ارشيف من :أخبار لبنانية
خاص الانتقاد.نت: البرلمانيون العرب يحملون الامة مسؤولية انقاذ غزة

صور ـ غنوة ملحم
بعد استقبالها منذ يومين مركب "الكرامة " لنصرة غزة, استقبلت مدينة صور مجددا مؤتمر البرلمانات العربية الرابع عشر والاستثنائي لدعم ونصرة الشعب الفلسطيني, للبحث في تطورات الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة .
المناسبة تأتي من ضمن فعاليات التضامن العربي الرسمي ازاء ما تتعرض له غزة من سفك للدماء والاعراض, وليس مفاجأ المكان الذي عقد فيه المؤتمر في جنوب لبنان وتحديدا في صور احدى قلاع الجنوب الصامد, الذي يستمد منها العون على المواصلة والاستمرار لمجابهة نفس العدو الذي يمطر اهلنا في فلسطين بحمم الموت والدمار في غزة المقاومة والتضحيات.
الاجتماع بدأعند الحادية عشرة من صباح اليوم بمشاركة 17 دولةعربية هي: لبنان, سوريا, الاردن, فلسطين, العراق, مصر, الكويت, البحرين, قطر, السودان,الجزائر، المغرب, تونس, اليمن, الامارات العربية المتحدة, سلطنة عمان, موريتانيا.. في ظل غياب سعودي كامل.
كما شارك في المؤتمر رؤوساء المجالس والحكومات اللبنانية السابقون والوزراء وأعضاء المجلس النيابي وسفراء الدول العربية والاسلامية في لبنان, واللافت في هذا المؤتمر حضور واسع لممثلي المجالس البلدية لقرى الجنوب اضافة الى مؤسسات المجتمع المدني في صور.
الرئيس بري
واعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في كلمة القاها في مستهل المؤتمر ان "هذه الحرب الاسرائيلية ليست محدودة بغزة ولا باقتلاع سلطة حركة حماس انها حرب فلسطين الثالثة لاستكمال ترانسفير عرب فلسطين", وأكد ان اسرائيل تريد عبر هجومها على غزة "القضاء على مشروع الممانعة والمقاومة بعدما سقط الجدار النفسي بين العرب واسرائيل" مطالبا جميع البرلمانيين العرب "بدعم المقاومة الفلسطينية ومشروع المقاومة في لبنان لاثبات عجز القوة الاسرائيلية عن كسر ارادة شعوبنا".
ودعا بري الدول العربية الى الزام اسرائيل بوقف اطلاق النار كما دعا الى قطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل وعقد قمة عربية عاجلة وقمة إسلامية عاجلة.
وقال "ان الوصول الى هذا الامر يستدعي موقفا عربيا موحدا على مستوى سلطة القرار العربي ممثلا بالقمة العربية...كما يستدعي عقد قمة اسلامية عاجلة واستنفار عناصر الشراكة الاوروبية والاسيوية لمساندة المواقف العربية".وطالب "بوقف العدوان على شعبنا فورا ورفع الحصار عنه وفتح المعابر جميعها بما في ذلك معبر رفح...واعتبار المناطق الفلسطينية وخصوصا قطاع غزة مناطق منكوبة وانشاء صندوق عربي ودولي لاعمارها."
واستعرض بري بعضا من الممارسات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية متسائلا "ماذا يحرك العرب اكثر من ذلك.."
وقال "هذه الحرب تتجاوز اهدافها اجراء انتخابات الكنيست (البرلمان الاسرائيلي)...حيث ان قادة الاحزاب الاسرائيلية كلهم شركاء في هذا القرار...وبرأيي وبحكم خبرتي فان هذه الحرب الاسرائيلية ليست محدودة بغزة ولا باقتلاع سلطة حماس انها حرب فلسطين الثالثة لاستكمال ترانسفير عرب فلسطين.
"هذه الحرب تتجاوز في اهدافها وابعادها فلسطين الى لبنان وسوريا والجوار الاقليمي اذا تمكنت اسرائيل من توفير الشروط الاقليمية والدولية لتوسيعها وصولا الى القضاء على مشروع المقاومة".
العطية
من جهته اعتبر النائب الاول لرئيس مجلس النواب العراقي الشيخ خالد العطية الذي القى كلمة رئاسة الاتحاد البرلماني العربي ان الشعب الفلسطيني تحول الى وقود لخدمة التنافس الانتخابي بين القادة الاسرائيليين الذين يهدفون من خلال عدوانهم الى استقطاب الاصوات قبل بدء الانتخابات.
ودعا العطية الى ضرورة تعزيز التضامن العربي والعمل المشترك بين المنظمات وذلك عبر المؤسسات التشريعية الداعمة لحق الفلسطينيين في بلد امن ومطمئن والعمل على اخراج القضية الفلسطينية من النفق المظلم من خلال تبني المواقف المناسبة.
واكد اهمية الدعوة للوقف السريع لاطلاق النار والعمليات العسكرية داعيا الفرقاء الفلسطينيين الى تجاوز خلافاتهم التي تهدد مصير وطنهم.
ودعا الى "التوجه الى الاسرة الدولية للتدخل عاجلا لوقف هذا العدوان بان نطالب هذا المجتمع بتحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث وضرورة محاسبة الكيان الاسرائيلي دوليا بموجب المعاهدات المتعلقة بجرائم الحرب والابادة ".
الطاهر
من ناحيته قال رئيس المجلس الوطني السوداني احمد ابراهيم الطاهر في كلمته ان احداث الاعتداء الوحشي المجرم على شعب فلسطين في غزة ليس الا نقطة في بحر الجريمة المنظمة ضد الشعوب العربية جميعا. وقال ان "الذي يفصل ويفرق بين ما يجري في غزة وما يجري في لبنان وفي السودان والصومال والعراق وغيرها لا يدرك ابعاد الخطر القادم نحونا" معتبرا ان " مصدر الخطر واحد والعدو الذي يخطط واحد والخطة المنفذة خطة جامعة تنتظم جميع دولنا ولا يسلم منا بلد". واكد الطاهر اهمية ابلاغ المجتمع الدولي انه لم يعد مقبولا ازدواج المعايير بان تدلل اسرائيل وهي ترتكب الجريمة الانسانية بعد الجريمة امام اعين المجتمع الدولي.
وعقب ذلك عقدت جلسة مغلقة حيث يناقش المؤتمرون البيان الختامي والمقررات .
وكان لافتا في هذا المؤتمر حضور العديد من الجمعيات التي تعنى بحقوق الانسان والمعوقين الفلسطينيين الى باحة مبنى المؤتمر حيث عبروا عن حزنهم لما يجري في غزة من قتل وتنكيل بالشعب الفلسطيني على ايدي الجنود الاسرائيليين.
ووزعت في المؤتمر بعض المنشورات التي تتحدث عن خلفية الاستيطان الاسرائيلي حيث جاء فيها:
ـ بلغ عدد المستوطنين الاسرائيليين منذ عام 1967 حتى اليوم حوالي 380 الف مستوطن يحملون الجنسية الاسرائيلية في مستوطنات الضفة الغربية وشرقي القدس.
ولفتت المنشورات الى انه ما بين عام 2002 و2006 قامت اسرائيل ببناء 25656 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية.
وصاحب اعمال المؤتمر معرض لصور مجازر ارتكبتها "اسرائيل" ابان اعتداءتها على لبنان.
مواقف
وعلى هامش المؤتمر تحدث عضو مجلس الامة الكويتي لـ"الانتقاد نت", وأكد "أننا هنا اليوم للتشديد على الدعم الكويتي لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة واصفا ما تقوم به اسرائيل في غزة بانه "عمل أخرق".
وقال ان إنعقاد المؤتمر في جنوب لبنان لنصرة الشعب الفلسطيني " هو واجب وليس منة" مضيفاً "اتى دور الشعوب العربية لتتحرك بقوة وان تحدد مسارات معينة".
وحث الحكومات العربية على ان "تتبنى قرارات ذات اهمية بالغة لنصرة اخواتنا في فلسطين وخاصة في غزة".
وقال "كان يجب على المجتمع الدولي وخصوصا منظمة الامم المتحدة ان تقوم بدور منذ بداية الحرب التي بدات من طرف واحد ضد شعب اعزل وضد اطفال ونساء لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم الا من خلال الدعوات لله عز وجل بان يحفظهم".
وطالب رجا حجيلان المطيري الامتين العربية والاسلامية بتوحيد جهودها وصفوفها على كافة المستويات "لوقف المجزرة الاسرائيلية وان يكون هناك عون للشعب الفلسطيني في المجال الصحي والغذائي وفي كافة المجالات التي يحتاجونها."
الجمال
وقال رئيس الوفد المصري اللواء سعد الجمال لـ"الانتقاد.نت: "ان مجلس الامن الذي يرسل قوات لحماية الناس اولى به ان يرسل قوات لحماية هذا الشعب من البطش" معتبرا ان "هناك كارثة وفاجعة بحق الشعب الفلسطيني". وعن اتهام السلطات المصرية باغلاق معبر رفح بين مصر وقطاع غزة قال الجمال "لا يمكن ان يقال ان مصر اغلقت هذا المعبر او ذاك. مصر فتحت المعبر امام الجرحى والمصابين والمساعدات".
الظاهري
اما رئيس الوفد الاماراتي سعادة الظاهري فقد شدد وعبر "الانتقاد.نت" ان "المؤتمر جاء في الوقت والمكان المناسبين معربا عن امله في ان يتخذ المؤتمرون قرارات تعبر عن امال وطموحات الشعوب العربية وان تاخذ طريقها الى التنفيذ خصوصا في مجال نصرة اهل غزة ورفع الظلم عنهم" ,
واشار الى الاوضاع الصعبة التي تعيشها المنطقة العربية مشددا في هذا المضمار على التكاتف والتعاون في ما بين الدول والشعوب العربية ونبذ الانقسامات والخلافات.
واكد ان الهدف من المؤتمرات البرلمانية والحكومية والقمم العربية في ظل ما يجري في غزة " هو جمع الفرقاء والاشقاء على طاولة واحدة لانهم كلهم مستهدفون من العدو الاسرائيلي وهدفنا الاساسي هو تحقيق طموح الشعب الفلسطيني وهذا لا يتم الا من خلال الوحدة".
على هامش المؤتمر
من جهتها عبرت المؤسسات الدينية في صورعن اهمية انعقاد هذا المؤتمر, وكان رئيس المحاكم الكاثوليكية العليا المطران يوحنا حداد قد أكد لـ"الانتقاد نت": "ان هذا المؤتمر هو عربون وفاء للشعب الفلسطيني البطل الذي يقاوم آلة الدمار الصهيونية التي تذبح أطفال فلسطين وتقتل نساءها ورجالها أمام مرأى العالم ، ونحن نؤكد ان اسرائيل دولة عنصرية معتدية وعلينا الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني البطل".اما
مطران صور للطائفة المارونية المطران نبيل شكر الله الحاج اعتبر "ان صور كمدينة لبنانية تذخر بالعيش المشترك بين رسالات الرب تحتضن اليوم هذا المؤتمر الداعم لفلسطين حيث الجريمة النكراء ترتكب من قبل اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني المحاصر وان الله أعطى للناس حق العيش بسلام وطمأنينة ورخاء لكن الحرب الدائرة في فلسطين تحرم أطفال فلسطين من هذا العيش الآمن".
وفي ختام المؤتمر دعا الاتحاد البرلماني العربي، الى الإسراع في عقد قمة عربية طارئة لاتخاذ موقف عربي موحد ومسؤول من العدوان على غزة. ورحب بموافقة الفصائل الفلسطينية في لبنان تولي رئاسة الاتحاد البرلماني العربي ورئاسة مجلس النواب اللبناني رعاية حوار فلسطيني - فلسطيني لتوحيد الصف في مواجهة التحديات والاخطار.
وطالب بوقف كل أشكال المفاوضات العربية ـ الاسرائيلية حتى لا تتخذ غطاء لتبرير العدوان واستمراره. وقرر إنشاء صندوق شعبي في رئاسة الاتحاد بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية لجمع التبرعات لصالح المشاريع التي تخدم مصالح الشعب الفلسطيني، كما قرر إجراء اتصالات بالبرلمانات الدولية والاسلامية والفرانكوفونية والاورومتوسطية، لممارسة الضغوط على اسرائيل لوقف حربها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني، وقرر ايضا إبقاء جلسة المؤتمر الاستثنائي مفتوحة لمتابعة التطورات.
اجتماع رسمي عربي جديد بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب البارحة عقد اليوم لنصرة غزة عله يخفف من وطأة ما تشهده هذه المدينة من ظلم وتدمير وقهر عل هذه المؤتمرات والاجتماعات تسهم ولو بقليل في خفض نزف الدم القائم في غزة.وليس اصدق تعبيرا عن واقع هذه الاجتماعات ما عبر عنه أحد المشاركين هنا في المؤتمر ويقول يا ليتهم اليوم والبارحة لم يخطبوا ولم يعتلوا المنابر بل كان عليهم ان يقولوا فقط "يا لله عا غزة يا عرب".
مقررات مؤتمر البرلمانيين العرب
1- يوجه (الاتحاد) تحية إكبار واعتزاز الى أبناء غزة الأشاوس الذين يواجهون آلة الحرب الاسرائيلية الشرسة ويتصدون لحرب الإبادة الصهيونية، المغطاة اميركيا على وجه الخصوص، بصمود الابطال وعزيمة المجاهدين الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن وطنهم وقضيتهم بكل بسالة وعبر إمكانات بدائية بسيطة لا تتناسب ابدا مع ما يملكه العدو الغادر من وسائل الفتك والتدمير، ويستمطر المؤتمر الرحمة والغفران على أرواح الشهداء الذين سقطوا، وما يزالون، في معركة الشرف والإباء، دفاعا عن الارض والمقدسات والثوابت الوطنية والحقوق المشروعة لشعبهم وأمتهم.
2- يدين المؤتمر بكل قوة وشدة العدوان الإجرامي الهمجي الذي تشنه قوات الاحتلال الصهيونية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ السابع والعشرين من كانون الاول (ديسمبر) 2008، والذي جاء بعد حصار طويل امتد شهورا قطعت فيه عن قطاع غزة كل وسائل الحياة من ماء وكهرباء وغذاء ودواء. ان هذا العدوان الذي ما يزال متواصلا، والذي تمطر فيه طائرات الحقد الصهيوني قطاع غزة، موتا ودمارا في مجزرة رهيبة وحرب إبادة لم يعرف العالم لها مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية، قد أدى حتى اليوم الى وقوع أكثر من خمسمائة شهيد وأكثر من ألفي جريح بينهم عشرات من الاطفال والنساء والشيوخ، كما أدى الى تدمير جميع المؤسسات الحكومية والبنية التحتية ومئات المباني السكنية والمرافق الحيوية وتحويل قطاع غزة بما فيها المستشفيات ودور العبادة، الى محرقة كبيرة.
3- ينوه المؤتمر بأن العدوان الصهيوني الغادر، وما يرافقه من قتل وتدمير وجرائم إبادة، يؤكد من جديد النزعة العدوانية التوسعية الحاقدة لاسرائيل، ويوضح بجلاء انها منذ قامت على العدوان في أواسط القرن الماضي ما زالت تعتمد العدوان، دون سواه، وسيلة لتحقيق أطماعها ومخططاتها المعادية للامة العربية وللشعب الفلسطيني بصورة خاصة، وانها بممارستها الدائمة للعدوان ورفضها تطبيق قرارات الشرعية الدولية وتحدياتها المستمرة لإرادة المجتمع الدولي قد اصبحت دولة مارقة، معادية للسلام، وان كل ادعاءاتها بالسعي الى السلام في المنطقة هي مجرد ذرائع تغطي بها أطماعها التوسعية.
ويؤكد المؤتمر ان العدوان الحالي على غزة يرمي الى تحقيق جملة من الأهداف القريبة والبعيدة التي تعمل اسرائيل ومؤيدوها وحماتها على تحقيقها منذ فترة طويلة، ومن أبرزها: كسر إرادة المقاومة والصمود لدى الشعب الفلسطيني وإرغامه على الرضوخ والاستسلام لمخططاتها التوسعية والعنصرية، والقبول بشروطها وبرنامجها لحل مسألة الصراع العربي - الاسرائيلي، القائم أساسا على إلغاء حق العودة، وعدم السماح بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وإبقاء الصراع الفلسطيني - الفلسطيني متأججا وتهيئة الاجواء لفرض إملاءاتها على البلدان العربية الاخرى في أية مفاوضات سلام محتملة في المستقبل، تمهيدا للتصفية الشاملة والنهائية للقضية الفلسطينية وفق الرؤية الصهيونية.
4- واذ يعرب عن اعتزازه وإشادته بالغضب الشعبي الذي أثاره العدوان الغادر لدى الجماهير العربية على امتداد الوطن العربي الكبير، وكذلك في العديد من مناطق العالم، والذي تجلى في المظاهرات والاعتصامات المنددة بالعدوان والداعية الى وقفه فورا.
5- ينوه المؤتمر بأن العدوان المتصاعد على قطاع غزة يضع المنطقة في أتون توتر شديد وصراع دموي بالغ الخطورة لا يمكن التنبؤ بمجرياته ونتائجه. ولهذا يعرب المؤتمر عن قلقه العميق واستغرابه الشديد للموقف الذي تتخذه بعض الدول الكبرى التي لها علاقة بالصراع الشرق أوسطي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية، والذي تجلى في صمتها عن اتخاذ موقف بناء يستنكر جرائم المعتدي ويسهم في ردعه عن عدوانه، وكذلك استهجن المؤتمر موقف مجلس الامن الدولي الذي ساوى بيانه بين الضحية والجلاد ودعا الطرفين الى وقف العنف. وهو موقف أقل ما يقال فيه انه موقف متهافت يشكل سكوتا عن الجريمة النكراء التي يمثلها العدوان وتغطية للمجرم الذي يتحدى بفعلته ميثاق الامم المتحدة وقراراتها وإرادة المجتمع الدولي، كمااعتاد دائما ان يفعل.
6- يؤكد المؤتمر ان العدوان الصهيوني الغادر على قطاع غزة والحصار الطويل الجائر الذي سبقه قد نفذا في ظروف عربية وفلسطينية بالغة السوء أحسنت اسرائيل استغلالها والاستفادة منها لتمرير عدوانها. فغياب التضامن العربي، والخلافات التي تفرق بين البلدان العربية وتحول دون اتفاقها على موقف عربي موحد حتى في القضايا المصيرية التي تواجهها، والتقوقع القطري لدى معظم البلدان العربية وضعف الاهتمام بالشأن القومي العام الذي يجمع بين جميع البلدان الناطقة بالضاد، فضلا عن الخلاف داخل الصف الفلسطيني الذي وصل الى حدود بالغة الخطورة عجزت معه الكثير من المحاولات والمساعي الحميدة عن التوصل الى حلول مناسبة له، كل ذلك، قد أسهم في تشجيع العدو الصهيوني على اقتراف جريمته النكراء في غزة، والتي من بين أهدافها تعميق الشرخ بين الفصائل الفلسطينية وجرها الى مواجهة في ما بينها.
7- يعرب المؤتمر عن قناعته الراسخة بان العدوان الغادر على قطاع غزة ليس موجها ضد منظمة حماس وحدها، كما تروج الدعاية الصهيونية وأبواقها، وكما يحاول مسؤولو الادارة الاميركية الراحلة التشدق به صبح مساء، ان هذا العدوان، كما تؤكد جميع المعطيات التي سبقته وترافقه، هو عدوان ضد الشعب الفلسطيني بأسره، في غزة والضفة الغربية، وحتى في الشتات. انه عدوان يستهدف الوجود الفلسطيني من خلال استهدافه إرادة الصمود والتمسك بالثوابت والحقوق الوطنية لدى جميع أبناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا، ويمتد هذا الاستهداف ليطال حتى الرأي العام الشعبي العربي والاسلامي المتضامن مع الشعب الفلسطيني والمؤيد لنضاله وحقوقه داخل كل بلد عربي من خلال زرع الرعب واليأس من جدوى المقاومة ومواجهته الغطرسة الاسرائيلية المتمادية.
8- يؤكد المؤتمر ان العدوان على غزة هو عدوان على الامة العربية بأسرها، وان التصدي له والحؤول دون بلوغه لأهدافه هو مهمة مناطة بجميع البلدان العربية، والمهمة الأساسية المطروحة أمام الأمة العربية، قيادات وحكومات وشعوبا في الظروف الراهنة، تتمثل بالدرجة الاولى بالعمل الجاد والسريع للوقف الفوري للعدوان الهمجي الذي يتعرض له شعبنا الصامد الصابر في قطاع غزة، ويرى المؤتمر أن تحقيق هذا الهدف، يتطلب القيام بإجراءات وتحركات سريعة ومتنوعة على المستويات كافة:
1- الإسراع بعقد قمة عربية طارئة، تتحمل المسؤولية لإتخاذ موقف عربي موحد ومسؤول من العدوان على غزة، ويؤسس لوضع إستراتيجية عربية واحد، لمواجهة العدوانية الإسرائيلية مستقبلا، كما يؤسس لتصفية الخلافات العربية وإحياء التضامن العربي، والمطالبة بعقد قمة إسلامية لدعم الشعب الفلسطيني.
2- وأد الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية، وحث الفصائل على الإرتقاء الى مستوى المسؤولية، ووضع الخلافات جانبا، والإتفاق على برنامج سريع للتحرك في مواجهة العدو المتربص بالجميع بكل الوسائل، والترحيب بموافقة الفصائل الفلسطينية في لبنان، تولي رئاسة الإتحاد البرلماني العربي ورئاسة مجلس النواب اللبناني، رعاية حوار فلسطيني - فلسطيني، لتوحيد الصف في مواجهة التحديات والأخطار.
3- العمل على كسر الحصار المفروض على غزة، وتزويد القطاع المنكوب بالمساعدات الغذائية والمحروقات والأدوية، وكل ما يحتاجه المواطنون هناك، ونقل أصحاب الحالات الحرجة الى المستشفيات العربية خارج القطاع، وتنظيم حملة إغاثة دولية، لمساعدة سكان القطاع على مواجهة تداعيات العدوان وآثاره.
4- وقف كل أشكال المفاوضات العربية - الإسرائيلية، حتى لا تتخذ غطاء لتبرير العدوان واستمراره، كما يطالب بوقف كل أشكال التطبيع مع إسرائيل.
5- القيام بتحرك عربي واسع على النطاق الحكومي والبرلماني والنقابي والشعبي، باتجاه المراكز المؤثرة في الرأي العام الدولي، لمارسة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها فورا.
6- تشكيل وفد برلماني من الإتحاد البرلماني العربي، يقوم بجولة على عواصم القرار في العالم، والإتصال مع المسؤولين فيها، وكذلك الإتصال بجميع المنظمات البرلمانية الإقليمية والدولية، وحثها على الضغط على إسرائيل من خلال حكومات بلدانها لإرغام إسرائيل على وقف العدوان فورا.
7- العمل من خلال الهيئات القانونية الدولية والإقليمية، على تشكيل محاكم دولية، لمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين، بوصفهم مجرمي حرب، يقومون علنا بإنتهاك حقوق الإنسان، وارتكاب المجازر في غزة، أمام سمع العالم وبصره.
8- العمل على وقف الإستيطان الإسرائلي فورا، وتفكيك جدار الفصل العنصري، وإطلاق سراح أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، وجميع المعتقلين الفلسطينيين الآخرين من السجون الإسرائيلية.
9- إنشاء صندوق شعبي في رئاسة الإتحاد البرلماني العربي، بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفسطينية لجمع التبرعات، لصالح المشروعات التي تخدم مصالح الشعب الفلسطيني.
10- إعتبار المناطق الفلسطينية، وخصوصا قطاع غزة، مناطق منكوبة، وإنشاء صندوق عربي دولي لإعمار وتمويل عدد من مشاريع التنمية الأساسية، التي تكفل إعادة إطلاق قوة العمل والإنتاج الفلسطينية، ومطالبة إسرائيل بدفع تعويضات مناسبة عن الأضرار التي لحقت بالفلسطينيين، من جراء الإحتلال والعدوان.
11- قيام رئاسة الإتحاد البرلماني العربي والأمانة العامة للاتحاد، بإجراء الإتصالات السريعة اللازمة، بالاتحادات والمنظمات البرلمانية الدولية والإسلامية والقارية والفرنكوفونية والأورو - متوسطية والصديقة، لممارسة الضغوط على إسرائيل، لوقف حربها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني.
12- يثمن المؤتمر التضامن الشعبي الواسع، مع نضال الشعب الفلسطيني في جميع البلدان العربية وفي العالم، ويدعو الى متابعة هذا التضامن وتعزيزه.
13- الطلب الى وسائل الإعلام العربية والإسلامية، حشد كل طاقاتها وإمكاناتها، لإيصال صوت الشعب الفلسطيني الى الرأي العام والمجتمع الدوليين.
14- أبقاء جلسة المؤتمر الإستثنائي مفتوحة، لمتابعة تطورات الوضع في المنطقة وإتخاذ الموقف المناسب".