ارشيف من :آراء وتحليلات

باختصار: أيها العرب... متى تنطقون

باختصار: أيها العرب... متى تنطقون
كتب محمد يونس
على وقع حذاء عربي أصيل، يستعد نجم الرئيس الأميركي جورج بوش للأفول بعدما عاث فسادا وتجبرا في أرض الديانات السماوية.
يستعد هذا الرجل للذهاب إلى حيث العتمة، ووجهه والحذاء البغدادي صنوان، فقد ظن أنه بعد كل الجرائم التي ارتكبتها قواته في العراق، وبعد كل الخلافات التي بثتها إدارته في صفوف الأخوة والأشقاء، أنه يستطيع أن يختتم ولايته بجولة استعراضية على الدول ضحية سياساته الهمجية.
لكن وكمفاجأة أصابت أيضا أولئك الذين طالما جهدوا بمسح الأحذية الأميركية في بلاد العرب، تمكن حذاء عربي متأصل في جذوره العراقية من قلب الصورة وإظهارها على ما يجب أن تكون، فكانت كلمته المدوية والتي ما زالت تشغل العالم وستظل محطة تاريخية بارزة.
الحذاء قال كلمته نعم، فكثيرون منا تمنوا لو أن الصحافي البطل منتظر الزيدي نجح في إصابة وجه بوش، إلا أن للحذاء كان رأي آخر فحتى هو يأبى أن يلامس نعله ذلك الوجه الشيطاني، فعمل كل ما يستطيع ليتجنبه برغم تسديدة منتظر المركزة والصاعقة ولسان حاله يعتذر من صاحبه بأنه لن يتمكن من وصم كعبه بوصمة العار هذه.
وصمة عار سعى وراءها البعض ملقين على قلوبهم غشاوات، فتراهم يمعنون بحصار أشقائهم ويعتبرون ذلك احتراما للقرارات الدولية، ويجاهرون بمصافحة مجرمي الحرب ويفسرون ذلك بأنه حرص منهم على الحوار بين الأمم والأديان، ويسخّرون أموال النفط العربي لتمويل أسلحة ساحتها قلوب أطفال ونساء وشيوخ ممن يدّعون أنهم أخوة لهم، ويأملون أن يؤدي ذلك إلى كسر شوكتهم فيقلعون عن مغامراتهم.
فيا أيها العرب، لقد سبقتكم أحذيتكم فقالت كلمتها، وأنتم متى تنطقون؟
الانتقاد/ العدد1325 ـ 23 كانون الاول/ ديسمبر 2008
2008-12-23