ارشيف من :أخبار لبنانية

"كوة" جديدة في جدار الأزمة والسنيورة يعاود التواصل مع العماد عون

"كوة" جديدة في جدار الأزمة والسنيورة يعاود التواصل مع العماد عون
كتب هلال السلمان
بعدما كاد أفق الاتصالات المتعلقة بأزمة تشكيل الحكومة يصل الى الحائط المسدود اثر اعلان رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة قبل ايام وقف اتصالاته على هذا الصعيد، وتحديدا مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، فتحت مجددا "كوة" في جدار الازمة أعادت الحرارة الى هذا الملف الضاغط على جميع القوى السياسية للخروج من الأزمة، حيث اعاد السنيورة خلال الساعات الماضية الاتصال مع العماد عون، وجاء هذا التطور بعد معطيات عدة منها:
اولا: مبادرة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى التحرك الفاعل للخروج من دائرة المماطلة وتقطيع الوقت الذي يمارسه السنيورة والتي ترتد سلبياتها على صورة العهد الجديد وانطلاقته، وخصوصا ان ما رشح من اجواء الرئيس سليمان افاد بأنه لن يسافر الى فرنسا للمشاركة في قمة الاتحاد المتوسطي اذا لم تكن الحكومة قد تشكلت قبل مغادرته الى باريس. وهو لذلك عمد الى خطوة لها دلالاتها السياسية والدستورية حيث استمزج اراء العديد من رجال القانون والدستور حول سبل الخروج من هذه الازمة، وهو لهذه الغاية استقبل في قصر بعبدا قبل يومين على التوالي كلاً من الرئيس حسين الحسيني "القابض على محاضر اتفاق الطائف"، ورئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم، والنائب السابق حسن الرفاعي الخبير في القانون والدستور. وجاء ذلك تمهيدا لخطوة حضر لها رئيس الجمهورية للخروج من هذا المأزق وكسر حلقة الفراغ، وكان من التوجهات المرشحة للتنفيذ هو توجيه رسالة الى مجلس النواب لاتخاذ موقف مما يجري، ما كان سيؤدي ربما الى الدفع نحو حصول استشارات جديدة للتكليف. وهو ما يحشر السنيورة وفريقه في السلطة.
وتشير المصادر الى ان خطوة "الاستشارات" مع خبراء القانون التي اجراها الرئيس سليمان شكلت رسالة تحذير واضحة لفريق السلطة وخصوصا تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري، وهو الأمر الذي دفع الاخير الى المسارعة للصعود الى قصر بعبدا في اليوم نفسه لهذه الاستشارات التي اجراها سليمان حيث جرى اجتماع مطول بين الجانبين اعلن بعده الحريري عن "خطأ قطع الاتصالات من قبل السنيورة مع العماد عون"،  ودعوته الاول لمعاودة هذه الاتصالات وهو ما جرى لاحقا.
وبالفعل اوفد السنيورة مستشاره محمد شطح مجددا الى الرابية للقاء العماد عون حيث عرض عليه صيغة جديدة للحل، ثم زار مسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر جبران باسيل السراي الحكومي حيث التقى السنيورة، وافادت اوساط متعددة ان الطرح الجديد الذي قدمه السنيورة للعماد عون يقضي بمنحه منصب نائب رئيس الحكومة من دون حقيبة، ويتولى اربعة وزراء حقائب: الاشغال العامة، الطاقة، الاقتصاد والزراعة.
لكن اوساط العماد عون لم تعلن موقفها سلبا او ايجابا من هذا الطرح الجديد على ان يتبلور الرد عليه خلال الساعات المقبلة بعد مشاورات داخل التيار الوطني الحر.  لكن ما تعرب الاوساط المتابعة عن خشيتها منه هو امكانية ان تصل هذه الاتصالات مجددا الى الحائط المسدود بفعل التعطيل الاميركي الجاهز دائما لهذه المهمة، وخصوصا ان القائمة بالاعمال الاميركية ميشال سيسون التي افشلت تفاهمات الاسبوع الماضي بعد لقائها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة عادت والتقت السنيورة في السراي الكبير ظهر يوم (أمس) الخميس، وهنا تطرح الاوساط المتابعة السؤال، فهل تطيح "سيسون" مجددا بالاجواء الايجابية التي سادت خلال الساعات الاخيرة؟
ثانيا: استمر رئيس الجمهورية في مشاوراته مع القوى السياسية حول ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة، وهذا الامر استحوذ على جانب مهم من اللقاء الذي جرى بينه وبين وفد حزب الله الذي زاره في قصر بعبدا، وضم المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، وقد شدد الخليل على ضرورة التواصل المباشر مع العماد عون بشأن تشكيل الحكومة وعدم الاكتفاء بالوسطاء، واكد تضامن المعارضة وحزب الله مع العماد عون حول موقفه من تشكيل الحكومة ورغبة الحزب في انجاز تشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن.
ثالثا: تزامنت عودة الحرارة الى الاتصالات حول الاسراع في تشكيل الحكومة مع الموقف الهام للامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مؤتمره الصحافي حول ملف عملية تبادل الاسرى الذي اعلن فيه انفتاحه السياسي المطلق "على أي لقاء سياسي واي اجتماع سياسي تحت أي عنوان واي اطار اذا كان يساعد في لم الشمل وجمع الكلمة وترميم الوحدة الوطنية وتكريس السلم الاهلي وتجاوز المرحلة السابقة مع ما فيها من التباسات". وقد لقي هذ الموقف ترحيبا من العديد من قادة الموالاة لا سيما رئيس الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي اعلن "جهوزيته للحوار"، كذلك رحبت اوساط رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة بخطاب الامين العام لحزب الله.
بالاجمال فإن اكثر من مصدر سياسي عاد ليشير الى ان الاجواء المتعلقة بموضوع تشكيل الحكومة عادت لتنحو باتجاه قرب الخروج من المأزق، والارجح ان الامر قد يحصل فيما لو وصلت الامور الى خواتيمها السعيدة بحلول تاريخ الثاني عشر من تموز الحالي.
الانتقاد/ العدد1278 ـ 4 تموز/ يوليو 2008
2008-07-04