ارشيف من :آراء وتحليلات
على العهد: في مديح المقام الحذائي

كتب إبراهيم الموسوي
كثر التهجم والهجاء ضد ممتدحي رشق الصحافي العراقي منتظر الزيدي الرئيس الأميركي جورج بوش بالحذاء، ما جعله ينحني برأسه أمامه، وبلغ الإسفاف حداً بعيداً في الاستخفاف بهذا العمل، وتحقيره، وتسفيه فاعله ومؤيديه ـ وهم بالمناسبة مئات الملايين من العرب والمسلمين ـ وجميعهم قالوا إن هذا العمل غير لائق، واستخفّوا بالأمة التي طربت لذلك وسخروا منها لأن رمية حذاء أعادت لها توازنها.
وسمعنا الكثير عن "التوازن الحذائي" و"خلّ الحذاء صاحي" و"حذاء يحتذى به"، إلى ما هنالك من ألقاب ونعوت، وإذ استمرت موجة التفاعل العام مع الزيدي، وذهبوا إلى حد القول ان الصحافي العراقي قد اعتذر عن فعلته وطلب العفو. المهم أن حملة مبرمجة قد انطلقت من قبل كتّاب صحافيين بعينهم وصحف معروفة أيضاً بهدف التشويش على الواقعة.
ما رأيناه وسمعناه أفرح قلوب الكثيرين من أبناء هذه الأمة، نعم إنه مدعاة للفخر أن يجبر رئيس أعظم دولة في العالم على الانحناء تحت ضربة حذاء مواطن يمثل الشعب العراقي، الذي قتل منه مجرم الحرب بوش ما يزيد على المليون إنسان. إنها فرصة كبيرة، ومناسبة للسرور أن يشعر هذا الجبار الطاغية بالمهانة والذل بفعل حذاء أحد أبناء العراق الذي دمّره وقتل أبناءه. ولماذا لا يحق للناس أن تهلّل وتفرح من أقصى الكون إلى أقصاه، فالإدارة الأميركية ملأت دفتي الوجود بالحروب وأعمال القتل والحصار.
يحق للناس أن تفرح وأن تشعر بلحظة انتصار رمزية ضد هذا المجرم السفّاح، لأنه لم يتقدم أحد آخر، سواء كان منظمة أمم متحدة، أم مجلس أمن، أم جمعية عمومية، أو منظمة حقوقية، أو هيئة قانونية، أو حكومة عربية أو إسلامية، بمحاكمته وإدانته (ما خلا دولة أو اثنتين في هذه المعمورة).
يحق للعرب والمسلمين أن يفرحوا ويشعروا بالرضا لأن الطاغوت قد ذاق بعض الذل والهوان الذي يذيقه ليل نهار ومنذ سنوات طويلة لشعوبنا في العراق وأفغانستان وفلسطين.
ليست ضربة الحذاء هي التي أعادت التوازن إلى رأس الأمة التي تسخرون وتكادون تتبرأون منها، ولكن الذل الذي لحق بالجبار الذي لا يتكلم الملوك والأفراد والرؤساء بحقه الا مديحاً، ولا يسمعونه إلا كلاماً مليحاً. لقد استحق بوش حذاءً يرشق به، لكن الكثير من الزعامات لا يستحق شرف أن يرمى بحذاء الشعب العراقي فضلاً عن حذاء أي من شعوب الأرض.
ليست ضربة الحذاء هي التي تصنع التوازن الاستراتيجي، ولكنها لغة الشعب التي تقول للمحتلين إنكم تتعاملون مع المتآمرين على شعوبهم والمتعاونين مع المحتل، أما حديث الشعب ولغته معكم فهي هذه.
منهم من يرشق المحتل بقنبلة، وهو حقه في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه، ومنهم من يرشقه بحذاء لتوهين طغيانه وجبروته، هذه هي لغة المؤمنين بأوطانهم وشعوبهم.
لم يعتذر منتظر الزيدي، وإن اعتذر فإنه سيعتذر من الشعب العراقي ولسبب واحدٍ أوحد، أنه لم يستطع إصابة المجرم بوش في وجهه. لقد ذهب حذاء الزيدي مثلاً حديثاً على إذلال الجبابرة والطغاة، وهناك الكثير من أمثال منتظر ينتظرون إذلال العديد من الجبابرة كبارهم وصغارهم، ومن يَعِشْ يَرَ.
الانتقاد/ العدد1325 ـ 23 كانون الاول/ ديسمبر 2008
كثر التهجم والهجاء ضد ممتدحي رشق الصحافي العراقي منتظر الزيدي الرئيس الأميركي جورج بوش بالحذاء، ما جعله ينحني برأسه أمامه، وبلغ الإسفاف حداً بعيداً في الاستخفاف بهذا العمل، وتحقيره، وتسفيه فاعله ومؤيديه ـ وهم بالمناسبة مئات الملايين من العرب والمسلمين ـ وجميعهم قالوا إن هذا العمل غير لائق، واستخفّوا بالأمة التي طربت لذلك وسخروا منها لأن رمية حذاء أعادت لها توازنها.
وسمعنا الكثير عن "التوازن الحذائي" و"خلّ الحذاء صاحي" و"حذاء يحتذى به"، إلى ما هنالك من ألقاب ونعوت، وإذ استمرت موجة التفاعل العام مع الزيدي، وذهبوا إلى حد القول ان الصحافي العراقي قد اعتذر عن فعلته وطلب العفو. المهم أن حملة مبرمجة قد انطلقت من قبل كتّاب صحافيين بعينهم وصحف معروفة أيضاً بهدف التشويش على الواقعة.
ما رأيناه وسمعناه أفرح قلوب الكثيرين من أبناء هذه الأمة، نعم إنه مدعاة للفخر أن يجبر رئيس أعظم دولة في العالم على الانحناء تحت ضربة حذاء مواطن يمثل الشعب العراقي، الذي قتل منه مجرم الحرب بوش ما يزيد على المليون إنسان. إنها فرصة كبيرة، ومناسبة للسرور أن يشعر هذا الجبار الطاغية بالمهانة والذل بفعل حذاء أحد أبناء العراق الذي دمّره وقتل أبناءه. ولماذا لا يحق للناس أن تهلّل وتفرح من أقصى الكون إلى أقصاه، فالإدارة الأميركية ملأت دفتي الوجود بالحروب وأعمال القتل والحصار.
يحق للناس أن تفرح وأن تشعر بلحظة انتصار رمزية ضد هذا المجرم السفّاح، لأنه لم يتقدم أحد آخر، سواء كان منظمة أمم متحدة، أم مجلس أمن، أم جمعية عمومية، أو منظمة حقوقية، أو هيئة قانونية، أو حكومة عربية أو إسلامية، بمحاكمته وإدانته (ما خلا دولة أو اثنتين في هذه المعمورة).
يحق للعرب والمسلمين أن يفرحوا ويشعروا بالرضا لأن الطاغوت قد ذاق بعض الذل والهوان الذي يذيقه ليل نهار ومنذ سنوات طويلة لشعوبنا في العراق وأفغانستان وفلسطين.
ليست ضربة الحذاء هي التي أعادت التوازن إلى رأس الأمة التي تسخرون وتكادون تتبرأون منها، ولكن الذل الذي لحق بالجبار الذي لا يتكلم الملوك والأفراد والرؤساء بحقه الا مديحاً، ولا يسمعونه إلا كلاماً مليحاً. لقد استحق بوش حذاءً يرشق به، لكن الكثير من الزعامات لا يستحق شرف أن يرمى بحذاء الشعب العراقي فضلاً عن حذاء أي من شعوب الأرض.
ليست ضربة الحذاء هي التي تصنع التوازن الاستراتيجي، ولكنها لغة الشعب التي تقول للمحتلين إنكم تتعاملون مع المتآمرين على شعوبهم والمتعاونين مع المحتل، أما حديث الشعب ولغته معكم فهي هذه.
منهم من يرشق المحتل بقنبلة، وهو حقه في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه، ومنهم من يرشقه بحذاء لتوهين طغيانه وجبروته، هذه هي لغة المؤمنين بأوطانهم وشعوبهم.
لم يعتذر منتظر الزيدي، وإن اعتذر فإنه سيعتذر من الشعب العراقي ولسبب واحدٍ أوحد، أنه لم يستطع إصابة المجرم بوش في وجهه. لقد ذهب حذاء الزيدي مثلاً حديثاً على إذلال الجبابرة والطغاة، وهناك الكثير من أمثال منتظر ينتظرون إذلال العديد من الجبابرة كبارهم وصغارهم، ومن يَعِشْ يَرَ.
الانتقاد/ العدد1325 ـ 23 كانون الاول/ ديسمبر 2008