ارشيف من :آراء وتحليلات
على العهد: أوباما ووعود التغيير

كتب إبراهيم الموسوي
يصرّ الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما على طرح عناوين بالغة الإشكالية في مفردات برنامج حكمه المقبل، عناوين قد تبدو جذّابة ومحقة في ظاهرها، لكنها بالغة التعقيد، وتستدعي مزيجاً من الاستغراب والهزء. أحد العناوين المطروحة يتصل بسعي أوباما إلى تلميع صورة بلاده في العالمين العربي والإسلامي، حيث أعلن أنه سيسعى إلى إلقاء كلمة في إحدى عواصم العالم الإسلامي ليخاطب هذا العالم مباشرة بعد إلقاء خطاب تنصيبه.
يبدو هذا الهدف غاية في الطموح بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحجم تورطها في قضايا بالغة الخطورة في العالمين العربي والإسلامي إذا افترضنا عن حسن نية صدق توجهات أوباما، أما إذا أردنا أن نسيء الظن انطلاقاً من حسن الفطن فسوف نجد حتماً أن مقاربة أوباما تنطوي على قدر هائل من التبسيط والارتجال، إلا إذا كان يريد استكمال لعبة استغباء شعوب هذه المنطقة.
مشروعٌ جداً للرئيس الأميركي الجديد أن يطمح لتحسين صورة بلاده، ومعقول أيضاً أن يحاول ذلك انطلاقاً من المكان الذي أخطأت فيه اميركا، أي من العالم الإسلامي تحديداً، ولكن كيف سيقوم الرئيس المنتخب بتلميع صورة بلاده، وما هي القضايا التي سيقوم بمعالجتها في سبيل ذلك.
طبعاً، لسنا في مقام تحديد رزمة الأهداف الواجب تحقيقها قبل أن يحوز أوباما على هذا الإنجاز، ولكن في جردة سريعة لما يجب عليه القيام به فإننا نقترح الآتي:
قد يكون من المفيد جداً أن يزور أوباما فلسطين المحتلة ويطلق خطابه من هناك، فقضية فلسطين تحتل القلب والمركز من كل قضايا العالمين العربي والإسلامي، وتمثل نقطة الاشتباك الأول بينهما، وبين الولايات المتحدة، بسبب الدعم الأميركي الشامل والدائم للعدو الإسرائيلي.
سوف يكون على أوباما أن يبلغ العالمين الإسلامي والعربي حول رؤيته لمستقبل المنطقة، وماذا سيفعل حيال قضايا جوهرية هي مشاكل انسانية وقانونية وتاريخية، ودينية وسياسية ومبدئية قبل كل شيء.
ماذا سيقول أوباما عن احتلال القدس وباقي الأراضي العربية المحتلة، ماذا سيقول عن المستعمرات وجرائم المستوطنين، ماذا سيفعل حيال جدار الفصل العنصري الجديد، وماذا سيفعل إزاء تهديد كامل لأحياء مسيحية وإسلامية في القدس المحتلة، ما هو موقفه الحقيقي من حصار غزة، وكيف سيقنع العالم بأنه من الممكن التوصل إلى سلام مع عصابة مجرمي الحرب التي تتربع على سدة إدارة دفة الحكم في الحكومة الإسرائيلية، ماذا سيفعل أوباما في شأن حق العودة وقضية اللاجئين، وكيف سيكون موقفه حيال العديد من القضايا التي تتصل بجرائم الحرب المتواصلة من قبل أولمرت وشيمون بيريز، وسلسلة طويلة من أركان ادارتهم الإجرامية، كيف سيكون موقفه من الترسانة النووية الإسرائيلية؟ ماذا سيفعل الرئيس الاميركي بسلسلة كاملة من جرائم الحرب الإسرائيلية التي تطال البيئة البحرية والبرية، واستعمال الأسلحة المحرمة، وأطفال قانا والمنصوري وجنين ونابلس، وما هو موقفه من استمرار اعتقال الآلاف من النساء والأطفال والنواب في فلسطين من دون أية تهمة.
ماذا سيقول أوباما عن استمرار احتلال حليفته اسرائيل لأراضٍ لبنانية وسورية في شبعا وتلال كفرشوبا ومرتفعات الجولان، ماذا سيفعل أوباما بجرائم بلاده المخزية في العراق التي أدت إلى احتلال بلد بأكمله وقتل وجرح وتهجير الملايين من ابنائه بحجج كاذبة باطلة، وماذا سيفعل حيال جرائم بلاده بحق التراث الإنساني في العراق، وتدمير كل معالم الحضارة الانسانية في البلد، ماذا سيفعل حيال جرائم بلاده في افغانستان وباكستان والصومال والسودان، لائحة طويلة لم نأت إلا على ذكر النزر اليسير منها.
ربما إذا استطاع أوباما أن يقدم مقاربة مباشرة لبعض ما تحدثنا عنه، نستطيع أن نصدق أنه سيستطيع أن يفعل شيئاً.
أوباما يعلم أنه لا يستطيع الكثير لأنه لا يريد، ولا القوى المهيمنة على قرار ادارته، ونحن نعلم أن خطابات الحملات الانتخابية والوفود إلى السلطة ليست واحدة بعد تسلمها، ومن يعش ير.
الانتقاد/ العدد1322 ـ 12 كانون الاول/ ديسمبر 2008
يصرّ الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما على طرح عناوين بالغة الإشكالية في مفردات برنامج حكمه المقبل، عناوين قد تبدو جذّابة ومحقة في ظاهرها، لكنها بالغة التعقيد، وتستدعي مزيجاً من الاستغراب والهزء. أحد العناوين المطروحة يتصل بسعي أوباما إلى تلميع صورة بلاده في العالمين العربي والإسلامي، حيث أعلن أنه سيسعى إلى إلقاء كلمة في إحدى عواصم العالم الإسلامي ليخاطب هذا العالم مباشرة بعد إلقاء خطاب تنصيبه.
يبدو هذا الهدف غاية في الطموح بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحجم تورطها في قضايا بالغة الخطورة في العالمين العربي والإسلامي إذا افترضنا عن حسن نية صدق توجهات أوباما، أما إذا أردنا أن نسيء الظن انطلاقاً من حسن الفطن فسوف نجد حتماً أن مقاربة أوباما تنطوي على قدر هائل من التبسيط والارتجال، إلا إذا كان يريد استكمال لعبة استغباء شعوب هذه المنطقة.
مشروعٌ جداً للرئيس الأميركي الجديد أن يطمح لتحسين صورة بلاده، ومعقول أيضاً أن يحاول ذلك انطلاقاً من المكان الذي أخطأت فيه اميركا، أي من العالم الإسلامي تحديداً، ولكن كيف سيقوم الرئيس المنتخب بتلميع صورة بلاده، وما هي القضايا التي سيقوم بمعالجتها في سبيل ذلك.
طبعاً، لسنا في مقام تحديد رزمة الأهداف الواجب تحقيقها قبل أن يحوز أوباما على هذا الإنجاز، ولكن في جردة سريعة لما يجب عليه القيام به فإننا نقترح الآتي:
قد يكون من المفيد جداً أن يزور أوباما فلسطين المحتلة ويطلق خطابه من هناك، فقضية فلسطين تحتل القلب والمركز من كل قضايا العالمين العربي والإسلامي، وتمثل نقطة الاشتباك الأول بينهما، وبين الولايات المتحدة، بسبب الدعم الأميركي الشامل والدائم للعدو الإسرائيلي.
سوف يكون على أوباما أن يبلغ العالمين الإسلامي والعربي حول رؤيته لمستقبل المنطقة، وماذا سيفعل حيال قضايا جوهرية هي مشاكل انسانية وقانونية وتاريخية، ودينية وسياسية ومبدئية قبل كل شيء.
ماذا سيقول أوباما عن احتلال القدس وباقي الأراضي العربية المحتلة، ماذا سيقول عن المستعمرات وجرائم المستوطنين، ماذا سيفعل حيال جدار الفصل العنصري الجديد، وماذا سيفعل إزاء تهديد كامل لأحياء مسيحية وإسلامية في القدس المحتلة، ما هو موقفه الحقيقي من حصار غزة، وكيف سيقنع العالم بأنه من الممكن التوصل إلى سلام مع عصابة مجرمي الحرب التي تتربع على سدة إدارة دفة الحكم في الحكومة الإسرائيلية، ماذا سيفعل أوباما في شأن حق العودة وقضية اللاجئين، وكيف سيكون موقفه حيال العديد من القضايا التي تتصل بجرائم الحرب المتواصلة من قبل أولمرت وشيمون بيريز، وسلسلة طويلة من أركان ادارتهم الإجرامية، كيف سيكون موقفه من الترسانة النووية الإسرائيلية؟ ماذا سيفعل الرئيس الاميركي بسلسلة كاملة من جرائم الحرب الإسرائيلية التي تطال البيئة البحرية والبرية، واستعمال الأسلحة المحرمة، وأطفال قانا والمنصوري وجنين ونابلس، وما هو موقفه من استمرار اعتقال الآلاف من النساء والأطفال والنواب في فلسطين من دون أية تهمة.
ماذا سيقول أوباما عن استمرار احتلال حليفته اسرائيل لأراضٍ لبنانية وسورية في شبعا وتلال كفرشوبا ومرتفعات الجولان، ماذا سيفعل أوباما بجرائم بلاده المخزية في العراق التي أدت إلى احتلال بلد بأكمله وقتل وجرح وتهجير الملايين من ابنائه بحجج كاذبة باطلة، وماذا سيفعل حيال جرائم بلاده بحق التراث الإنساني في العراق، وتدمير كل معالم الحضارة الانسانية في البلد، ماذا سيفعل حيال جرائم بلاده في افغانستان وباكستان والصومال والسودان، لائحة طويلة لم نأت إلا على ذكر النزر اليسير منها.
ربما إذا استطاع أوباما أن يقدم مقاربة مباشرة لبعض ما تحدثنا عنه، نستطيع أن نصدق أنه سيستطيع أن يفعل شيئاً.
أوباما يعلم أنه لا يستطيع الكثير لأنه لا يريد، ولا القوى المهيمنة على قرار ادارته، ونحن نعلم أن خطابات الحملات الانتخابية والوفود إلى السلطة ليست واحدة بعد تسلمها، ومن يعش ير.
الانتقاد/ العدد1322 ـ 12 كانون الاول/ ديسمبر 2008