ارشيف من :أخبار لبنانية
ماذا وراء مقاطعة الموالاة لانتخابات رابطة أساتذة التعليم الثانوي؟

كتب حسين عواد
ما إن وضعت انتخابات رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي أوزارها حتى كثرت التساؤلات عن توجه كان قائما عشية الانتخابات يقضي بعقد ائتلاف موسع بين قوى المعارضة، والمستقلين من جهة، وقوى فريق الموالاة من جهة أخرى، ما يجنّب الرابطة معركة هي بالغنى عنها أصلاً أقله في الوقت الحاضر لاعتبارات تتعلق بحجم المطالب التي تناضل لأجلها الرابطة لتحقيقها، غير أن حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر، وفجأة انهار كل شيء، وفي غضون ساعات قليلة.
القصة بدأت مع توجه الجميع في المعسكرين إلى السعي لعقد ائتلاف يضمن لكل فريق حصته من الهيئة الإدارية للرابطة، بعيداً عن الاصطفافات السياسية التي تغرق فيها البلاد بطولها وعرضها، هذا في الشكل، لكن في الجوهر بدت الأمور مغايرة تماماً، على حد قول رئيس الرابطة حنا غريب في حديثه لـ"الانتقاد" الذي "لمح إلى وجود انقلاب على خط الرابطة، وما تمثله في الوقت الحاضر من تطلعات تعكس رغبة أطرافها الحاليين من معارضة ومستقلين"، إذ أن التوجه بحسب غريب لدى الفريق الآخر هو "العمل على إحداث تغييرات جوهرية في الرابطة على صعيد المناصب والتوجهات وهذا ما لم نقبل به".
غريب الذي فاز من ضمن لائحة "النضال النقابي" التي تشكّّلت من مستقلين ومعارضة، وفازت بكامل أعضائها أشار إلى أن "مقاطعة هذا الفريق للانتخابات جاءت على خلفية شعوره بالخسارة المحتمة"، مطمئناً الى ان "أداء الرابطة لن يتأثر أبداً، فنحن مستمرون في الالتزام بقضايا الأساتذة، كما هو الحال في الرابطة الحالية التي لا تضم أصلا أياً من فريق الموالاة".
عضو الرابطة محمد قاسم شرح لـ"الانتقاد" الخلفية التي حتمت على فريق السلطة ان يتنصل من لائحة الائتلاف، واضعاً إياها في خانة "الاستعجال"، ويخلص بالقول إلى "ان هذا الفريق سعى في البداية لأن تكون حصته من الهيئة الإدارية ثمانية مقاعد من أصل ثمانية عشر! علماً ان حجمه التمثيلي في الكادر التعليمي هو اقل بكثير لما يطالب به (أربعة مقاعد مناصفة بين الموالاة والمعارضة)، وان النقاش الذي دار عشية الانتخابات هو ترجمة لما جرى في انتخابات رابطة أساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية حيث طالبت المعارضة حينها بثلاثة مقاعد كونها الأقلية من حيث التمثيل، وهذا ما أردناه ان ينعكس في انتخابات رابطة أساتذة التعليم الثانوي حيث هم الأقلية، لكن إصرارهم على مطالبهم، فضلا عن مطالبتهم بمشاركتنا في تسمية الرئيس والأعضاء المستقلين جعلنا مندهشين، وخرج حينها ممثلهم من الاجتماع على أساس ان لا توافق، وليلا، أي عشية الانتخابات تلقينا اتصالاً بالموافقة على اربعة مقاعد، وكنا قد انشغلنا بتركيب اللائحة بين الفرقاء مراعاة للقوى السياسية والطائفية والمناطقية، وطلبنا منهم الانتظار ريثما نرتب الأمور بين الفرقاء، فلم ينتظروا وبادروا على الفور بإصدار بيان أعلنوا فيه مقاطعتهم للانتخابات، وهذا ما جرى".
أما يوسف زلغوط، وهو مرشح حزب الله الفائز في الهيئة الإدارية للرابطة، فاعتبر في حديث لـ"الانتقاد" أن "سبب فشل الائتلاف يعود إلى عدم التوافق على البرنامج النقابي، والى الارتباطات السياسية التي لهذا الفريق، وهو عادة ما يتركنا في منتصف الطريق إزاء المطالب التي نرفعها لارتباطاته هذه، فيما المطلوب هو ترك السياسة على أعتاب الرابطة..".