اعتبر المساعد الاسبق لوزير الخارجية الاميركية آرون ديڤيد ميللر ان الحجم الكبير للعملية العسكرية الاسرائيلية في غزة "يجعل من مهمة الادارة المقبلة في التعامل ايجابيا مع عملية السلام امرا بالغ الصعوبة".
وقال ميللر الذي عمل على ملف الشرق الاوسط مع ستة وزراء خارجية مختلفين، خلال حياته الديبلوماسية، في حديث إلى صحيفة "الأنباء" الكويتية، ان ما يحدث الآن "قد يعني من الوجهة العملية تجميد جهود الادارة المقبلة لمدة سنوات، ويرجع ذلك الى العدد الكبير للضحايا وما ستخلفه هذه العملية من ردود انتقامية ومن مشاعر عميقة بالمرارة بين الفلسطينيين وبقية العرب".
وقال ميللر الذي يعمل الآن باحثا رئيسا في معهد "وودرو ويلسون للدراسات" إنه لا يعرف ما إذا كانت الادارة المقبلة تنوي ان تفعل شيئا، موضحا "لقد تعهد الرئيس اوباما بالعمل على ملف السلام في الشرق الاوسط منذ الدقيقة الاولى لرئاسته، والواضح ان ذلك لم يكن امرا ممكنا الآن اذ ان عليه ان يبدأ من نقطة مبكرة هي تهدئة المشاعر ووقف حدوث المزيد من التدهور".
واضاف ميللر "لم يكن بوسع الادارة الحالية ان تفعل شيئا اذ انها لا تتحدث الى حماس من الاصل، ولا اعرف اذا كانت اسرائيل تحتاج اصلا الى اي ضوء اخضر قبل ان توجه ضربة مثل التي نراها الى حماس في قطاع غزة، وما اعرفه هو ان جهود السلام ربما تكون قد أصيبت بانتكاسة خطيرة رغم الجهود التي بذلتها الادارة الحالية في عامها الاخير".
ولفت إلى أن الاسرائيليين "أرادوا حل مشكلتهم مع حماس خلال وجود ادارة متعاطفة معهم ولا يكن لحماس اي قدر من التفهم". وتابع "اعتقد انهم فهموا ان تأجيل التحرك سيجعلهم في وضع حساس مع الادارة المقبلة التي قد يسببون لها حرجا، او قد يضطرونها الى اتخاذ موقف في لحظة يفضلون فيها الإبقاء على غموض متعمد في مواقفهم لمساعدتهم على التحرك بين جميع الأطراف".