دأب "تلفزيون المستقبل" على بثّ الأكاذيب وتلفيق الأخبار وابتكار أنباء غير صحيحة تمسّ بأمن الدولة من دون أن يتحرّك لدى المسؤولين فيه الحسّ الوطني.
فقد أذاع هذا التلفزيون خبراً عن وجود "قناص قبالة منزل الرئيس أمين الجميل في محلّة سنّ الفيل، وأنّه تجري ملاحقته"، وسرعان ما كذّب الجيش اللبناني هذا الخبر ونفاه جملة وتفصيلاً. فما هي قصّة هذا "القنّاص" الذي اخترعه الحرص الشديد لتلفزيون سعد الدين الحريري على الوطن؟.
لقد طلب رجل الأعمال يوسف ريمون ع. من سائقه سمعان ن.(مواليد العام 1947) أن ينقل بندقية خردق من مكتبه الكائن في سنتر "سان جورج" والعائدة لحفيده والتي كانت قيد التصليح، وأن يضعها في صندوق سيارته وهي من نوع"مرسيدس". وبينما كان السائق نازلاً بالمصعد توقّف في الطابق الثالث حيث دخل إدكار ش.(مواليد 1977) وسأله عن البندقية فأخبره بأنّها بندقية خردق وتخصّ حفيد ربّ عمله، ونزل إلى الطابق السفلي الرابع حيث يركن سيارته بشكل اعتيادي ووضعها في الصندوق وعاد إلى المكتب.
وبعد لحظات أطلّ تلفزيون المستقبل بخبره الكاذب، ومدعياً بأنّ الأمر يتعلّق بقنّاص كان يريد اغتيال الجميل.
وقامت القوى الأمنية على الفور بإجراءاتها، وحضرت إلى المكان، وأجرت مقابلة بين إدكار وسمعان، فأكّد الأول ما حصل معه، وعرضت عليه البندقية ذاتها فأكّد بأنها هي نفسها التي شاهدها مع سمعان. وبعدما انجلت الحقيقة قرّر القضاء تركهما حرّين.