ارشيف من :أخبار عالمية

ما يحدث في غزة هو مجزرة لإبادة شعب بأكمله..بدأت بالحصار

ما يحدث في غزة هو مجزرة لإبادة شعب بأكمله..بدأت بالحصار
دمشق ـ راضي محسن
أدان علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي في سورية العدوان الإسرائيلي الوحشي على أهلنا في قطاع غزة الأسير والمحاصر.
وفي هذه الأثناء، شهدت مدينة حلب (شمال سورية) مظاهرة جماهيرية حاشدة تضامناًَ مع الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة واستنكارا للعدوان الارهابى الغاشم الذى تشنه قوات الاحتلال الاسرائيلى على القطاع.
واستنكر العلماء ورجال الدين في بيان لهم نشرته وكالة الأنباء السورية سانا الصمت العربي والتواطؤ الدولي إزاء أعمال القتل والتدمير التي طالت كل ركن من أرض غزة في حرب عدوانية صهيونية همجية لم يشهد مثلها التاريخ تستهدف النساء والأطفال والشيوخ وتدمر المساجد والمدارس والجامعات وتطول حتى الحجر والشجر.
وطالب العلماء الامتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي باستخدام جميع الوسائل المتاحة للضغط على إسرائيل لوقف هذا العدوان بشكل فوري.
وأكد البيان أن ما يحدث في غزة هو مجزرة لإبادة شعب بأكمله وبدأت بالحصار والتجويع والإرهاب وانتهت باستباحة الأرض والإنسان.
وقال البيان إن العدو الصهيوني الذي يحشد كل طاقاته الهمجية العسكرية براً وجواً وبحراً في حرب مفتوحة في محاولة لاخضاع قطاع غزة وفرض شروطه عليه لن يحصد إلا الندم والخذلان ولن تضعف مقاومة شعب ينشد الحرية والأمن والسلام.
ونوه البيان بموقف سورية الداعي لتوحيد الصف العربي والإسلامي على الساحة الدولية ولاتخاذ كافة التدابير للحيلولة دون إمعان الكيان الصهيوني في تكريس احتلاله وأقلها قطع العلاقات والتعاون مع هذا الكيان وطرد السفراء الصهاينة من العواصم العربية.
وكان وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد والمفتي العام لسورية سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون والمعاون البطريركي لبطريركية الروم الأرثوذكس المطران لوقا الخوري أكدوا في الاجتماع الذي تلي فيه البيان أن سورية ستبقى حاملة لمشعل المقاومة والصمود والثبات وأن العدوان على غزة لن يحقق أهدافه.
ودعوا الأمة العربية والإسلامية لبذل المزيد من اجل دعم صمود أهالي غزة وطالبوا العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإيقاف عدوانها الهمجي مؤكدين حتمية انتصار شعبنا على العدوان.
وأكد المفتي حسون أن العدوان الهمجي الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الآمنين والأبرياء في قطاع غزة هو تنفيذ لمخطط أميركي إسرائيلي يهدف إلى قتل روح المقاومة في نفوس أبناء الأمتين العربية والإسلامية.
وأوضح في تصريح لسانا أن صمود الشعب الفلسطيني بكل فصائله وقواه الوطنية سيحبط هذا المخطط الهادف الى جعل قطاع غزة ارضا محروقة وسيزيد الفلسطينيين عزيمة وإصراراً على المقاومة وتقديم التضحيات حتى انتزاع الحقوق الوطنية المشروعة كافة.
ودعا سماحة المفتي العام لسورية المجتمع الدولي إلى بذل الجهود لوضع حد للعربدة الإسرائيلية وإجبار قوات الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانها الهمجي والمذبحة التي تنفذها ضد الفلسطينيين في غزة.
كما استنكر رؤساء الكنائس المسيحية في حمص (وسط البلاد) العدوان الوحشي الإجرامي الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة مشيرين إلى أن هذه المجازر الدموية البشعة التي يشنها العدو الإسرائيلي لا نجد لها مثيلاً في التاريخ البشري.
وناشد رؤساء الكناس المسيحية في بيان لهم العالم بأجمعه وكل الضمائر الإنسانية وخاصة الضمير العربي والمنظمات العالمية الحقوقية الإنسانية والدينية ومجلس الأمن الدولي للعمل والتدخل الفوري لوقف هذا العدوان الهمجي مؤكدين أن هذا العدوان يشكل خرقاً فاضحاً لحقوق الإنسان ولجميع الأعراف والقوانين الدولية ويتنافى مع تعاليم الأديان السماوية.
من جانبه أكد شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز سماحة الشيخ حسين جربوع أن ما يجري في قطاع غزة يمثل أعلى درجات الإرهاب ويعيد إلى الأذهان السجل الإجرامي الأسود للصهاينة الملطخ بالقتل والمذابح التي اقترفتها العصابات الصهيونية من دير ياسين إلى صبرا وشاتيلا وقانا وسواها من المجازر التي ارتكبت بحق الشعب العربي في فلسطين ولبنان.
وأشار الشيخ جربوع في تصريحات له إلى أن العدوان المتواصل على أهلنا في غزة يشكل محرقة صهيونية جديدة بحق الشعب العربي الفلسطيني من قبل إسرائيل التي أدمنت اقتراف جرائم الحرب موضحا ان ما يحدث يمثل جريمة نكراء ضد الإنسانية وعدواناً سافراً بحق كل الشرائع والأعراف الدولية.
وأكد الشيخ جربوع أن العدوان الاسرائيلي الارهابي هو محاولة يائسة لكسر إرادة المقاومة الوطنية الفلسطينية وفرض الاستسلام على الفلسطينيين معربا عن استغرابه لتنفيذ قوات الاحتلال الاسرائيلي تلك المجازر على مرأى ومسمع العالم أجمع دون صدور اي قرار عن مجلس الامن يدينها ويردعها عن جرائمها في ظل تشجيع وتواطؤ امريكي وغربي وصمت عربي.
ودعا الشيخ جربوع الدول العربية إلى المزيد من التضامن والوقوف صفاً واحداً مع الشعب العربي الفلسطيني في خندق الصمود والممانعة والمقاومة لمواجهة كل المؤامرات والاعتداءات التي تستهدف الأرض والبشر والحجر متضرعا إلى الله عز وجل أن يفك كرب أهل غزة ويعم السلام أرجاء المنطقة.
وفي حلب، عبرت جماهيرها بمختلف فعالياتها السياسية والشعبية والاقتصادية والدينية والاجتماعية عن غضبها واستنكارها لحرب الابادة المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلية بحق ابناء الشعب العربي الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة الصامد.
ونددت الجماهير التي احتشدت منذ الصباح في ساحة سعد الله الجابري بالصمت العربي والتواطوء الدولي ازاء هذه الجرائم الوحشية التي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية ارتكابها بحق النساء والأطفال والشيوخ الأمنين والتي طالت المساجد والمدارس والحياء السكنية.
وناشدت جماهير حلب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والانسانية والأمم المتحدة للعمل فوراً على وقف هذا العدوان الهمجي وإدانته كونه يمثل خرقاً صارخاً لحقوق الإنسان والأعراف والقوانين الدولية.
وطالبت باتخاذ موقف عربي موحد لوقف العدوان وكسر الحصار وتقديم الدعم المادي والمعنوي لأبناء الشعب العربي الفلسطيني المحاصر في غزة وفتح المعابر لايصال الدواء والغذاء لهم.
وكانت المظاهرة انطلقت من محاور المدينة لتتجمع في ساحتها الرئيسية وهي تحمل الأعلام الوطنية والفلسطينية واللافتات التي كتبت عليها عبارات التنديد والاستنكار لهذه الأعمال الاجرامية والمجازر البشعة التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل.
وأكدت اللافتات وقوف شعبنا بكل اطيافه وشرائحه إلى جانب الشعب الفلسطيني المقاوم والصامد في قطاع غزة ضد الارهاب الصهيوني المتواصل الذي لم يوفر البشر والشجر والحجر.
وطالب المشاركون في المسيرة الذين احرقوا الأعلام الإسرائيلية الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل بقطع علاقاتها وطرد السفراء الإسرائيليين ودعوا السلطة الفلسطينية إلى وقف المفاوضات مع الكيان الصهيوني وعودة الحوار الوطني الفلسطيني.
وندد المطران هيلاريون كبوجي مطران القدس في المنفى في تصريح لوكالة الأنباء السورية سانا بالجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة وقال اننا نشاطر أبناء غزة المحاصرة معاناتهم ونؤيدهم وليتنا بينهم نكافح معهم ونجاهد فنحن أصحاب حق في تقرير مصيرنا وإقامة دولتنا المستقلة الحرة .. واننا بارادة الله عائدون.
وقال نائب رئيس مجلس الشعب (البرلمان) رضوان حبيب في تصريح مماثل انه لايمكن الوصول إلى حقوقنا الا بالمقاومة وانه آن الأوان لعدم استجداء المحافل الدولية التي يسيطر عليها الصهاينة مطالبا بفك الحصار المفروض على غزة والغاء التطبيع وطرد السفراء من الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل.
وقال الدكتور أحمد قدور مدير أوقاف حلب إن جماهير حلب ترجمت في مظاهرة اليوم الشعور الحقيقي والانساني والقومي والديني تجاه مايجري في غزة وهي تعبير عن التضامن العفوي والصادق مع أبناء الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة ومحرقة حقيقية على ايدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.
2008-12-30