ارشيف من :أخبار لبنانية

لبنان يحيي ذكرى عاشوراء وقلبه على غزة المقاومة:عاشوراء مدرسة الأحرار في مواجهة الطواغيت

لبنان يحيي ذكرى عاشوراء وقلبه على غزة المقاومة:عاشوراء مدرسة الأحرار في مواجهة الطواغيت
تحضر ذكرى عاشوراء هذا العام في لبنان محملة بمعاني التضحية والوفاء لسيد الشهداء الامام الحسين (ع)، وأهل بيته وأصحابه الذين وقفوا في وجه الظلم واستشهدوا على مذبح الحرية ليقدموا للأمة هذه المدرسة الكربلائية الخالدة، وأبرز عبرها انتصار الدم على السيف.
ومع العدوان الوحشي الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يتحول الإحياء الكبير للمناسبة في لبنان الى مشهد للتضامن الشعبي والموقف الصارخ في وجه آلة الحرب الصهيونية ومن يغطيها ويدعمها، وللتأكيد على خيار المقاومة في وجه كل الظالمين الذين ينتسبون الى مدرسة الاجرام والطواغيت من فرعون الى يزيد الى الصهاينة وقادتهم.
وخلال المجالس التي يحييها حزب الله وسائر الجمعيات الدينية والأهلية على امتداد المناطق اللبنانية فان خطباء المنبر الحسيني كما الشخصيات السياسية التي تتحدث بالمناسبة،ركزت كلماتهم على استلهام عبر المناسبة للتأكيد أن الانتصار في النهاية هو حليف المظلومين، وأن الصهاينة مهما استكبروا فانهم لن يستطيعوا أن يكسروا شوكة المقاومة المتجذرة في نفوس الأمة، وأن التضحيات التي قدمها الشعب اللبناني خلال سنوات مقاومته لا سيما في مواجهة عدوان تموز/ يوليو 2006 والتي قدمها الشعب الفلسطيني خلال عقود من مقاومته للاحتلال ويقدمها اليوم في مواجهة نار العدوان، فانها ستعود بالنصر والعزة للأمة، وستكتب بالدم الطاهر الهزيمة المدوية للعدو الصهيوني وكل الطواغيت.
مجالس العزاء والسيرة الحسينية تقام منذ الأول من محرم في الحسينيات والمساجد والمراكز الثقافية كما في الخيم والسرادق المخصصة للمناسبة، وأبرزها المجلس المركزي الذي يقيمه حزب الله برعاية الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الذي تحدث في الليلة الأولى مركزاً في كلمته على الوضع الذي يشهده قطاع غزة، بينما تحدث في الليلة الثانية نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، وفي الليلة الثالثة رئيس المجلس التنفيذي سماحة السيد هاشم صفي الدين بحضور شخصيات سياسية وعلمائية وفعاليات اجتماعية وحشد جماهيري كبير.
وتقام المجالس العاشورائية في بيروت والضاحية الجنوبية في مختلف الحسينيات والمساجد، وأقيمت خيم خصصت للمناسبة كما رفعت على الطرقات لوحات اعلانية كبيرة حملت الشعار المخصص للذكرى هذا العام (كونوا أحراراً..) استلهاماً من حركة سيد الشهداء (ع) في مواجهة الطاغية يزيد.
البقاع
وبدأ حزب الله باحياء المناسبة في منطقة البقاع بسلسلة من المجالس المركزية والفرعية التي انطلقت عصر ومساء الإثنين في مختلف المدن والبلدات والقرى البقاعية بعدما استكملت التحضيرات اللازمة لإحياء المناسبة الأليمة، فانتشرت بكثافة الرايات واللافتات السوداء التي تحمل العبارات والشعارات الحسينية لا سيما شعار هذا العام "كونوا أحراراً"، إضافة الى رايات حزب الله.
مسؤول القسم الإعلامي لحزب الله في البقاع الحاج أحمد ريا أوضح "أن القسم وزع أكثر من 120 ألف قطعة إعلامية عاشورائية على الطرقات الرئيسية والفرعية والمجالس في المنطقة ما بين رايات وبوسترات وموضوعات جلدية خاصة بالمناسبة، إضافة إلى 50 (بانو) على امتداد منطقة البقاع".
وقال"ريا": إن حزب الله ينظم نحو 135 مجلساً مركزياً وأبرزها المجلس المركزي الذي يقيمه الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان سماحة الشيخ محمد يزبك في مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين(ع) في بعلبك، كما يقيم مجالس مركزية في مجمع سيد الشهداء(ع) في الهرمل وحسينيات شمسطار – النبي شيت – تمنين التحتا – بدنايل – بوداي – طاريا – علي النهري – رياق – العين – البزالية ما بين الساعة الثالثة والنصف عصراً والسادسة مساءً، إضافة إلى عشرات المجالس الفرعية في مختلف المناطق البقاعية.
صور
بلدات الجنوب ولا سيما في منطقة صور التي تحضرت باكراً لإحياء مراسم عاشوراء وذكرى استشهاد الإمام الحسين تكللت بالسواد وزحفت بأبنائها الى المشاركة اليومية في المجالس الحسينية وفاءً لروح شهيد كربلاء.
وتقام مجالس العزاء في الخيم العاشورائية والحسينيات التي جهزت لاستقبال محبي أهل البيت، كما رفعت للمناسبة الرايات السود واللافتات التي تعبر عن الذكرى.
ولبست مدينة صور ثوب الحزن والحداد، وكل قلب فيها ينادي "يا أبا عبد الله"، كما جاء في إحدى اللافتات التي رفعت في الشارع الرئيسي فيها، وتستمر مجالس العزاء فيها عشرة أيام متتالية، ويتخللها تنظيم المسيرات الحسينية الليلية في الشوارع والساحات العامة، وإقامة مجالس العزاء في النوادي الحسينية والخيم الخاصة في هذه المناسبة.
وأنجز حزب الله الخيمة العاشورائية  الكبرى في قلب المدينة المعروف بشارع "باحة عاشوراء" عند الصوريين, هذه الباحة التي تتسع لنحو ألفي شخص تستقبل في كل عام في هذا الشهر الحرام جموع المواطنين الذي يخرجون لبيعة الإمام الحسين (ع) وخطه ونهجه.
ويحيي حزب الله المجلس الحسيني المركزي في هذه الباحة طوال أيام عاشوراء، الساعة الثالثة عصرا.
وثبّت عدد من الجمعيات الدينية والاجتماعية في صور بالتعاون مع الوحدة الإعلامية في حزب الله, مجسمات ضخمة على مفترقات الطرق الرئيسية وعدد من الأبنية مستمدة كلها من معاني عاشوراء، ورفعت الصور التي تجسد سيرة كربلاء وتلك الحقبة التاريخية.
وليس بعيدا عن هذا الموضوع تنظم التعبئة التربوية في منطقة الجنوب  عرضا لمسرحية بعنوان "يومنا والحسين", طيلة الأيام العشرة, تعرض فيها واقعة الطف واستشهاد الإمام الحسين انطلاقا من أعمال مجاهدي المقاومة وتضحياتهم, وتستمر عروضها حتى العاشر من محرم في سينما صور.
النبطية
مدينة الامام الحسين (ع) - النبطية هي لا تفوّت مناسبة لتأكيد ولائها للخط الحسيني المقاوم فكيف بمناسبة عاشوراء التي تبدو حاضرة وجلية في كل ملامح المدينة، وخصوصاً النادي الحسيني الذي تجلل بالوشاح الاسود كما سائر الشوارع والطرقات.
"كونوا احرار" هو العنوان التي تنطلق منه الذكرى هذا العام، عنوان يأمل القيمون عليه ان يحدث تغييراً ويكون الطريق نحو التحرر.
ولعاشوراء معاني كثيرة في تاريخ النبطية ومنطقتها لا سيما موقفها الاساسي في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، وأبرزه واقعة المواجهة الشهيرة التي عرفت بانتفاضة عاشوراء عام 1983.. وهو حدث يبقى ماثلا أمام أبناء المنطقة.
كما أن للمناسبة عادات كثيرة وطقوسا يقوم بها أهل المنطقة من ارتداء اللباس الأسود حزناً على سيد الشهداء وأهل بيته، وكشكل من أشكال الحداد، الى اعداد الولائم التي تقام على محبة اهل البيت ,اهمها طبق الهريسة واقامة مجالس العزاء في المنازل. ولليومين التاسع والعاشر اعمال خاصة، ففي التاسع يتم تنظيم مسيرة يشارك فيها الاهالي والجمعيات الاهلية والمحلية، اضافة الى الجمال والاحصنة التي تشارك في المسيرة، اما اليوم العاشر فيتم تجسيد الذكرى بمسرحية ضخمة في بيدر النبطية يشارك فيها كبار الممثلين.
فمن مدخل الجنوب الشمالي امتدادا على الطريق الساحلي وباتجاه مدينة الامام الحسين(ع) في النبطية رفعت الجداريات العملاقة واللافتات والطوليات التي تدعو الى الاقتداء بابي الاحرار.   
كما ثبتت بلدية النبطية مجسمات ضخمة على مفارق الطرقات الرئيسية وعلى الأبنية مستمدة كلها من معاني عاشوراء, ورفعت الصور التي تحكي سيرة كربلاء وتعيدنا الى تلك الحقبة التاريخية التي تعلمنا كيف نصنع النصر في اشد أوقات الظلم والاستبداد.
هذا وقد نظم القسم الاعلامي في حزب الله عملا مشهديا بعنوان "طريقي من كربلاء" يجسد واقعة الطف ويعتمد على فن الصوتيات والاضاءة، وتستمر العروض حتى اليوم الثاني عشر من محرم، ويقام المجلس المركزي لحزب الله في مدينة النبطية طوال ايام عاشوراء الساعة الثالثة عصرا في حسينية مدينة النبطية.
المصدر: بيروت (الانتقاد)، البقاع (غسان قانصوه)، صور (غنوة ملحم)، النبطية (عامر فرحات)
2008-12-31