ارشيف من :أخبار لبنانية

خاص الانتقاد.نت: معلومات جديدة عن علي الجرّاح وتعامله مع " الموساد"

خاص الانتقاد.نت: معلومات جديدة عن علي الجرّاح وتعامله مع " الموساد"
كتب علي الموسوي
كشفت التحقيقات الاستنطاقية التي يجريها قاضي التحقيق العسكري الأوّل رشيد مزهر مع عضوي شبكة التجّسس الإسرائيلية الأخوين علي ويوسف ديب الجرّاح اللذين تمّ توقيفهما في الصيف الفائت بعد ربع قرن من التعامل مع جهاز "الموساد"، معلومات جديدة أبرزها كيفية تواصلهما ولاسيّما علي الذي كان رئيس هذه الشبكة الأخوية، عبر هاتف دولي وعبر كاميرا متطورة جداً.
وعلمت" الانتقاد.نت" أنّ الجرّاح كان يستلم رواتبه الشهرية والأجهزة اللاسلكية المطلوب وجودها معه عبر ما يسمى بـ "البريد الميت"، وهو عبارة عن مكان دفنت فيه حقيبة تحتوي على هذه الأموال أو على أجهزة لاسلكية، وكانت العلامة الدالة على هذا البريد شجرة علّق فيها مسمار حيث كان يتوجه إلى العنوان المعطى له ويقوم بحفر مسافة عشرة سنتيمترات في الأرض تحت المسمار مباشرة، ويستخرج حقيبة تضمّ الأجهزة اللاسلكية والأموال.
وتوزّع "البريد الميت" على قرى مختلفة في الجنوب وجبل لبنان وبيروت ومنها بلدة زندوقة، والعزونية، ودير الزهراني، ومروحين، ومطار بيروت الدولي.
وتضيف المعلومات أنّ علي الجرّاح انتقل في العام 2007، إلى بلدة مروحين الجنوبية حيث تلقى اتصالاً هاتفياً طلب منه التوقّف في مكانه، وما هي إلاّ لحظات معدودة حتّى خرج رجل من الجهة المقابلة من بين الحشائش من دون أن يرى وجهه، وأعطاه جهازاً، بينما قام علي بإلقاء كمّية من الأشرطة التي صوّرها بواسطة الكاميرا المتنقّلة.
وزوّد" الموساد" علي الجرّاح بكاميرا متطوّرة استخدمها داخل لبنان وسوريا من دون أن يثير انتباه أحد، وقام بالتقاط صور متنوّعة لشاحنات قادمة من سوريا إلى لبنان كان الإسرائيليون يراقبونها ويرصدون قدومها بداعي أنّها تحمل أسلحة للمقاومة.
وطلب الإسرائيليون من علي الجرّاح، مراقبة الطريق الممتدة من محلّة شتورا إلى بلدة قبّ إلياس البقاعية وتصويرها بواسطة الكاميرا نفسها، وذلك لمعرفة ما إذا كانت توجد عليها حواجز أمنية تابعة للقوى الأمنية اللبنانية، بغية تسهيل مرور عملاء وجواسيس إسرائيليين من دون توقيفهم أو وقوعهم في أيدي هذه القوى.
وفور انتهاء علي الجرّاح من عمله المضني بالتجوال والتصوير والمراقبة والتجسّس كان يجمع الأشرطة المصوّرة ويرسلها إلى العدوّ الإسرائيلي عن طريق الانتقال إلى بلدة مروحين الجنوبية حيث يكون بانتظاره أحد العملاء الذين لا يعرفهم ولم يسنح له الفرصة برؤيته من قبل.
أما يوسف ديب الجرّاح، فشرع في التعامل مع العدوّ الإسرائيلي في العام 1983 وارتبط مباشرة بأحد ضباط" الموساد" لغاية العام 1987 زار خلالها فلسطين المحتلة مرّات عبر الشريط المحتل وعبر السفر إلى قبرص وإيطاليا لحضور الاجتماعات وورش التدريب على أجهزة لاسلكية.
ثمّ ربط الإسرائيليون يوسف الجرّاح بشقيقه علي، وصار يرافقه لإحضار" البريد الميت" وتسليم الأشرطة المسجّلة بالكاميرا ويتقاضى لقاء عمله هذا راتباً شهرياً يتراوح بين ثلاثمائة دولار وستمائة دولار أميركي.
2008-12-16