ارشيف من :آراء وتحليلات

نقطة حبر: ما أشهى هذا الكفر

نقطة حبر: ما أشهى هذا الكفر
كتب حسن نعيم
في الوقت الذي يتواصل فيه الحصار الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة, وتسد الدولة العربية الأكبر منفذ غزة الوحيد على العالم, ويمضي العالم العربي بعيداً في بحر الصمت والريبة، تأتي دعوة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله الى الوقوف في وجه الطغيان, ولو بالتظاهرات والاعتصامات, والمسيرات الشعبية، لتعيد للشارع العربي بعض بريقه الذي لم يكن في يوم من الأيام فاعلاً ومؤثراً على مستوى القرار, لكنه كان على الأقل يعبر عن رأي وموقف الجماهير العربية المخالفة للقرار الرسمي العربي المفضي الى كل هذا الجحيم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني داخل وخارج أرض فلسطين. 
وصلنا الى وقت صار فيه التظاهر, إزاء ما يجري في فلسطين مستبعداً من ساحة الصراع مع هذا العدو الغاشم, الصوت والهتاف والشعار والخطاب التعبوي لن يطعم أهل غزة الجائعين ولن يشفي مرضاهم, ولن يأتيهم بالتيار الكهربائي, ولا بالمعونات الطبية والغذائية، لكنه موقف لمن يعنيه الأمر لا سيما الحكّام العرب: أننا نرى ونسمع لما يعانيه أخوتنا الفلسطينيون, اننا بشر نحس ونشعر ونتألم ونغضب وسيأتي اليوم الذي تجتاح أمواج ألمنا وغضبنا كل عروش الطواغيت في هذا العالم، وهذا اليوم قريب إن شاء الله، وحتى لو كان بعيداً فليس لأحدٍ الحق في أن يمنعنا من التعبير عن مواقفنا ومشاعرنا.
لقد جاء يوم التظاهر دعماً لغزة... حتى يتعرّى كل هؤلاء الذين يدّعون العروبة والإسلام، ويزايدون في انتماءاتهم الوطنية والقومية،  شعب عربي مسلم يقول "لا إله إلاّ الله , محمد رسول الله .."، بكامله يباد تجويعاً وإفقاراً وليس في العالم سوى الصمت، ما خلا الصوت الآتي من شوارع طهران والضاحية الجنوبية... أكثر من ذلك ثمة من يكفّر هذا الصوت. إذا كان صوت الجهاد والعزة والكرامة والشرف كافراً فما أشهى هذا الكفر.
الانتقاد/ العدد 1324 ـ 19 كانون الاول/ ديسمبر 2008
2008-12-19