ارشيف من :أخبار لبنانية

خاص الانتقاد.نت: مالك الاشتر في بعلبك شهيدا ودعوة لبناء مقامه بما يليق

خاص الانتقاد.نت: مالك الاشتر في بعلبك شهيدا ودعوة لبناء مقامه بما يليق
خاص الانتقاد.نت: مالك الاشتر في بعلبك شهيدا ودعوة لبناء مقامه بما يليقهو مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن سلمة بن جزيمة بم مالك النخعي ادرك رسول الله (ص) وهو من ثقاة التابعين وكان رئيس قومه شهد معركة اليرموك فشترت عينه بها فلقب بالاشتر وكان من اشد الناس اخلاصا لامير المؤمنين (ع) وقد عرف بايمانه الراسخ واخلاصه الشامخ وشجاعته المطلقة وخطابته البالغة وفصاحته المدهشة جمع بين اللين والشدة والحزم والرفق وقد شهد له الامام علي (ع) " وليت فيكم مثله اثنين بل ليت فيكم مثله واحد" اشترك في معركتي الجمل وصفين ومما جاء في خبر استشهاده ان عمر بن العاص وسفيان بن مجيب الاسدي قد اوقعا بـ"محمد بن ابي بكر " و"سفيان بن حذيفة " وجماعة معه فلما بلغ الامام علي (ع) خبر استشهاد محمد بن ابي بكر وكان في الجزيرة " شمال سوريا اليوم" ارسل لمالك الاشتر واوكل اليه ولاية مصر وعهد اليه بعهد الامارة. وهو يعرف الى اليوم "بعهد الاشتر " وارسله الى مصر.
لما عرف معاوية بن ابي سفيان انفاذ مالك الاشتر الى مصر اغرى (دهقان العريش ) باعفائه من الخراج لسنة كاملة اذا استطاع اغتيال مالكا قبل ان يصل الى مصر وفي تلك الاثناء جمع معاوية اهل الشام وخطب فيهم قائلا: "ان عليا ارسل مالكا الاشتر الى مصر فادعوا الله ان لا يصل مالكا الى مصر". فقام الدهقان بوضع السم في كوب من عسل وقدمه لمالك بحيلة طويلة فمات مالكا فورا. ولما وصل معاوية خبر استشهاد مالك استهل فرحا : " ان لله جنودا من عسل وكانت لعلي يمينان قطعت الاولى في صفين يعني الصحابي عمار بن ياسر والثانية اليوم اي مالك الاشتر .
ونعاه امير المؤمنين بالقول: "ان لله وانا اليه راجعون والحمد لله رب العالمين, اللهم اني احتسبه عندك فان موته من مصائب الدهر رحم الله مالكا وقضى نحبه ولقي ربه مع انا وطنا انفسنا ان نصبر على كل مصيبة بعد مصابنا برسول الله" وحدث اشياخ النخع قبيلة الاشتر قالوا: "دخلنا على امير المؤمنين حين بلغه موت الاشتر وجدناه يتلهف ويتاسف عليه ثم قال: "لله در مالك وما مالك والله لو كان جبلا لكان فندا ولو كان من حجر لكان صلدا اما والله ليهدن موتك عالما وليفرحن عالما, على مثل مالكا فلتبك البواكي وهل موجود كمالك" ؟؟؟؟.
كان لي كما كنت لرسول الله (ص)".
تحدثت الروايات عن مالك الاشتر وموقعه وجهاده واتفقت في ذلك الا ان الروايات اختلفت في تحديد مكان دفنه على طريق الجزم فالبعض قالوا انه دفن في البقيع واخرون قالوا انه مدفون في القلزم وغيرهم قال عن طريق التصريح حينا والاستدلال المفيد للعلم انه مدفون في بعلبك.
وتغدو فكرة الرجوع بجثمان مالك الى المدينة المنورة كما يقول الدكتور حيدر خير الدين ضعيفة جدا خاصة ان العرف لدى المسلمين يوجب دفن شهداءهم في أرض المعركة , كما يوجد تعذر وصعوبة في العودة بالجثة سليمة من مصر الى المدينة المنورة للدفن في ذلك الزمان اضافة الى إغفال المؤرخين والمحدثين والمحققين ذكره من كافة القوائم المشهورة والمعتبرة لاموات البقيع حتى ان الهروي لم يأت على ذكر مالك عند ذكر قبور البقيع .
خاص الانتقاد.نت: مالك الاشتر في بعلبك شهيدا ودعوة لبناء مقامه بما يليقثم يذكر الهروي انه في القلزم ويقول: "عنده مالك بن الحارث الاشتر لا يعرف قبره " ويورد الناصري عن القلزم انها قرية معروفة بالقرب من القاهرة وقبر مالك الذي يشار انه فيها معروف بمرقد " الشيخ العجمي " والملاحظ ان مالكا لم يكن اعجميا حتى يعرف قبره في القلزم بقبر الشيخ العجمي كما ان العجمي هو لقب المتصوفين الذين يغضبون بسرعة .
كما ان ثبوت اشتراك مالك الاشتر في حصار بعلبك عند فتحها حسب رواية الواقدي وكما يرى المحقق الشيخ جعفر المهاجر وعند عمر التدمري بان نسبة القبر اليه على باب بعلبك من جهة الشمال لارتباطه بحادثة ما عند اهل بعلبك دليل قوي على حصاره للمدينة ليس اثناء فتحها وانما لفك اسر محمد بن ابي بكر وعبد الرحمن ابن عديس ومحمد بن حذيفة بعدما سيقوا جميعهم الى السجن في بعلبك ولاسيما مع ورود رواية تؤكد مقتل ابن عديس وابن حذيفة في جبل لبنان على يد سفيان بن مجيب الاسدي الذي كان حاكما على بعلبك في خلافة معاوية بن ابي سفيان وخصوصا ان بعلبك كانت في تلك الفترة محل كر وفر بين جيش الامام علي وجيش معاوية .
وقد حرص الاشتر على الوصول الى بعلبك لانه كان يمتلك جيشا كبيرا مشهورا بالقوة والظاهر ان معاوية حرص على عدم مواجهة مالك عسكريا في بعلبك لقربه من عاصمة حكمه في دمشق وليقينه ان عملية الاغتيال ستتم بنجاح .
وبعد قراءة جغرافية يتبين ان الطريق التي يسلكها الاشتر في طريقه الى مصر يملي عليه المرور في منطقة البقاع لكونه اقرب الطرق وايسرها خاصة مع اعتماد الجزيرة مكان اقامة مالك وخصوصا مع نهي الامام علي (ع) له ان ياخذ طريق السماوة .
القبر المذكور موجود في بعلبك لجهة الشمال تجاوره شجرة دهريه باسقة ضربها اليباس والى جواره عدد من قبور أهالي المنطقة وهو الى الامس القريب كان ترابيا ولكنه اليوم وضع عليه بعض الاسمنت بحجم اكبر من القبور المجاورة وهو مشهور لدى البعلبكيين بقبر سيدي مالك وانتقلت هذه الشهرة من الاجداد الى الآباء فالأبناء وحتى وان لم يظهر الاهتمام بالتاكيد على وجوده وبناء مقام يليق بصاحبه الا أن لأهالي بعلبك فضل في حفظ هذا الضريح واسم صاحبه ولو لم يمتلكوا عنه التفاصيل إلا انه اسمه سيدي مالك وهو رجل صحابي صالح ولذلك ترى كثيرين يقصدونه لقراءة الفاتحة والتبرك وتوسيطه في الدعاء الى الله لحل مشاكلهم ويؤكدون على كرامات صاحب الضريح واستجابة النذور عبره ولذلك ترى الكثيرين من الأهالي وخصوصا من يجاورون الضريح يسمون أبناءهم باسمه (مالك) .
وبحسب النصوص السالفة والتواتر الشعبي يرجح ان يكون ضريح مالك الاشتر الحقيقي في بعلبك وهي دعوة للتحقق واكرام صاحب الضريح ببناء يليق به .
خاص الانتقاد.نت: مالك الاشتر في بعلبك شهيدا ودعوة لبناء مقامه بما يليق
الشجرة فوق القبر

تحقيق وتصوير: عصام البستاني
2008-12-22