كتبت غنوة ملحم
لا يخفى على أحد حجم الطفرة العقارية والعمرانية التي تمر بها مدينة صوراليوم, فبالرغم من صغر مساحتها الا ان اﻟﻨطﺎق العمرني ﻟﻠﻤدينة عاد ليزدهر منذ بداية مطلع فصل الصيف وبعد انتهاء حرب تموز/ يوليو 2006 ووفود القوات الدولية الى الجنوب ونفض غبار الحرب.
هذه العوامل ساعدت مجتمعة على تعزيز حركة البناء والتشييد، والتي عمت أرجاء المدينة، إلى درجة أن النمو العمراني أصبح من السمات البارزة خلال الفترة المذكورة الى اليوم وخصوصا بعد توجه عدد من ابناء القرى الجنوبية المهدمة منازلهم للسكن فيها واتخاذها مأوى لهم بانتظار الانتهاء من إعمار منازلهم.
والداخل الى مدينة صور اليوم يلاحظ هذه الحركة الكثيفة والناشطة في مجال العقارات والابنية اضافة الى المجمعات التجارية الضخمة, والتي تعتبر خير دليل على الاستقرار الامني والسياسي التي تنعم به مناطق الجنوب بعد هزيمة "اسرائيل" في عدوانها الاخير, وتدمير نواياها في تحويل مناطق الجنوب الى قرى خالية من مقومات العيش والاستمرار, الا ان تحدي الجنوبيين كسر هذا الامل لدى العدو والدليل واضح  من خلال ما تشهده مدن الجنوب وقراه من نشاط غير مسبوق في قطاع العقارت واستعادة للحركة العمرانية بشكل متزايد.
هذا المشهد يوحي بالحركة العمرانية والمشاريع السكنية الضخمة التي بوشر العمل بها خصوصا بعد الحرب وهذا مؤشر واضح وتعبير دقيق على تعلق الجنوبيين بأرضهم لا بل تحويلها الى مناطق سكنية كبيرة, فمدينة صور تشهد ثورة  في المجمعات السكنية المنجزة بتصماميم معمارية مبتكرة يتم بناؤها وفق مواصفات عالية الجودة تجعل منها ابنية متكاملة وجميلة في آن واحد.
وقد رافق هذا النشاط العمراني ارتفاع في اسعار الشقق السكنية الى حد وصلت معه الى لـ200الف دولار اميركي خصوصا في المناطق المشرفة, و90 و100 ألف دولار في المناطق العادية أو الشعبية, وارتفعت ايضا ايجارات المنازل بحيث لا تجد منزلا ينخفض سعر ايجاره عن 300 دولار اميركي, لكن الموطنون يراهنون على انخفاض هذه الاسعار تحديدا بعد الانخفاض الاخير الذي شهدته مواد البناء المتنوعة.
لا شك بان الحركة العمرانية التي تزدهر الان لها دور كبير في تحسن وارتفاع معنويات سكان المدينة المبنية على العراقة من حيث الأحياء السكنية القديمة المحيطة بها، والحركة التجارية التي تشهدها، إضافة إلى تميزها بين بقية المناطق الجنوبية بشاطىء يسلب العقول ولا بد لهذا النشاط العمراني ان يلعب أهمية كبرى في خطط وتوجه الاستثمار في المدينة, على ان يكون القادم اعظم وما تخفيه الايام اجمل ليضاف الى مدينة لها من العراقة والمقاومة تاريخ راسخ في القلوب والعقول..