ارشيف من :آراء وتحليلات

خلف القناع: بين المال "الحلال".. والمال "المسروق"

خلف القناع: بين المال "الحلال".. والمال "المسروق"
كتب مصطفى خازم
إن من شروط الامانة أن لا تستعملها إلا بإذن صاحبها.
ومن شروط الصدق.. أن لا تكذب، وهو كذلك من شروط الإيمان، فلا إيمان للكاذب.
قبل أيام أمام مرأى كل الناس الذين دمر العدوان الصهيوني منازلهم، وبعضهم استشهد فيها، والذين يبيتون في منازل دفع الامين العام لحزب الله بدل إيجاراتها من "المال الطاهر الحلال"، كما دفع ثمن ما فيها من أثاث كذلك من "المال الطاهر الحلال"، خرج علينا "رئيس" حكومة "الارادة" و"الوحدة الوطنية" ليقول "لا فض فوه" "يا أخوان، الدولة اللبنانية ما عندها مصاري، استدنا على حساب الهبة السعودية لندفع أعمال الإغاثة للناس"، وفي مقابلة مع وسيلة إعلامية يقول: سماحة السيد قدم معونات لها علاقة بإيجار المنازل لذوي المنازل المدمرة، لكن الحقيقة من يعيد إعمار الضاحية؟ الضاحية يعاد إعمارها بأموال الدولة اللبنانية وبأموال المكلفين اللبنانيين".
ببعض حسابات "سنيورية"، سجلوا معي: إذا كان هناك 22000 وحدة سكنية في الضاحية الجنوبية، بحسب السنيورة نفسه فهذا يعني أن متوسط ما دفعه الامين العام لحزب الله من "المال الطاهر والحلال" وصل إلى: 22000 ضرب $10000 كمعدل وسطي وفي الضاحية فقط =220000000 (220 مليون دولار اميركي) فقط لا غير..
وبمعادلة بسيطة أيضاً، نكتشف أن ما دفعه السيد نصرالله من "المال الطاهر والحلال" لاحقاً في العام الثاني، وفي الضاحية فقط وحتى اليوم 88000000 (88 مليون دولار) إيجارات لسنة جديدة.
أي أن ما دفعه السيد نصرالله في الضاحية فقط، وفقط ايجار وبدل تأثيث لغاية اليوم يعادل 70% من الهبة المسروقة من حقوق الناس.
اما بقية الحساب فكثيرة الاصفار..
70% من الأمانة التي لم يطلب أحد من أصحابها الاذن في حجزها من اجل سحبها وصرفها على زفت السنيورة وهيئة إغاثته..
اليوم لا بد من فتح حساب..
كل التدعيم الذي يجري، للأبنية في الضاحية الجنوبية لم يدفع فؤاد السنيورة فلساً واحداً منه.. لا من امواله ولا من اموال الدولة ولا من اموال الهبات المسروقة..
وللمعلومات أيضاً، ما زال هناك العديد من أصحاب الحقوق في الضاحية الجنوبية لم ينالوا دفعتهم الاولى من الحقوق..
وبين هذا وهذا.. وللعلم أيضاً..
أن الزمن الذي مر على وجود الاموال وصولاً إلى وقت قبضها لمن قبض تجاوز العام، وبالتالي فإن الفائدة التي حصلها فؤاد السنيورة من إيداع هذه الاموال في البنوك قد حققت له مكاسب كبيرة..
اليوم لا بد من سؤال أيضاً وأيضاً..
ماذا يريد فؤاد السنيورة وفريقه ومن خلفه؟
هل ينتظرون ذبح غزة، لتتفرغ اسرائيل للبنان من جديد؟
واهم أنت ومفلس كمن نسي دوره على المسرح، فضاعت منه الكلمات والاحرف..
نحن جاهزون، وغزة جاهزة.. والايام بيننا..
وفي النهاية "المال الطاهر والحلال".. هو الأبقى.. اما "المال المسروق"، فلن يسد عجز الخسائر.. هذا إذا كان في لبنان..
والله أعلم..
الانتقاد/ العدد 1326 ـ 26 كانون الاول/ ديسمبر 2008
2008-12-26