ارشيف من :أخبار لبنانية
روزنامة الأسبوع الطالع حافلة بالملفات المعيشية والمطلبية وجلسات نيابية بالجملة
كتب علي عوباني
ارتسمت صورة المشهد السياسي المحلي خلال الأسبوع المنصرم بثلاثة أحداث بارزة بدءا من القمة اللبنانية الأردنية التي تأتي في سياق استكمال الرئيس سليمان لجولاته الخارجية ، مرورا بحركة الزيارات الأمريكية النشطة إلى بيروت للاطمئنان إلى صحة فريق الرابع عشر من آذار وحقنه بجرعات الدعم اللازمة، والتي سجل آخرها زيارتي الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر ووفد الكونغرس الأمريكي ، وصولا إلى تشكيل مجلس الوزراء هيئة الإشراف على الانتخابات النيابية كخطوة أولى على طريق التحضير للاستحقاق الانتخابي العام المقبل والتي ستعقد أولى جلساتها اليوم برئاسة وزير الداخلية زياد بارود ، وما رافق اقرار هذه الهيئة من ضجيج وصخب سياسي كشف عن مواقف متضاربة داخل فريق الرابع عشر من آذار ليس اقلها انسحاب الوزير محمد الصفدي من جلسة مجلس الوزراء احتجاجا على عدم تمثيل طرابلس فيها معلنا استغرابه معارضة أحد الوزراء القريبين من تيار المستقبل والمنتمين الى 14 آذار لموقفه . وما تلا ذلك ايضا من تصريحات لا سيما انتقاد رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع موقف وزراء حلفائه في الجلسة أمس بقوله "لو كنت في الجلسة أمس لكنت أخذت موقفا مغايرا مع لكل المواقف التي اتخذها وزراء 14 آذار".
وبالعودة للقمة اللبنانية الأردنية فقد أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان امس محادثات في عمان مع الملك الأردني عبدالله الثاني تمحورت حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. تم خلالها استعراض الأخطار التي ما زالت تتهدد لبنان جراء عدم قيام اسرائيل بتنفيذ القرار 1701 مع التأكيد على حق لبنان وشعبه ومقاومته وجيشه في استرجاع ما تبقى من أراض لبنانية محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر بجميع الطرق المتاحة والمشروعة ، كما تم التأكيد ايضا على ضرورة التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين. ورفض توطينهم وفقا لما نصت عليه مبادرة السلام العربية وما تفرضه قواعد العدالة وقرارات الشرعية الدولية.
في هذا الوقت تعود مع انطلاقة الأسبوع الجاري الصرخة المطلبية والمعيشية إلى الواجهة من بوابة الملفات التربوية هذه المرة ، في وقت تنطلق فيه مناقشات الحد الأدنى للأجور وإعطاء زيادة غلاء المعيشة في مجلس النواب اليوم على وقع اعتصام وإضراب المدرسين المتعاقدين في مرحلة التعليم الأساسي حتى تحقيق مطالبها المرفوعة ، فيما وجهت هيئة التنسيق النقابية عشية انعقاد الجلسة كتابا مفتوحا إلى النواب طالبتهم فيه بوجوب حماية الحقوق المكتسبة للأساتذة والمعلمين والموظفين ورفع الغبن والظلامة عنهم . في هذا الوقت ستوضع الحكومة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين تحت مقصلة الأسئلة الموجهة إليها من قبل النواب في المجلس النيابي .
إقليميا فقد اقفل الأسبوع المنصرم على مؤشرات أميركية ايجابية تجاه سوريا خصوصا بعد زيارة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر لدمشق واعلانه عن قرب فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين بعد استلام الإدارة الأميركية الجديدة للحكم ، فيما كان بارزا أمس الاستقبال اللائق الذي حظي به الرئيس الأميركي جورج بوش الذي حط فجأة في بغداد في زيارة أرادها وداعية فكان له ما اراد حينما اختصر صحافي عراقي المشهد بطبع قبلات حارة على وجنات بوش لكنها كانت قبلات من نوع آخر حيث رشقه بحذائه قائلا له هذه قبلة الوداع موجها إليه كلمات مهينة ليكشف بهذا التصرف العفوي حقيقة نظرة الشعب العراقي للاحتلال الأميركي . وفي الوقائع ففيما كان الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يتصافحان في مقر الأخير مساء أمس قام مراسل قناة "البغدادية" الصحافي منتظر الجيدي الذي كان واقفا بين المراسلين برشق حذائه باتجاههما قائلا "هذه قبلة الوداع يا كلب". لكن بوش ابتسم قائلا "لقد قام بذلك من اجل لفت الانتباه اليه هذا الامر لم يقلقني ولا يزعجني اعتقد ان هذا الشخص اراد ان يقوم بعمل يسألني الصحافيون عنه . وكان بوش قال خلال زيارته بغداد ان ما حدث في العراق "لم يكن سهلا انما كان ضروريا للامن الاميركي والسلام في العالم وآمال العراق". كما وصف بوش اثر لقاء مع الرئيس العراقي جلال طالباني الاتفاقية الامنية الموقعة مع بغداد بانها "تذكير بصداقتنا وتمهد للمضي قدما من اجل مساعدة العراقيين ليلمسوا نعمة المجتمعات الحرة حسب قول بوش .
وفي الاراضي الفلسطينية المحتلة ، احيت حركة المقاومة الإسلامية حماس ذكرى انطلاقتها أمس باحتفال شعبي حاشد في غزة كان لافتا فيه مدى التفاف الشعب الفلسطيني الصامد رغم الحصار حول المقاومة واصلابة ارادته بالوقوف في وجه كل ضغوطات العدو ورهاناته التي لن يكون مصيرها سوى الفشل المحتوم . وفي هذه المناسبة كان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل يعلن من دمشق ان التهدئة مع الكيان الصهيوني لن يتم التجديد لها عند انتهاء العمل بها في التاسع عشر من الشهر الجاري ،وهو ما دفع بالعدو الصهيوني لارسال مسؤول كبير في وزارة حربه إلى القاهرة لبحث احتمال تمديد اتفاق التهدئة مع الوسطاء المصريين فيما اعلن مارك ريغيف المتحدث باسم حكومة العدو ان "اسرائيل تؤيد تمديد التهدئة في غزة شرط ان تحترمها حركة (حماس) " .
وفي سياق حملة التضامن الجارية مع أهالي غزة لكسر الحصار المفروض عليهم أعلن الامناء العامون للمؤتمرات العربية الثلاثة المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الاسلامي والمؤتمر العام للأحزاب العربية عن بدء أيام رفع الحصار عن قطاع غزة يوم الجمعة في التاسع عشر من الجاري ودعت المؤتمرات الثلاثة الى القيام بفعاليات ونشاطات عديدة تعبيرا عن موقف الجماهير الرافض للحصار ابرزها تخصيص خطب صلاة الجمعة للمناسبة والانطلاق بمظاهرات ومسيرات بعد صلاة الجمعة-و الاعتصام باوقات محددة امام السفارات المصرية للمطالبة بفتح معبر رفح-وكذلك الاعتصام امام مقار الامم المتحدة والجامعة العربية وتوجيه مذكرات الى الامم المتحدة والجامعة العربية ووزراء الخارجية العرب والحكومة المصرية والرئيس الفلسطيني لتحميل كل هذه الجهات مسؤوليتها في هذا الحصار وما يلحقه بالشعب الفلسطيني المحاصر .