ارشيف من :آراء وتحليلات
نقطة حبر: أوسمة الحسين (ع)

كتب حسن نعيم
سواءً أكان خروج الإمام الحسين (ع) من المدينة المنورة الى الكوفة تلبيةً لدعوة أهل الكوفة أو لذاك الهاتف الداخلي الذي راح يدعوه ويلح عليه للالتحاق بقوافل الشهداء الإلهيين، وإلى استلام أرفع وسام من أوسمة الشهادة التي اختصه بها ربه العزيز الحكيم.
أو تلبيةً لدعوة جده رسول الله (ص) التي أسرّ بها الإمام لابن عباس بقوله: "وأنا ماضٍ في أمر رسول الله حيث أمرني".
أو كان خروجه نابعاً من رؤية واقعية استندت الى الظروف والمعطيات التي تفضي الى ضيق مساحة البدائل والخيارات المتاحة أمامه بعد أن طلب منه ـ وهو من هو من رسول الله (ص) ـ والي المدينة مبايعة شارب الخمر وقاتل النفس المحترمة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وهند آكلة الأكباد هند "ويا نعم النسب ...".
في كل الحالات فإن ما يعنيني إزاء استحقاق كربلاء وامتحان عاشوراء هو سؤال رافقني من الصغر عندما كنت استمع الى قارئ السيرة الحسينية يقول: "يا ليتنا كنا معكم يا سيدي يا أبا عبد الله لفزنا والله فوزاً عظيماً".
لو أنني كنت معاصراً لثورة الإمام الحسين هل كنت التحقت بركبه, أم أنني آثرت السلامة وابتعدت عن خيار القتال كصاحبنا عبد الله بن الحر الجعفي الذي خرج من الكوفة مخافة أن يدخلها الإمام الحسين(ع) وهو فيها فلا ينصره؟
لو أنني صادفت الإمام الحسين (ع) في تلك الصحراء القاحلة وطلب مني الالتحاق بمعركته التي أعرف نتائجها ويعرف هو نتائجها, فهل كنت خاطبته بلسان ابن بشر الحضرمي الذي قال له الحسين (ع) "رحمك الله, أنت في حل من بيعتي, فاذهب واعمل في فكاك ابنك". فأجاب: "أكلتني السباع حياً إن فارقتك يا أبا عبد الله". أتراني أخاطب الإمام الحسين كما خاطبه "عمرو المشرقي و"ابن عمه": "إنا كثيرو العيال وفي أيدينا بضائع للناس ولم ندرِ ماذا يكون, ونكره أن نضيّع الأمانة".
مرة أخرى هل سأكون مع الإمام الحسين (ع)؟ ها أنا الآن مع الحسين (ع)؟ وهل سأكون في الآتي من الأيام مع الحسين (ع)؟ أسئلة صعبة. أليس كذلك؟ اللهم ثبتنا على طريق كربلاء بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
الانتقاد/ العدد 1325 ـ 23 كانون الاول/ ديسمبر 2008
سواءً أكان خروج الإمام الحسين (ع) من المدينة المنورة الى الكوفة تلبيةً لدعوة أهل الكوفة أو لذاك الهاتف الداخلي الذي راح يدعوه ويلح عليه للالتحاق بقوافل الشهداء الإلهيين، وإلى استلام أرفع وسام من أوسمة الشهادة التي اختصه بها ربه العزيز الحكيم.
أو تلبيةً لدعوة جده رسول الله (ص) التي أسرّ بها الإمام لابن عباس بقوله: "وأنا ماضٍ في أمر رسول الله حيث أمرني".
أو كان خروجه نابعاً من رؤية واقعية استندت الى الظروف والمعطيات التي تفضي الى ضيق مساحة البدائل والخيارات المتاحة أمامه بعد أن طلب منه ـ وهو من هو من رسول الله (ص) ـ والي المدينة مبايعة شارب الخمر وقاتل النفس المحترمة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وهند آكلة الأكباد هند "ويا نعم النسب ...".
في كل الحالات فإن ما يعنيني إزاء استحقاق كربلاء وامتحان عاشوراء هو سؤال رافقني من الصغر عندما كنت استمع الى قارئ السيرة الحسينية يقول: "يا ليتنا كنا معكم يا سيدي يا أبا عبد الله لفزنا والله فوزاً عظيماً".
لو أنني كنت معاصراً لثورة الإمام الحسين هل كنت التحقت بركبه, أم أنني آثرت السلامة وابتعدت عن خيار القتال كصاحبنا عبد الله بن الحر الجعفي الذي خرج من الكوفة مخافة أن يدخلها الإمام الحسين(ع) وهو فيها فلا ينصره؟
لو أنني صادفت الإمام الحسين (ع) في تلك الصحراء القاحلة وطلب مني الالتحاق بمعركته التي أعرف نتائجها ويعرف هو نتائجها, فهل كنت خاطبته بلسان ابن بشر الحضرمي الذي قال له الحسين (ع) "رحمك الله, أنت في حل من بيعتي, فاذهب واعمل في فكاك ابنك". فأجاب: "أكلتني السباع حياً إن فارقتك يا أبا عبد الله". أتراني أخاطب الإمام الحسين كما خاطبه "عمرو المشرقي و"ابن عمه": "إنا كثيرو العيال وفي أيدينا بضائع للناس ولم ندرِ ماذا يكون, ونكره أن نضيّع الأمانة".
مرة أخرى هل سأكون مع الإمام الحسين (ع)؟ ها أنا الآن مع الحسين (ع)؟ وهل سأكون في الآتي من الأيام مع الحسين (ع)؟ أسئلة صعبة. أليس كذلك؟ اللهم ثبتنا على طريق كربلاء بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
الانتقاد/ العدد 1325 ـ 23 كانون الاول/ ديسمبر 2008