ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: حلم في غزة
كتب محمد يونس
لم يعد يقوى على فتح عينيه من شدة الأرق الذي سببه له الألم في معدته الفارغة منذ مدة، فاستسلم الطفل الغزّي بقواه المنهارة للنوم على أمل بزوغ الفجر الذي يحمل معه ما يسد الرمق، ولو رغيفا من الخبز.
وما إن أغمض عينيه حتى راحت الأحلام تتزاحم، فقد وجدت فرصتها بعد طول انتظار لتأخذ الطفل إلى بعدها، وهي جادت لإسعاد الفتى، فبدأت تبدل أحواله بغير أحوال، لكنها لم تستطع انتزاعه من قطاعه، فاستسلمت لوعيه الباطني.
العدو الإسرائيلي يشدد الخناق على غزة.
يصل الخبر إلى مسامع العرب فيهبون دفعة واحدة لنصرة القطاع الذي بات يختصر قضية الأمة.. يقطعون العلاقات الدبلوماسية مع العدو، يغلقون مكاتبه التجارية، يوقفون كل أشكال التطبيع، ويصل بهم الأمر إلى إرسال قوافل المساعدات إلى أهل القطاع لكسر الحصار.. تحاول "إسرائيل" منعهم، لكنها تنهزم أمام جيوشهم التي أرسلوها لحماية القوافل.
تدخل القوافل غزة على وقع الأناشيد الحماسية، ويبدأ عناق طويل بين الأهل المفجوعين وأشقائهم العرب، ينتهي بإعلان فتح كل المعابر البحرية والبرية التي تطل على الدول العربية، ووضعها في عهدة قوات النصرة العربية المشتركة التي شكلتها جامعة الدول العربية.
يبتسم فتى غزة في منامه، تلاحظ عليه أمه التي نسيت آخر مرة رأت فيها ابتسامة على وجهه، فيدفعها ذلك شوقا لإيقاظه والاستفسار منه عن سبب هذه الابتسامة، فيعود الفتى إلى اليقظة ويخبر أمه بما رأى وسمع في حلمه.
تنظر إليه بعين مستهزئة يملؤها الغضب، ثم يتناهى إلى مسمعها خبر قيام مسؤول عربي كبير باستقبال وزيرة خارجية العدو ومصافحتها مبتسما لآلات التصوير الصحافية!!
الانتقاد/ العدد 1326 ـ 26 كانون الاول/ ديسمبر 2008
لم يعد يقوى على فتح عينيه من شدة الأرق الذي سببه له الألم في معدته الفارغة منذ مدة، فاستسلم الطفل الغزّي بقواه المنهارة للنوم على أمل بزوغ الفجر الذي يحمل معه ما يسد الرمق، ولو رغيفا من الخبز.
وما إن أغمض عينيه حتى راحت الأحلام تتزاحم، فقد وجدت فرصتها بعد طول انتظار لتأخذ الطفل إلى بعدها، وهي جادت لإسعاد الفتى، فبدأت تبدل أحواله بغير أحوال، لكنها لم تستطع انتزاعه من قطاعه، فاستسلمت لوعيه الباطني.
العدو الإسرائيلي يشدد الخناق على غزة.
يصل الخبر إلى مسامع العرب فيهبون دفعة واحدة لنصرة القطاع الذي بات يختصر قضية الأمة.. يقطعون العلاقات الدبلوماسية مع العدو، يغلقون مكاتبه التجارية، يوقفون كل أشكال التطبيع، ويصل بهم الأمر إلى إرسال قوافل المساعدات إلى أهل القطاع لكسر الحصار.. تحاول "إسرائيل" منعهم، لكنها تنهزم أمام جيوشهم التي أرسلوها لحماية القوافل.
تدخل القوافل غزة على وقع الأناشيد الحماسية، ويبدأ عناق طويل بين الأهل المفجوعين وأشقائهم العرب، ينتهي بإعلان فتح كل المعابر البحرية والبرية التي تطل على الدول العربية، ووضعها في عهدة قوات النصرة العربية المشتركة التي شكلتها جامعة الدول العربية.
يبتسم فتى غزة في منامه، تلاحظ عليه أمه التي نسيت آخر مرة رأت فيها ابتسامة على وجهه، فيدفعها ذلك شوقا لإيقاظه والاستفسار منه عن سبب هذه الابتسامة، فيعود الفتى إلى اليقظة ويخبر أمه بما رأى وسمع في حلمه.
تنظر إليه بعين مستهزئة يملؤها الغضب، ثم يتناهى إلى مسمعها خبر قيام مسؤول عربي كبير باستقبال وزيرة خارجية العدو ومصافحتها مبتسما لآلات التصوير الصحافية!!
الانتقاد/ العدد 1326 ـ 26 كانون الاول/ ديسمبر 2008