ارشيف من :أخبار عالمية
زعيم الائتلاف العراقي في سامراء لتوجيه رسالة تآخ للعراقيين

بغداد ـ عادل الجبوري
أطلق زعيم الائتلاف العراقي الموحد ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عبد العزيز الحكيم رسالة مهمة من مدينة سامراء التي زارها يوم الاربعاء، الثاني من الشهر الجاري، انطوت على مؤشرات ودلالات عديدة، لعل من بينها التغير الكبير الذي طرأ على الوضع الامني في العراق خلال فترة العام ونصف العام الماضية، لا سيما بالنسبة للمناطق الساخنة التي كانت تعد مدينة سامراء وضواحيها من ابرزها.
والمؤشر الآخر، دعوة الى تفعيل وتسريع عمليات اعادة بناء وإعمار مرقد الامامين العسكريين، علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام.
والمؤشر الثالث والاهم، هو التأكيد على المكانة الرمزية والمعنوية والروحية والدينية العالية التي تتمتع بها مدينة سامراء بالنسبة لعموم أبناء العالم الإسلامي، وأتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام على وجه الخصوص.
هذه المؤشرات الثلاثة يكمل بعضها الاخر، لتشكل دافعا وحافزا لاعادة الاعتبار الى سامراء، بعد استهداف اعظم معلم ديني وتاريخي فيها ـ ألا وهو مرقد الامامين العسكريين ـ من قبل الجماعات التكفيرية مرتين، الاولى كانت في الثاني والعشرين من شهر شباط/ فبراير من العام 2006، اذ اقدمت الجماعات الارهابية المسلحة على زرع كميات كبيرة من المواد الشديدة الانفجار في مواضع مختلفة من مرقد الامامين، حيث تسبب انفجارها بتدمير اجزاء من المرقد الشريف، والعملية الارهابية الثانية، التي كانت مشابهة للعملية الاولى وقعت بعد حوالى عام واربعة شهور، وتحديدا في الثامن عشر من شهر حزيران/ يونيو من العام 2007.
ولا شك ان الاستهداف الاول لمرقد الامامين افرز حالة شد طائفي خطيرة للغاية كادت ان تعصف بميزة التماسك والانسجام والتآلف في المجتمع العراقي المؤلف بإطاره العام من اغلبية شيعية واقلية سنية كبيرة، الى جانب اقليات قومية ودينية ومذهبية اخرى، كالاكراد والتركمان والكلدواشوريين والشبك والصابئة المندائيين والايزيديين.
وعمليات القتل على الهوية والتهجير القسري، والاستهداف بطرق واشكال واساليب مختلفة، مثلت كلها مظاهر واضحة لذلك الشد الذي تسبب بوقوع عدد غير قليل من الضحايا من المدنيين الابرياء من مختلف مكونات المجتمع العراقي، وخصوصا الشيعة والسنة.
وقد ادركت المرجعيات الدينية من كلا الطرفين والقيادات والقوى السياسية منذ وقت مبكر خطر ذلك الشد الطائفي وتداعياته على مستقبل بلد مثل العراق، لذلك راحت تتحرك باتجاهات ومسارات مختلفة لاحتواء الازمة وتطويقها وكبح جماح العنف والعنف المضاد.
وكان للمرجعية الدينية في مدينة النجف الاشرف، متمثلة بالدرجة الاساس بآية الله العظمى السيد علي السيستاني، دور بارز ومؤثر وحاسم في تهدئة النفوس ولجم نزعات الثأر والانتقام، ومد جسور الثقة والتآزر والتعاون بين ابناء الدين الواحد والمجتمع الواحد.
والدور الذي اضطلعت به قوى وتيارات سياسية مختلفة من بينها المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وشركاؤه في الائتلاف العراقي الموحد، عبرت عن اقع الامر وعكست موقف المرجعية وتوجهاتها، وترجمت مساعيها لاصلاح الامور بأقل قدر من الخسائر، وتفويت الفرصة على الاطراف الساعية لإثارة الفتنة بين العراقيين.
ولعل زيارة السيد الحكيم لسامراء جاءت في هذا السياق، فبعدما نجح العراقيون بإفشال مخطط اثارة الفتنة فيما بينهم، واخماد نارها، كان لزاما ان تنطلق الخطوة الثانية، التي لا يمكن ان يكتمل المسير نحو الاهداف النهائية بدونها، والمتمثلة بإعادة اعمار مرقد الامامين العسكريين، التي بدأت فعليا قبل بضعة شهور، وعهدت لشركة تركية متخصصة، لكن الحكومة العراقية قامت بفسخ العقد معها بعد وقت قصير لاسباب فنية، واوكلت المهمة لشركات بناء عراقية متخصصة، وانجزت حتى الان قدرا لا بأس به من العمل المطلوب.
ويشير رئيس المجلس الاعلى للاعمار التابع لمجلس الوزراء العراقي الدكتور حق الحكيم الى "ان اعادة اعمار الروضة العسكرية في سامراء تنفذه حاليا ملاكات فنية هندسية عراقية بعد ان تم ابعاد الشركة التركية لتلكئها في التنفيذ، وانه تم انجاز المرحلة الاولى وقطع اشواط متقدمة من المرحلة الثانية.
ويذكر رئيس المجلس الاعلى للاعمار ان الحكومة صادقت ووفرت التخصيصات المالية المطلوبة لاستكمال مشروع اعادة الاعمار الذي من المتوقع ان يستغرق عاما او اكثر بقليل، وان الفريق الفني بدأ بإعداد الدراسات وتهيئة التصاميم لشباك المرقد والصندوقين الخشبيين المحيطين بالضريحين مع الابواب، الى جانب تهيئة الكاشي الكربلائي والحجر المطلي بالذهب الذي سيغلف بعض الجدران.
الى جانب ذلك فإن هناك حملة اعمار واسعة للمدينة تتزامن مع مشروع اعادة بناء واعمار مرقد الامامين العسكريين تشتمل على بناء عدة مدارس ومراكز صحية، واصلاح البنى التحتية كشبكات الماء الصالح للشرب والصرف الصحي وخطوط نقل الطاقة الكهربائية.
ويتوقع ان يتم افتتاح المرقد الشريف لاداء الزيارة رسميا بعد الانتهاء بشكل كامل من بناء القبة الذي يمثل المرحلة الاخيرة من مشروع اعادة الاعمار في التاسع من شهر نيسان/ ابريل من العام المقبل، الذي يصادف مرور ستة اعوام على الاطاحة بنظام صدام.
الانتقاد/ العدد1278 ـ 4 تموز/ يوليو 2008
أطلق زعيم الائتلاف العراقي الموحد ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عبد العزيز الحكيم رسالة مهمة من مدينة سامراء التي زارها يوم الاربعاء، الثاني من الشهر الجاري، انطوت على مؤشرات ودلالات عديدة، لعل من بينها التغير الكبير الذي طرأ على الوضع الامني في العراق خلال فترة العام ونصف العام الماضية، لا سيما بالنسبة للمناطق الساخنة التي كانت تعد مدينة سامراء وضواحيها من ابرزها.
والمؤشر الآخر، دعوة الى تفعيل وتسريع عمليات اعادة بناء وإعمار مرقد الامامين العسكريين، علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام.
والمؤشر الثالث والاهم، هو التأكيد على المكانة الرمزية والمعنوية والروحية والدينية العالية التي تتمتع بها مدينة سامراء بالنسبة لعموم أبناء العالم الإسلامي، وأتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام على وجه الخصوص.
هذه المؤشرات الثلاثة يكمل بعضها الاخر، لتشكل دافعا وحافزا لاعادة الاعتبار الى سامراء، بعد استهداف اعظم معلم ديني وتاريخي فيها ـ ألا وهو مرقد الامامين العسكريين ـ من قبل الجماعات التكفيرية مرتين، الاولى كانت في الثاني والعشرين من شهر شباط/ فبراير من العام 2006، اذ اقدمت الجماعات الارهابية المسلحة على زرع كميات كبيرة من المواد الشديدة الانفجار في مواضع مختلفة من مرقد الامامين، حيث تسبب انفجارها بتدمير اجزاء من المرقد الشريف، والعملية الارهابية الثانية، التي كانت مشابهة للعملية الاولى وقعت بعد حوالى عام واربعة شهور، وتحديدا في الثامن عشر من شهر حزيران/ يونيو من العام 2007.
ولا شك ان الاستهداف الاول لمرقد الامامين افرز حالة شد طائفي خطيرة للغاية كادت ان تعصف بميزة التماسك والانسجام والتآلف في المجتمع العراقي المؤلف بإطاره العام من اغلبية شيعية واقلية سنية كبيرة، الى جانب اقليات قومية ودينية ومذهبية اخرى، كالاكراد والتركمان والكلدواشوريين والشبك والصابئة المندائيين والايزيديين.
وعمليات القتل على الهوية والتهجير القسري، والاستهداف بطرق واشكال واساليب مختلفة، مثلت كلها مظاهر واضحة لذلك الشد الذي تسبب بوقوع عدد غير قليل من الضحايا من المدنيين الابرياء من مختلف مكونات المجتمع العراقي، وخصوصا الشيعة والسنة.
وقد ادركت المرجعيات الدينية من كلا الطرفين والقيادات والقوى السياسية منذ وقت مبكر خطر ذلك الشد الطائفي وتداعياته على مستقبل بلد مثل العراق، لذلك راحت تتحرك باتجاهات ومسارات مختلفة لاحتواء الازمة وتطويقها وكبح جماح العنف والعنف المضاد.
وكان للمرجعية الدينية في مدينة النجف الاشرف، متمثلة بالدرجة الاساس بآية الله العظمى السيد علي السيستاني، دور بارز ومؤثر وحاسم في تهدئة النفوس ولجم نزعات الثأر والانتقام، ومد جسور الثقة والتآزر والتعاون بين ابناء الدين الواحد والمجتمع الواحد.
والدور الذي اضطلعت به قوى وتيارات سياسية مختلفة من بينها المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وشركاؤه في الائتلاف العراقي الموحد، عبرت عن اقع الامر وعكست موقف المرجعية وتوجهاتها، وترجمت مساعيها لاصلاح الامور بأقل قدر من الخسائر، وتفويت الفرصة على الاطراف الساعية لإثارة الفتنة بين العراقيين.
ولعل زيارة السيد الحكيم لسامراء جاءت في هذا السياق، فبعدما نجح العراقيون بإفشال مخطط اثارة الفتنة فيما بينهم، واخماد نارها، كان لزاما ان تنطلق الخطوة الثانية، التي لا يمكن ان يكتمل المسير نحو الاهداف النهائية بدونها، والمتمثلة بإعادة اعمار مرقد الامامين العسكريين، التي بدأت فعليا قبل بضعة شهور، وعهدت لشركة تركية متخصصة، لكن الحكومة العراقية قامت بفسخ العقد معها بعد وقت قصير لاسباب فنية، واوكلت المهمة لشركات بناء عراقية متخصصة، وانجزت حتى الان قدرا لا بأس به من العمل المطلوب.
ويشير رئيس المجلس الاعلى للاعمار التابع لمجلس الوزراء العراقي الدكتور حق الحكيم الى "ان اعادة اعمار الروضة العسكرية في سامراء تنفذه حاليا ملاكات فنية هندسية عراقية بعد ان تم ابعاد الشركة التركية لتلكئها في التنفيذ، وانه تم انجاز المرحلة الاولى وقطع اشواط متقدمة من المرحلة الثانية.
ويذكر رئيس المجلس الاعلى للاعمار ان الحكومة صادقت ووفرت التخصيصات المالية المطلوبة لاستكمال مشروع اعادة الاعمار الذي من المتوقع ان يستغرق عاما او اكثر بقليل، وان الفريق الفني بدأ بإعداد الدراسات وتهيئة التصاميم لشباك المرقد والصندوقين الخشبيين المحيطين بالضريحين مع الابواب، الى جانب تهيئة الكاشي الكربلائي والحجر المطلي بالذهب الذي سيغلف بعض الجدران.
الى جانب ذلك فإن هناك حملة اعمار واسعة للمدينة تتزامن مع مشروع اعادة بناء واعمار مرقد الامامين العسكريين تشتمل على بناء عدة مدارس ومراكز صحية، واصلاح البنى التحتية كشبكات الماء الصالح للشرب والصرف الصحي وخطوط نقل الطاقة الكهربائية.
ويتوقع ان يتم افتتاح المرقد الشريف لاداء الزيارة رسميا بعد الانتهاء بشكل كامل من بناء القبة الذي يمثل المرحلة الاخيرة من مشروع اعادة الاعمار في التاسع من شهر نيسان/ ابريل من العام المقبل، الذي يصادف مرور ستة اعوام على الاطاحة بنظام صدام.
الانتقاد/ العدد1278 ـ 4 تموز/ يوليو 2008