ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: ديمقراطية الحذاء

كتب محمد يونس
وأخيرا صاح الحذاء العربي مفتخرا يا له من ذنب لأضرب، فقد خرج لتوه من منازلة رأس طاغوت طواغيت العصر مجبرا إياه على الانحناء أمامه، فكانت كلمته هي الأعلى.
وكأن هذا الحذاء الذي اندفع بكل ما أوتي من قوة محاولا إصابة رأس الرئيس الأميركي جورج بوش قد فتح الباب أمام أحذية كانت تلوذ بالصمت وترضى بأن تداس إلى أن جاءت اللحظة التي بدأ كل حذاء يشعر بأن عليه واجبا إن لم يؤده فليس من الأحذية في شيء.
وللعلاقة وصف بوش ما جرى بأنه التعبير الأجل عن الديمقراطية فهذه أمور لا تحصل إلا في ظل الديمقراطيات، ويبدو أن هذه الديمقراطيات التي أحنى بوش رأسه أمام أحد أحذيتها هي خاصة بالأحذية، لأن الديمقراطية التي تحدث عنها بوش مفتخرا بنعالها قد أرخت الحذاء لحاله بينما انهالت ضربا وتنكيلا وإهانة بصاحبه، فسالت دماؤه أمام ناظري بوش وصاحبه الذي كان يقف بجانبه الذي حاول الذود عنه.
نعم لقد اعتقل المواطن صاحب الحذاء، والله وحده يعلم التعذيب الذي تعرض ويتعرض له، وربما هو يستحق ما يجري له لأنه خلط بين الديمقراطيات واشتبه عليه الأمر فكان تصرفه إخفاقا في إدراك كنه ما رمى إليه راعي البقر في حديثه عن الحريات والحقوق.
فالأمر وبكل بساطة هو أن من له الحق في ممارسة الديمقراطية على أرض العراق والأراضي المجاورة كل شيء ما عدا تلك المخلوقات التي يطلق عليها المخلوقات العاقلة، فانتماؤها إلى المنطقة العربية لا يخولها بأي شكل من الأشكال التمتع بمعايير ومصطلحات كحرية التعبير أو الديمقراطية أو حقوق الإنسان، وما جرى بالأمس يؤكد أن هذه البلاد هي وطن ديمقراطية الحذاء.
الانتقاد/ العدد 1323 ـ 16 كانون الاول/ ديسمبر 2008
وأخيرا صاح الحذاء العربي مفتخرا يا له من ذنب لأضرب، فقد خرج لتوه من منازلة رأس طاغوت طواغيت العصر مجبرا إياه على الانحناء أمامه، فكانت كلمته هي الأعلى.
وكأن هذا الحذاء الذي اندفع بكل ما أوتي من قوة محاولا إصابة رأس الرئيس الأميركي جورج بوش قد فتح الباب أمام أحذية كانت تلوذ بالصمت وترضى بأن تداس إلى أن جاءت اللحظة التي بدأ كل حذاء يشعر بأن عليه واجبا إن لم يؤده فليس من الأحذية في شيء.
وللعلاقة وصف بوش ما جرى بأنه التعبير الأجل عن الديمقراطية فهذه أمور لا تحصل إلا في ظل الديمقراطيات، ويبدو أن هذه الديمقراطيات التي أحنى بوش رأسه أمام أحد أحذيتها هي خاصة بالأحذية، لأن الديمقراطية التي تحدث عنها بوش مفتخرا بنعالها قد أرخت الحذاء لحاله بينما انهالت ضربا وتنكيلا وإهانة بصاحبه، فسالت دماؤه أمام ناظري بوش وصاحبه الذي كان يقف بجانبه الذي حاول الذود عنه.
نعم لقد اعتقل المواطن صاحب الحذاء، والله وحده يعلم التعذيب الذي تعرض ويتعرض له، وربما هو يستحق ما يجري له لأنه خلط بين الديمقراطيات واشتبه عليه الأمر فكان تصرفه إخفاقا في إدراك كنه ما رمى إليه راعي البقر في حديثه عن الحريات والحقوق.
فالأمر وبكل بساطة هو أن من له الحق في ممارسة الديمقراطية على أرض العراق والأراضي المجاورة كل شيء ما عدا تلك المخلوقات التي يطلق عليها المخلوقات العاقلة، فانتماؤها إلى المنطقة العربية لا يخولها بأي شكل من الأشكال التمتع بمعايير ومصطلحات كحرية التعبير أو الديمقراطية أو حقوق الإنسان، وما جرى بالأمس يؤكد أن هذه البلاد هي وطن ديمقراطية الحذاء.
الانتقاد/ العدد 1323 ـ 16 كانون الاول/ ديسمبر 2008