ارشيف من :أخبار لبنانية
"كانون الأجرد" يضرب البقاع بصقيعه: المازوت المدعوم تحت سعر الدعم ولكنه غير متوافر للتدفئة!


يقول السيد حسن ابو الحسن مرتضى العالم بشأن البواحير وتقلبات الطقس ان هذا العام سيكون شديد البرودة، ويحمل في طياته ثلوجا وامطارا, ولا يقتصر الامر على ذلك اذ ان مصادر طبية في مستشفيات البقاع وعيادات الاطباء اكدت على حالات كثيرة من المصابين بنزلات البرد والانفلونزا والجيوب الانفية المستعصية نتيجة لتقلبات الطقس غير المعتاد، كذلك عدم انتظام التدفئة وخاصة لساكني البيوت الزراعية والعمال الزراعيين الذين يقطنون الخيم، والاطفال، خاصة اطفال المدارس الذين يذهبون الى مدارسهم باكرا تحت مظلة الصقيع وينقلون عدوى الرشح والانفلونزا لبعضهم.
هذا وجه من القضية التي لا يمكن مواجهتها بغير الوقاية والتدفئة وبعض أنواع الفيتامين، أما التدفئة فربما تكون مستعصية في البقاع في ظل تمنع الكثير من محطات الوقود عن تسليم مادة المازوت الى المواطنين لـ"عدم توافرها"، أو أنها لا تسلّمها وفق السعر الرسمي الصادر عن وزارة الطاقة والمياه، بعد انتفاء الدعم الرسمي للمازوت بسبب انخفاض سعره.
لن يكون الاربعاء المقبل الا موعدا لانهاء كذبة "المازوت المدعوم"، فقرار مجلس الوزراء القاضي بدعم صفيحة المازوت بما لا يدع سعرها للمستهلك يتجاوز خمسة عشر الف ليرة لم يكن الا وهما بعد انخفاض السعر الى حدود لم يبق من الدعم الا مئات الليرات القليلة، ومع توقع أن يهبط سعرها الى ما دون الخمسة عشر ألف ليرة مع مواصلة سعر برميل النفط بالهبوط.
بوشر بقرار دعم سعر المازوت ابتداء من 15/12/2008 بثلاثة آلاف ليرة كحد أقصى، وتمتد فترة الدعم ثلاثة أشهر، بهدف تخفيف الاعباء عن كاهل المواطنين، ولكن على أرض الواقع فان هذا القرار اضافة الى جدول الاسعار الصادر عن الوزارة لم يجد طريقاً الى التطبيق الفعلي؟

هذا الواقع اعقبه الطلب المتزايد على مادة المازوت والذي فاق بكثير الحجم الطبيعي للاستهلاك، وبرغم هذا وذاك فان كثيرا من المحطات ترفض تسليم المازوت بحجة عدم توافره، اذ ان الكميات المسلّمة تنفد بسرعة ولا يمكن ان يعود الدور للمحطة الا بعد عدة ايام، فضلا عن عدم التزام المحطات بالسعر الرسمي دون حساب لرقابة حماية المستهلك او وزارة الطاقة، وكأن كل ذلك هو موجود فقط في كتب التربية الوطنية.
أما المواطن فهو من يتحمل تبعات غياب سلطة الرقابة، وخاصة الفقراء في البقاع الذين لا يستطيعون شراء كميات وافرة من المازوت لتخزينها في منازلهم واستخدامها في التدفئة لعدم قدرتهم على ذلك. وهذا يعني ان تقشفا في التدفئة بات مفروضا عليهم. لكن هناك كثيرين من المزارعين اليائسين اصلا من الدولة واهتمامها المفقود ومن مستقبل بساتينهم عمدوا الى قطع اشجار بساتينهم المثمرة من كرز ودوالي العنب واشجار المشمش ليحولوها وقودا في مدافئهم لكون حطبهم جديد القطع ولا يشتعل بسهولة، ومن لا يملك الارض والبساتين يجول بحثا عمن يبيع الحطب ولو باسعار مرتفعة ليشتريه معللا بأن الحطب اكثر ادفاءً من المازوت ولا يمكن ان نبقى رهينة اهواء الدولة واصحاب المحطات الذين يتعاملون مع القضية بخلفية تجارية بحتة، أما نحن فمستهلكون.
البرد يسابق الناس الى بيوتهم والناس كالعادة ينتظرون الدولة، واليوم ينتظر اهالي البقاع وكل الفقراء في المناطق الباردة من المسؤولين صحوة ضمير ودعم الناس ليستمروا مؤمنين بالحياة كما امنوا بالدولة حتى وان تخلت عنهم.
تحقيق وتصوير: عصام البستاني
ــــــــــــــــــــــــــــ
..ومحطات بنت جبيل خالية من مازوت التدفئة
كتب حسن بيضون

واعلن العديد من أصحاب المحطات خلو خزاناتهم نهائياً من المازوت، محتجين بعدم اقدام شركات التوزيع على تزويدهم بحاجاتهم من هذه المادة. وتبيع بعض محطات الوقود ما بقي لديها من المازوت بالغالونات الصغيرة لتيسير امور المواطنين الذين يتهافتون قبيل بدء العاصفة الى المحطات لتأمينه. واذا ما استمرت الحال على هذا المنوال فإن صرخة المدارس والأفران وأصحاب مولدات الكهرباء ستعلو دون شك.
ويؤكد علاء الحوراني، صاحب محطة، ان هناك وعودا من قبل الشركات بتسليم مادة المازوت الى المحطات قريباً، مشيراً ان "هناك ازمة حقيقية سوف تحصل اذ لم يتم تنفيذ الوعود، وخصوصاً اننا على ابواب منخفض جوي سوف يضرب لبنان".. ويتخوف الاهالي من فقدان المادة مؤكدين أن هناك بعض المحطات يتم تسليمها، فيما تبقى اعداد كبيرة من المحطات من دون هذه المادة، ما اضطر حتى المحطات المحظية إلى وقف البيع بانتظار الحل.. ما يهدد مئات العائلات بالبرد القارس.
الانتقاد/ العدد1325 ـ 23 كانون الاول/ ديسمبر 2008