ارشيف من :آراء وتحليلات
خلف القناع: استراتيجية واحدة

كتب مصطفى خازم
كثيرة هي ألوان الخطوط التي ترد في أحاديث السياسيين، وتتراوح بين الأحمر والأخضر، لكنْ هناك خط رسمته السياسات العالمية لترسم به حدود لبنان مع فلسطين المحتلة، أسمته "الخط الأزرق".
وقد ينسب هذا الخط إلى لون القوات الدولية المعززة العاملة في جنوب لبنان، التي تتميز بلون قبعاتها الزرقاء.. وقد يأتي غداً من يقول انه خط حدود الكيان الغاصب الذي لون علمه بالأزرق، مع ان لهذه الحدود على العلم تفسير النهرين: النيل والفرات.
بكل الأحوال سيبقى الخط الأزرق مثار جدل في تفسيره، وقد يحتاج الجنوبيون إلى موسوعات للتعرف اليه، وربما لأعوام وأعوام، لكونهم لم ينالوا من هذا العدو الرابض على جنبنا إلا اللون الأحمر.. من مجازر وقتل واعتداءات منذ يوم تأسيس هذا الكيان الغاصب.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يريد البعض في لبنان اتهام أصحاب الأرض الحقيقيين والمدافعين عنها بدمهم، بالغباء؟!
لا يوجد لبناني من أهالي الشريط الحدودي لا يعرف الشريط الشائك ومكان الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.. لكن نعم، يوجد بعض المصابين من السياسيين بعمى الألوان، فلون الدم على جسد الأخوين طراف ليس "أزرق"، إنه أحمر.. وأحمر قانٍٍ.
هذه الأرض التي جبلت بعرق أجدادهم ـ وكي لا يزعل سعيد عقل.. من أيام الفينيقين ربما ـ معروفة الحدود بالشبر.
لا حاجة الى تعليم الجنوبي الخط الأزرق، هناك حاجة على ما يبدو لتعليم الكثيرين معنى الكرامة والحرية والسيادة والاستقلال، كما معنى الحدود.
نعيش وعلى جنبنا "دمّلة" لا تعرف حداً ولا حدوداً، ويراد لنا أن نعرف حدودنا.
ليس القادم من خلف المحيطات هو الذي يحدد لنا أرضنا، بل دمنا المسكوب في الأرض رياً ورياحين.
حتى اليوم لم نسمع نتيجة التحقيق ماذا كان الصهاينة يفعلون في خراج بلدة لبنانية جنوبية تدعى بليدا؟
لم يذهب الأخوان طراف إلى فلسطين المحتلة، ولم يتجاوزا "الخط الأزرق"، بل كانا في عمق أرضنا التي ربما بات علينا من جديد أن نسميها "محتلة".
هل يريد العدو العودة إلى أرضنا بحجة وبغير حجة؟
ألم يعلن القرار 1701 وقف الأعمال الحربية؟
فماذا نسمي ما حصل؟! عشرون عنصراً مدججون بالسلاح والدروع، وأجهزة الاتصال اللاسلكي والكلاب البوليسية، والتعزيزات ترافقهم من قريب، والطائرات تحلق فوقهم؟
أليست عملية كوماندوس خلف الحدود؟
لمن أصابه عمى الألوان نقول: "اطلب خريطة بحدود الكيان الغاصب، وعندما تعرف أين تنتهي حدود "الدمّلة" الخبيثة على جنبنا تعالَ وأخبرنا لنتعلم دروس الجغرافية الجديدة".
أما وأن الغدة السرطانية لا تعرف الحد ولا الحدود، فهناك استراتيجية دفاعية وحيدة: العين بالعين والسن بالسن. ودروس الماضي على رأس العدو حاضرة في ذاكرته، ويعرف ألوانها جيداً جداً.
أما "الأزرق" فلا تعريف له في قاموسنا.
دم الأخوين طراف بالأمس هو دمنا الذي نزف، ولا بد لمصاصي الدماء من تعويذة، اسمها "المقاومة".. حتى النصر.
الانتقاد/ العدد1325 ـ 23 كانون الاول/ ديسمبر 2008
كثيرة هي ألوان الخطوط التي ترد في أحاديث السياسيين، وتتراوح بين الأحمر والأخضر، لكنْ هناك خط رسمته السياسات العالمية لترسم به حدود لبنان مع فلسطين المحتلة، أسمته "الخط الأزرق".
وقد ينسب هذا الخط إلى لون القوات الدولية المعززة العاملة في جنوب لبنان، التي تتميز بلون قبعاتها الزرقاء.. وقد يأتي غداً من يقول انه خط حدود الكيان الغاصب الذي لون علمه بالأزرق، مع ان لهذه الحدود على العلم تفسير النهرين: النيل والفرات.
بكل الأحوال سيبقى الخط الأزرق مثار جدل في تفسيره، وقد يحتاج الجنوبيون إلى موسوعات للتعرف اليه، وربما لأعوام وأعوام، لكونهم لم ينالوا من هذا العدو الرابض على جنبنا إلا اللون الأحمر.. من مجازر وقتل واعتداءات منذ يوم تأسيس هذا الكيان الغاصب.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يريد البعض في لبنان اتهام أصحاب الأرض الحقيقيين والمدافعين عنها بدمهم، بالغباء؟!
لا يوجد لبناني من أهالي الشريط الحدودي لا يعرف الشريط الشائك ومكان الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.. لكن نعم، يوجد بعض المصابين من السياسيين بعمى الألوان، فلون الدم على جسد الأخوين طراف ليس "أزرق"، إنه أحمر.. وأحمر قانٍٍ.
هذه الأرض التي جبلت بعرق أجدادهم ـ وكي لا يزعل سعيد عقل.. من أيام الفينيقين ربما ـ معروفة الحدود بالشبر.
لا حاجة الى تعليم الجنوبي الخط الأزرق، هناك حاجة على ما يبدو لتعليم الكثيرين معنى الكرامة والحرية والسيادة والاستقلال، كما معنى الحدود.
نعيش وعلى جنبنا "دمّلة" لا تعرف حداً ولا حدوداً، ويراد لنا أن نعرف حدودنا.
ليس القادم من خلف المحيطات هو الذي يحدد لنا أرضنا، بل دمنا المسكوب في الأرض رياً ورياحين.
حتى اليوم لم نسمع نتيجة التحقيق ماذا كان الصهاينة يفعلون في خراج بلدة لبنانية جنوبية تدعى بليدا؟
لم يذهب الأخوان طراف إلى فلسطين المحتلة، ولم يتجاوزا "الخط الأزرق"، بل كانا في عمق أرضنا التي ربما بات علينا من جديد أن نسميها "محتلة".
هل يريد العدو العودة إلى أرضنا بحجة وبغير حجة؟
ألم يعلن القرار 1701 وقف الأعمال الحربية؟
فماذا نسمي ما حصل؟! عشرون عنصراً مدججون بالسلاح والدروع، وأجهزة الاتصال اللاسلكي والكلاب البوليسية، والتعزيزات ترافقهم من قريب، والطائرات تحلق فوقهم؟
أليست عملية كوماندوس خلف الحدود؟
لمن أصابه عمى الألوان نقول: "اطلب خريطة بحدود الكيان الغاصب، وعندما تعرف أين تنتهي حدود "الدمّلة" الخبيثة على جنبنا تعالَ وأخبرنا لنتعلم دروس الجغرافية الجديدة".
أما وأن الغدة السرطانية لا تعرف الحد ولا الحدود، فهناك استراتيجية دفاعية وحيدة: العين بالعين والسن بالسن. ودروس الماضي على رأس العدو حاضرة في ذاكرته، ويعرف ألوانها جيداً جداً.
أما "الأزرق" فلا تعريف له في قاموسنا.
دم الأخوين طراف بالأمس هو دمنا الذي نزف، ولا بد لمصاصي الدماء من تعويذة، اسمها "المقاومة".. حتى النصر.
الانتقاد/ العدد1325 ـ 23 كانون الاول/ ديسمبر 2008