ارشيف من :أخبار عالمية

أوكرانيا: كرة تدهور الاوضاع السياسية والاقتصادية تكبر

أوكرانيا: كرة تدهور الاوضاع السياسية والاقتصادية تكبر
صوفيا ـ جورج حداد
تمر اوكرانيا في الوقت الحاضر بأزمة سياسية واقتصادية شاملة، هي الاصعب منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. والعناوين الرئيسية لهذه الازمة هي: ازمة الثقة والعلاقات شديدة التوتر بينها وبين الجارة الكبرى روسيا. التفكك التام للائتلاف الحاكم السابق والصراع المتفاقم بين معسكري رئيس الجمهورية فيكتور يوشتشينكو ورئيسة الوزراء الطموحة يوليا تيموشينكو. التضخم وارتفاع الاسعار الذي لا سابق له وخصوصا ارتفاع اسعار اجور النقل والمواصلات التي ارتفعت 400% في غضون بضعة اشهر. النزاع القاسي مع شركة "غازبروم" الروسية التي تطالب اوكرانيا بدفع مستحقات تزويدها بالغاز البالغة مليارين ونصف المليار دولار، والتي تتهم اوكرانيا بسرقة الغاز من انابيب الترانزيت التي تمر في اراضيها.
ومؤخرا طفا على السطح الحوار الساخن وتبادل الاتهامات بين يوشتشينكو وتيموشينكو، حيث نعت يوشتشينكو رئيسة الوزراء تيموشينكو بأنها "مغامرة سياسية" وتحتاج الى سلطة لامحدودة. وقال "ان العالم السياسي بالنسبة لها هو مقسوم الى فئتين: اما امعة، واما عدو، يتم القاء الحرم عليه". وقال ان يوليا كانت تقف خلفه اثناء "الثورة البرتقالية" ليس لاجل "المثل الاوكرانية" بل  "لاجل نفسها".
وذكر يوشتشينكو انه في سنة 2004 كان الناخبون يسألونه لماذا تقف "هذه السارقة" الى جانبه، وانه حينذاك طلب من المواطنين "الا يشغلوا بالهم لماذا هي تسرق الغاز، ولماذا تسرق الميزانية".
اما فيما يتعلق بالاتهامات التي توجهها تيموشينكو الى البنك المركزي، فقال يوشتشينكو انه ينبغي ان يكون المرء اميا "كي يستغل اشياء لا يستطيع ان يحدد معنى كلماتها". واوضح ان سعر صرف العملة الوطنية سوف يستقر حينما تتوازن السياسة التجارية.
ومن جهتها دعت تيموشينكو الرئيس يوشتشينكو الى تقديم استقالته. وقالت "انا اعتبر ان رئيس البلاد يعمل لاجل الاسوأ، وليس الافضل، انه يعمل لاجل البؤس، وينبغي ان يقدم استقالته غدا، الى جانب رئيس البنك الوطني".
ومن جهة ثانية طالبت شركة "غازبروم" الروسية اوكرانيا بدفع مستحقات الغاز عن الخريف وبداية الشتاء، والا فإن الشركة لن توقع الاتفاق لتزويد اوكرانيا بالغاز في 2009. وقال النائب الاول لرئيس الوزراء الروسي ورئيس "غازبروم" فيكتور زوبكوف انه "لا يمكننا ان نستبعد ان يؤثر موقف الطرف الاوكراني على نقل الغاز ترانزيت عبر الاراضي الاوكرانية مما يؤدي الى زعزعة الاستقرار في تزويد اوروبا بالغاز". ومعلوم ان القسم الاساسي من شحنات الغاز الروسي الى اوروبا يمر عبر الاراضي الاوكرانية. ومن اجل استمرار شحنات الغاز الروسي الى اوروبا بشكل مضبوط ومتواصل، ابدت شركة "غازبروم" استعدادها لان تدفع الى اوكرانيا مقدما رسوم الترانزيت الى اوروبا عن كامل سنة 2009، على ان تحسب هذه المبالغ كجزء من الديون المستحقة على اوكرانيا. واتهمت "غازبروم" اوكرانيا بسرقة جزء من الغاز المار ترانزيت الى اوروبا. وبأنها تخلفت عن الايفاء بالوعود المتكررة بتسديد ديون الغاز البالغة حوالى 2،5 مليار دولار. ولمح الجانب الروسي الى امكانية قطع الغاز عن اوكرانيا مذكرا بأنه لا يوجد اي اساس قانوني يلزمه بأن يستمر بتزويد اوكرانيا بالغاز بعد 1 كانون الثاني/ يناير2009.
2008-12-23