ارشيف من :أخبار عالمية

خاص الانتقاد.نت: فشل الحرب على لبنان يحكم أداء قيادة العدو في العدوان على قطاع غزة

خاص الانتقاد.نت: فشل الحرب على لبنان يحكم أداء قيادة العدو في العدوان على قطاع غزة
كتب جهاد حيدر
برغم أن المعركة تدور على ارض غزة وتستهدف إخضاع الشعب الفلسطيني في القطاع، لوحظ أن المعلقين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين يركزون كثيرا على المقارنة بين الحرب التي يشنها جيش العدو اليوم في قطاع غزة والحرب التي شنها على لبنان في تموز 2006.
وهو ما يدفعنا إلى تناول العدوان على غزة من زاوية علاقته بالحرب على لبنان.
من الواضح وجود تطابق تام بين الجهات التي اتخذت قرار الحرب على لبنان ونفذته وغطته وشاركت في صناعته، وبين العدوان على قطاع غزة. ففي كلا الحالتين كانت أداة التنفيذ إسرائيلية والضوء الأخضر أميركيا، والغطاء عربيا.
ويبدو جليا أن العدو يحاول تطبيق ما اسماه استخلاص العبر من الحرب على لبنان، من ضمنها إصرار قيادته السياسية والعسكرية ومؤسساته الإعلامية على التركيز بأنه لا يوجد التزام أو تعهد بإسقاط حكم حماس أو منع استمرار إطلاق الصواريخ على المستوطنات، حتى لا تتعرض الحكومة للمساءلة بعد انتهاء الحرب بأنها لم تحقق الأهداف التي أعلنتها. ومن هنا يلاحظ أن الأهداف المعلنة من قبل العدو متواضعة جدا، وتتمحور بشكل أساسي حول التزام الطرفين بالتهدئة.
وينطلق الحرص الإسرائيلي بإبداء الحذر من التعهد بمنع استمرار إطلاق الصواريخ، بعد التجربة المرة التي مر بها جيش العدو خلال الحرب على لبنان، وتسرع رئيس الاركان انذاك، دان حالوتس، بابلاغ رئيس الحكومة ايهود اولمرت بأن إسرائيل انتصرت في بدايات الحرب. كما يحاول العدو ايضا ابداء الحذر من مسألة أن حماس لم تطلق حتى الآن وجبات صاروخية خارج توقعاتهم. ويذكرنا ذلك بأن حزب الله بدأ بقصف حيفا الفعلي بعد مضي اربعة ايام على الحرب.
وكجزء من تكرار سياسة التدمير التي اعتمدها في الحرب على لبنان يلاحظ ان العدو يمارس سياسة تدمير المؤسسات المدنية في قطاع غزة كما فعل ذلك في الضاحية والجنوب والبقاع، في محاولة لتأليب الجمهور الفلسطيني على المقاومة وللضغط عليها من اجل الرضوخ للشروط الإسرائيلية.
ومن اليوم الأول بدا واضحا ان العدو حاول مفاجأة حماس بتنفيذ عملية جوية غير مسبوقة، اذ اغارت نحو مئة طائرة، على 150 هدفا فلسطينيا خلال ثلاث دقائق، ادت إلى استشهاد نحو 300 شخص، وسقوط ما يقرب من ألف جريح، كما حاولت استهداف "مراكز القيادة والسيطرة، ومنصات إطلاق الصواريخ والقياديين". وللمقارنة نذكر ان العدو حاول مفاجأة حزب الله عبر قيامه بعملية جوية اطلق عليها اسم "الوزن النوعي"، والتي كانت تهدف إلى ضرب ذراع حزب الله الصاروخية، وضرب مراكز القيادة والسيطرة وقتل قادته، ولكن النتيجة كانت فاشلة تماما.
ويبدو ايضا ان العدو حاول ان يحدث نوعا من "الصدمة والخوف"، في صفوف حماس على نمط الهجوم الأميركي في العراق في العام 2003.
حتى لحظة كتابة هذه المقالة افادت التقارير الاعلامية الإسرائيلية بأن العدو لم يتخذ قرارا بشن عملية برية واسعة في قطاع غزة، ولكن في الوقت نفسه اتخذت الحكومة قرارا باستدعاء بضعة الاف من جنود الاحتياط كجزء من الاستعداد لسيناريو كهذا، وللضغط النفسي على حماس. في حين انه خلال الحرب على لبنان لم يتم اتخاذ قرار باستدعاء الاحتياط الا بعد مضي 15 يوما (27 تموز)، ووفقا لما كشفه تقرير فينوغراد لقد كانت القيادتان السياسية والعسكرية تضمران منذ بداية الحرب، عدم الدخول في عملية برية واسعة في جنوب لبنان، وحتى عندما اتخذ قرار استدعاء ثلاث فرق، كانت القيادتان تراهنان على ان لا تضطرا إلى استخدامها، ولكن الفشل المتوالي لقواتهم واستمرار قصف العمق الإسرائيلي، أجبرهم على اتخاذ قرار بعملية برية واسعة ألحقت بهم خسائر فادحة.
وبعيدا عن المقارنة بين الحربين، يبدو ان لبنان وتحديدا حزب الله حاضر بقوة في حسابات واعتبارات قادة العدو، ويظهر ذلك من خلال التحذير الذي وجهه رئيس الحكومة ايهود اولمرت، بصورة غير مباشرة، عندما تحدث عن قلق وخشية اسرائيليين، من اشتعال الحدود الشمالية مع لبنان، على خلفية ما يجري في قطاع غزة، وحذر اولمرت "أي جهة، تظن ان اسرائيل التي تقاتل في الجنوب، لن تكون ملتفتة لما يحصل في الحلبات الاخرى"، مشددا على ان اسرائيل "لن تتردد بالرد على أي هجوم يُشن ضدها".
وفي هذا السياق حرص الجيش على الاعلان عن حالة الاستنفار شمالاً، لكنه امتنع عن استدعاء قوات إضافية الى الحدود"، برغم أن "التقدير في تل أبيب يرى بأن حزب الله لن يقدم على إشعال الجبهة" الشمالية.
وفي هذا السياق لم يستبعد المراسلون العسكريون الإسرائيليون اقدام حزب الله وايران على تنفيذ عمليات ضد اهداف اسرائيلية ويهودية في الخارج، من دون ترك بصمات دالة على من قام بتنفيذها.
2008-12-29