ارشيف من :أخبار لبنانية

خاص الانتقاد.نت: جويا تعيش لحظات قاسية والبرج الشمالي تستعد لاستقبال ابنها المغدور

خاص الانتقاد.نت: جويا تعيش لحظات قاسية والبرج الشمالي تستعد لاستقبال ابنها المغدور

كتب أحمد يوسف
فيما لا تزال بلدة جويا تحاول طي طائرة "كوتونو" التي سقطت هناك قبل سنوات ليسقط فيها العشرات من ابنائها وابناء القرى الجنوبية الاخرى قتلى وجرحى، نكأ حادث اغتيال ابن آخر منها مع ابنه شقيقته في "غينيا بيساو" في افريقيا وذلك الجرح مجدداً، وليفتح قضية المغتربين اللبنانيين في القارة السمراء على مستوى ذويهم.
فقد فجعت بلدة جويا بنبأ اغتيال علي محمد نزال (37 عاماً)، الذي كان غادرها قبل عدة سنوات ليشق طريقاً له في الحياة هناك، عبر افتتاح مصلحة لبيع السيارات وقطعها في "غينيا بيساو" حيث تمكن من تأمين رزقه ورزق عياله وذوبه كما أمن معيشة العديد من أبناء "غينيا بيساو" حيث كان يخصص لهم معاشات ورواتب كما تقول والدته سعاد حمود، وتضيف اليوم خسرت ابني وابن ابنتي ايضاً، كما خسرنا مصدر رزقنا.

اما شقيقه سعيد فيروي بعضاً من تفاصيل الاعتداء على شقيقه وابن اخته، ويقول: هاجموهم بالسلاح واطلقوا النار عليهم، بالرغم من اعطائهم المال وعرض السيارات عليهم، كان عددهم ما بين الخمسة والستة مسلحين، لم يتمكنوا من قتل شقيقي الآخر الذي فر عبر النافذة، فيما اصابوا بجراح ابنة شقيقي المغدور حسن محمد زين واسمها "لين" وعمرها لا يتجاوز السنة والشهر الواحد.

هذا في وقت كانت فيه بلدة جويا تعيش لحظات قاسية، عبر عنها الاهالي برفع الرايات السوداء وإرسال اكاليل الورود إلى منزل المغدور نزال فيما كانت قوافل السيارات تستعد للذهاب إلى بيروت لنقل الجثمانيين اللذين من المتوقع وصولهما إلى مطار رفيق الحريري الدولي مساء اليوم.

أما في البرج الشمالي، مسقط رأس المغدور حسن محمد زين (25 عاماً) فلم يكن المشهد مختلفاً هناك، حيث غص ذويه بالمعزين من الرجال والنساء، ولفت مشهد والدته (إكرام نوال) وهي تحمل صورته وصورة زوجته، وتندب حظها العاثر لفقدانها ابنها وعدم اطمئنانها على صحة حفيدتها الصغيرة (لين) التي اصيبت برصاص المسلحين ولا تعرف عنها الا إنها مصابة بجروح.

اما والده محمد الذي انشغل بمتابعة موضوع وصول الطائرة التي تحمل جثمان ابنه، فأشار إلى إيمانه بالقضاء والقدر، وتقبل قضاء الله متهماً الموساد الاسرائيلي باغتيال ابنه ومطالباً الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها بمتابعة قضية المغتربين اللبنانيين حول العالم ولا سيما في افريقيا حيث يتعرضون للكثير من الاعتداءات.
يذكر ان جثماني المغدورين سيشيعان اليوم في مسقط راسيهما في جويا والبرج الشمالي.

2008-12-16