفقه بعملية تدميع للأعين على شاكلة دموع التماسيح التي تذرفها وهي تلتهم فريستها.
اعتذار بوش هذا لم يكن موجها لمئات آلاف الشهداء من العراقيين الذين قضوا منذ غزو قواته لبلادهم ولا من الملايين المهجرين داخل بلدهم، اعتذاره كان موجها للأميركيين فقط لأنه سبب لهم كل هذا الألم والقتل في صفوف جيشهم، أي أن بوش يؤكد بمنطق عنصري تمييزي أنه لو كان النجاح حليف الجيش الأميركي في العراق لما كان مضطرا لتقديم الاعتذار والأسف، ولما كان جاهد ليذرف دمعة أبت أن تجري.
فاحتلال بلد وقتل وتشريد أبنائه وسرقة مقدراته وثرواته وتدمير بناه التحتية والفوقية أمر لا يدعو للأسف، أما أن يشعر القاتل بالخوف والألم وبفقدان البعض من القتلة فهو يستوجب الاعتذار وقد يؤدي إلى المحاكمة أيضاً.
حسنا، هو منطق أميركي لم يحد عنه أي مسؤول في واشنطن منذ انغماسها في السياسات الدولية، لكن ما هو منطق أولئك الذين هللوا للشيطان الأميركي وداسوا على مواطنيهم وأراقوا ماء وجوههم، ما هو منطقهم وأمهات الثكالى تدعو عليهم وعلى أسيادهم، ما هو منطقهم والأميركي يتخلى عنهم فيتركهم لمصيرهم تقرره شعوبهم، ما هو منطقهم...
إن اعتذار بوش لأمته يجب أن يدفع بكل هؤلاء لإعادة التفكير بمنطقهم والعودة ولو مرة واحدة وأخيرة إلى شعوبهم التي هي وحدها من تحميهم من غدر الأميركيين وتأسفاتهم.
الانتقاد/ العدد1322 ـ 12 كانون الاول/ ديسمبر 2008