ارشيف من :أخبار لبنانية

خاص الانتقاد.نت: الحطب والاحراش في الجنوب .. ضرورة لمواجهة البرد!

خاص الانتقاد.نت: الحطب والاحراش في الجنوب .. ضرورة لمواجهة البرد!
كتب حسن بيضون
خاص الانتقاد.نت: الحطب والاحراش في الجنوب .. ضرورة لمواجهة البرد!
حل فصل الشتاء، ولا شك ان مواجهة الصقيع و البرد القارس يعتبر مسؤولية وهم ضاغط يواجه رب العائلة في كل سنة، فالتدفئة في المنزل الجنوبي وخصوصاً الذي يقع المناطق المرتفعة التي تطول فيها أيام البرد والجليد يعتبر ملزماً ولا بد من تأمينه. وفي ظل الانخفاض المقبول لسعر المازوت، لاتزال الكثير من الاسر الجنوبية تبحث عن وسائل تدفئة بكلفة معقولة، وإذا كان للبعض اجتهاداته في ما يخص وسائل التدفئة من "جفت الزيتون او الغاز او التدفئة الكهربائية"، الا ان الحطب يعتبر الأكثر شعبية بين الأهالي لفعاليته وكلفته المقبولة .
يقول أمين دباجة من بنت جبيل إنه لا يستبدل الحطب بأي خيار آخر مهما كان سعره. وعلى امتداد العام، يجمع دباجة مستعينا بسيارته الصغيرة ويقوم بعد ذلك بتوضيب ما تيسر له وتقطيعه وتوضيبه في مخزنه الذي بات يتسع لمؤنة 4 اعوام من الحطب تحسبا لأي طارئ . اما المواطن بلال جمعة فيؤكد عجزه عن شراء المازوت حتى لو انخفض سعر الصفيحة الى السعر التي وصلت اليه اليوم، مشيراً الى ان أطفاله سيبقون على مدى عدة اشهر رهينة للبرد والمرض اذا لم يلجأ الى قطع الاشجار. واضاف ان الأحراج وجدت لمثل هذه الظروف " إنها الصديق وقت الضيق " بحطبها، فأين كان حماة هذه الأحراج عندما كانت القذائف الإسرائيلية تأتي عليها وتبيدها عن بكرة أبيها في حرب تموز".
الامر لا يقتصر فقط على ارباب المنازل الذين يريدون تدفئة عيالهم فحسب، بل هناك الكثير من المجازر التي ترتكب يومياً بحق الاحراش و الغابات من قبل اصحاب المشاحر الذين يتاجرون باشجار بالسنديان و الزيتون واللوز.. ليصل جشع التجار الى تلبية متطلبات سكان الرفاهية في بعض القصور و"الفيلات" ومواقدها الفخمة التي تزداد جمالاً مع جمر حطب السنديان الاحراش.
خاص الانتقاد.نت: الحطب والاحراش في الجنوب .. ضرورة لمواجهة البرد!
وفي جولة حرجية نظمها مركز رميش التابع لوزارة الزراعة، مع رئيس بلدية بيت ليف علي حميد من 3 اسابيع، دامت أكثر من ساعتين، في أحراج لا يعرفها إلا أصحابها أو الراسخون في مهنة قطع الحطب. وفي وادي التنور، بين بلدتي بيت ليف وياطر، وبعد الدخول لأكثر من ثلاثة أرباع الساعة عميقاً في الأحراج وعلى الطرق الوعرة التي لا تصلها إلا سيارات الدفع الرباعي، يظهر حجم المجازر التي تعرضت لها الأشجار: آلاف الدونمات التي تحولت "إلى مساحات جرداء، ولم يسلم من المجازر، لا السنديان ولا الأشجار المثمرة والمعمرة من الزيتون واللوز والخروب والزعرور، إذ اختفى النوعان الأخيران منذ فترة"، كما يقول المشاركون في الجولة. ويشير رئيس بلدية بيت ليف، علي حميد، أن أكبر تلك المجازر يقع في أحراج مثلث بيت ليف وراميا ورميش، متهماً أجهزة أمنية بالتواطؤ مع تجار الحطب المعروفين بالأسماء، الذين لا يتجاوز عددهم العشرة. ويتابع حميد، وهو يمسك بأحد غصون الأشجار المقطوعة: "هذا فرع من شجرة يقال لها "أتل"، وهي شجرة نادرة ومفيدة ولا يوجد منها حالياً إلا في أودية المثلث المهدد"، مؤكداً أن المساحات التي جرى قطعها خلال سنوات التحرير تفوق تلك التي قطعها الاحتلال قبل العام ٢٠٠٠".
2008-12-18