ارشيف من :آراء وتحليلات
على العهد: غزة.. حيّ على التضامن

كتب إبراهيم الموسوي
غزة اليوم كما منذ زمن ليس ببعيد، ليست قضية فلسطينية، ولا هي قضية عربية، ولا هي قضية اسلامية، غزة اليوم هي قضية إنسانية بامتياز، هي قضية أخلاقية تمس كل إنسان حر وشريف.
غزة اليوم هي اختبار اضافي ومتجدد، لوطنيتنا وعروبتنا وقوميتنا وإسلاميتنا. غزة اليوم هي فحص ضمير حقيقي لكل إنسان أينما كان. هي قضية الإنسان ووجوده وحريته وكينونته وعزته وكرامته واستقلاله.
لا يمكن أن تجد من يحترم الحياة والإنسانية، من يفهم معاني الكرامة وحقوق الإنسان، ولا يثور مطالباً بحق غزة في الحياة، بكسر رقعة الحصار والموت عن مئات الآلاف من أهل غزة.
ولأن غزة تختصر بمعاناتها ومأساتها كل معاناة الشعب الفلسطيني، ولأن غزة بأسرها واقعة تحت الأسر، لأن بحرها مصادر، وزيتونها مقتلع، وأرضها مباحة لجرائم الحقد، وسماءها مغتصبة بآلة القتل الغادرة، لأن أطفالها لا يستطيعون الذهاب الى المدارس، لأن كبارها لا يستطيعون مزاولة أعمالهم، لأن مرضاها ممنوعون من الاستشفاء، لكل هؤلاء يكون التضامن.. التضامن ليس مع أهل غزة وحسب، بل مع ما تبقى من إنسانية مهدورة على أعتاب مؤسسات المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان. التضامن مع الذين يقاومون اغتيال الحياة والإنسانية بكل ما تعنيان.
لم يشهد التاريخ الحديث ولن يشهد إجراماً أكبر من هذا، حصار حتى الخنق وسماع صوت الحشرجة الأخيرة.. قتل لا تمييز فيه بين شيخ وطفل.. سجن كبير كبير يولد فيه الأطفال، ويدفن فيه الكبار، وتغتال فيه الآلام والأحلام.. وتآمر وتخاذل لا تحدهما حدود أرض وسماء.
اليوم سننزل الى الشارع، ستقودنا أرواحنا، ستملأ الساحات والشوارع والأماكن.. سننزل جميعنا كباراً وصغاراً، شيباً وشباناً. ستعلو صرخاتنا وقبضاتنا لتوازي ما في قلوبنا من عميق مشاعر وشديد عواطف، لا لنتعاطف فقط، بل لنقول لأهل غزة ومن ورائهم لكل شعب فلسطين الحبيبة، إنكم منا بمنزلة القلب.. إنكم قرّة العين.. ولن يقر لنا قرار حتى تكونوا قريري العين.
لن نرضى أن يُخنق أطفال غزة، ولن نقبل أن تحاصر ويُجوّع أهلها. لن نرضى أن تسحقها آلة القتل الصهيونية المجرمة فيما الدنيا تكتفي بـ"التفرج". سنرفع الصوت عالياً لنطالب كل هذا العالم، بكل ما تبقى لديه من إنسانية، أن يتحرك.
غزة اليوم تختصر المسافة الفاصلة بين الإنسانية والتوحش، بين آلة الطغاة الهمجية وإرادة الحرية والاستقلال.. لن يسحقها وحش الظلم والظلام.. وسنبقى قلعة للحرية والمقاومة والنصر.
رويداً رويداً تنجاب قطع الليل، رويداً سيرحل الظلام، وسيكون لنا قريباً موعد مع فجر آخر، نصر آخر، شديد الإشراق والوضوح. وسيكون له عنوان جديد، عنوان يختصر كل معاني العزة، عنوان اسمه غزة!
الانتقاد/ العدد 1324 ـ 19 كانون الاول/ ديسمبر 2008
غزة اليوم كما منذ زمن ليس ببعيد، ليست قضية فلسطينية، ولا هي قضية عربية، ولا هي قضية اسلامية، غزة اليوم هي قضية إنسانية بامتياز، هي قضية أخلاقية تمس كل إنسان حر وشريف.
غزة اليوم هي اختبار اضافي ومتجدد، لوطنيتنا وعروبتنا وقوميتنا وإسلاميتنا. غزة اليوم هي فحص ضمير حقيقي لكل إنسان أينما كان. هي قضية الإنسان ووجوده وحريته وكينونته وعزته وكرامته واستقلاله.
لا يمكن أن تجد من يحترم الحياة والإنسانية، من يفهم معاني الكرامة وحقوق الإنسان، ولا يثور مطالباً بحق غزة في الحياة، بكسر رقعة الحصار والموت عن مئات الآلاف من أهل غزة.
ولأن غزة تختصر بمعاناتها ومأساتها كل معاناة الشعب الفلسطيني، ولأن غزة بأسرها واقعة تحت الأسر، لأن بحرها مصادر، وزيتونها مقتلع، وأرضها مباحة لجرائم الحقد، وسماءها مغتصبة بآلة القتل الغادرة، لأن أطفالها لا يستطيعون الذهاب الى المدارس، لأن كبارها لا يستطيعون مزاولة أعمالهم، لأن مرضاها ممنوعون من الاستشفاء، لكل هؤلاء يكون التضامن.. التضامن ليس مع أهل غزة وحسب، بل مع ما تبقى من إنسانية مهدورة على أعتاب مؤسسات المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان. التضامن مع الذين يقاومون اغتيال الحياة والإنسانية بكل ما تعنيان.
لم يشهد التاريخ الحديث ولن يشهد إجراماً أكبر من هذا، حصار حتى الخنق وسماع صوت الحشرجة الأخيرة.. قتل لا تمييز فيه بين شيخ وطفل.. سجن كبير كبير يولد فيه الأطفال، ويدفن فيه الكبار، وتغتال فيه الآلام والأحلام.. وتآمر وتخاذل لا تحدهما حدود أرض وسماء.
اليوم سننزل الى الشارع، ستقودنا أرواحنا، ستملأ الساحات والشوارع والأماكن.. سننزل جميعنا كباراً وصغاراً، شيباً وشباناً. ستعلو صرخاتنا وقبضاتنا لتوازي ما في قلوبنا من عميق مشاعر وشديد عواطف، لا لنتعاطف فقط، بل لنقول لأهل غزة ومن ورائهم لكل شعب فلسطين الحبيبة، إنكم منا بمنزلة القلب.. إنكم قرّة العين.. ولن يقر لنا قرار حتى تكونوا قريري العين.
لن نرضى أن يُخنق أطفال غزة، ولن نقبل أن تحاصر ويُجوّع أهلها. لن نرضى أن تسحقها آلة القتل الصهيونية المجرمة فيما الدنيا تكتفي بـ"التفرج". سنرفع الصوت عالياً لنطالب كل هذا العالم، بكل ما تبقى لديه من إنسانية، أن يتحرك.
غزة اليوم تختصر المسافة الفاصلة بين الإنسانية والتوحش، بين آلة الطغاة الهمجية وإرادة الحرية والاستقلال.. لن يسحقها وحش الظلم والظلام.. وسنبقى قلعة للحرية والمقاومة والنصر.
رويداً رويداً تنجاب قطع الليل، رويداً سيرحل الظلام، وسيكون لنا قريباً موعد مع فجر آخر، نصر آخر، شديد الإشراق والوضوح. وسيكون له عنوان جديد، عنوان يختصر كل معاني العزة، عنوان اسمه غزة!
الانتقاد/ العدد 1324 ـ 19 كانون الاول/ ديسمبر 2008