ارشيف من :أخبار عالمية
تهديدات اسرائيلية بالجملة لإيران

كتب يحيى دبوق
تعتبر زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت، للمنشأة النووية في ديمونا، اخر الرسائل الاسرائيلية الاكثر دلالة في الموضوع النووي الايراني، على امل أن تفهمها ايران تهديدا، وتؤدي دورها في مراكمة ردع اسرائيلي يعاني الاسرائيليون من فقدانه قبالة الجمهورية الاسلامية.
سبق لاولمرت، في اطار رسائل مشابهة، أن التقى في الايام القليلة الماضية، "مخطط" ضربة سلاح الجو الاسرائيلي للمفاعل النووي العراقي في الثمانينات، وهي "رسالة" مشابهة تماما لما قام به اولمرت خلال زيارته الاخيرة لديمونا. اضافة الى رسائل مشابهة ايضا، اقدم عليها اولمرت في مقابلات صحفية مختلفة من الاونة الاخيرة.
من جهة الاعلام الاسرائيلي، كثف بدوره من "تحاليله" عن امكان اقدام اسرائيل على ضرب المنشآت النووية الايرانية، توازيا مع "التسريبات" الاميركية التي ملأت الاعلام الاميركي والمتضمنة لتواريخ محددة ستقدم اسرائيل خلالها على ضرب ايران. وبمفعول رجعي، استحضر المعلقون الاسرائيليون مناورة شرقي المتوسط، التي اجراها سلاح الجو الاسرائيلي بمعية الاميركيين، اضافة الى اليونان، لمحاكاة ضربة جوية استراتيجية، لمسافات كبيرة جدا تصل الى 1500 كليومترا، أي المسافة التي تفصل اسرائيل عن ايران.
في تحليل اسرائيلي لـ"الهجمة الاعلامية" الاسرائيلية المتجددة مؤخرا، اشارت مصادر امنية اسرائيلية، وصفت بأنها على علاقة بالاستخبارات العسكرية، انه "يوجد نقطة زمنية محددة في الموضوع النووي الايراني، يجب أن تشهد تحركا ما قبل الوصول اليها، ويتمثل هذا التحرك، أي اقناع ايران بأن الثمن الذي عليها أن تدفعه مقابل اصرارها على امتلاك قدرات نووية، هو ثمن كبير جدا".
منشأ الخشية الاسرائيلية أن هذه النقطة الزمنية والمقدرة في نهاية العام الحالي، هي نقطة فاصلة، تصل ايران عندها الى "المكانة النووية" الفعلية، بمعنى أن مفاعل نتانز سينتج كميات كافية من اليورانيوم تمكن طهران من انتاج اول قنبلة نووية، كما أن في نهاية العام الحالي ايضا، ينتهي الايرانيون من نشر شبكة صواريخ مضادة للطائرات متطورة جدا، اشتروها مؤخرا من روسيا، وهي صواريخ اس 20 القادرة على رصد وضرب اكثر الطائرات الحربية تطورا في العالم، والاكثر خشية لدى الاسرائيليين، أن الرئيس الاميركي جورج بوش سينهي ولايته مع انتهاء العام الحالي، ومن غير المعلوم إن كان الرئيس الاميركي الجديد سيواصل اسلوب سلفه.
يشير التحليل الاسرائيلي الى أن الادارة الاميركية الحالية غير قادرة بالفعل على التحرك عسكريا ضد ايران النووية، ما لم تكن هناك دوافع واضحة حتى وإن لم تكن مرتبطة بالمشروع النووي الايراني نفسه، كأن يجري ربط الضربة كسياق غير طبيعي للمجريات الميدانية في العراق، الا أن هذا التحرك يتطلب إعدادا خاصا، سواء على صعيد الرأي العام الاميركي المحلي، او على صعيد الاستعداد الميداني، وليس هناك من مؤشرات دالة على أن الاميركي في صدد القيام بشيء منه، اقله في المرحلة الحالية، ومع ضيق الوقت واقتراب الاستحقاق الرئاسي الاميركي، من المطلوب أن تتحرك اسرائيل لملأ الفراغ الحاصل في رسائل التهديد الموجهة الى ايران".
هل تقدم اسرائيل بالفعل على ضرب المنشآت النووية الايرانية؟ وهل هي قادرة بالفعل على القيام بذلك من ناحية عملية وعملياتية؟ هل يمكن أن تنفصل عن الادارة الاميركية لجهة القرار والتنفيذ؟ وهل القيادة الاسرائيلية قادرة بالفعل على امتصاص رد الفعل الايراني، ناهيك عن قدرة الاميركيين انفسهم على امتصاص ردود الفعل المتعلقة بهم، سواء في العراق او غيره من المواقع الاميركية؟ اسئلة تطرح في سياق الحديث الاسرائيلي المتجدد، لكن في نفس الوقت يمكن الاشارة الى أن القدرات الاسرائيلية نفسها لم تنتقل الى مكانة عملياتية افضل، نتيجة لقدراتها الذاتية او نتيجة لخصوصيات الاهداف المقدر ضربها في ايران، ما يشير الى امكانية التقدير وبمعقولية مرتفعة جدا، الى أن الحديث الاسرائيلي عن ضرب ايران هو حديث اكبر بكثير من مكوّناته الحقيقية، ولا يجد تفسيرا له الا في اطار فعل ما يمكن (كلاميا)، لعل ايران ترتدع.. وللحديث صلة.
الانتقاد/ العدد1278 ـ 4 تموز/ يوليو 2008
تعتبر زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت، للمنشأة النووية في ديمونا، اخر الرسائل الاسرائيلية الاكثر دلالة في الموضوع النووي الايراني، على امل أن تفهمها ايران تهديدا، وتؤدي دورها في مراكمة ردع اسرائيلي يعاني الاسرائيليون من فقدانه قبالة الجمهورية الاسلامية.
سبق لاولمرت، في اطار رسائل مشابهة، أن التقى في الايام القليلة الماضية، "مخطط" ضربة سلاح الجو الاسرائيلي للمفاعل النووي العراقي في الثمانينات، وهي "رسالة" مشابهة تماما لما قام به اولمرت خلال زيارته الاخيرة لديمونا. اضافة الى رسائل مشابهة ايضا، اقدم عليها اولمرت في مقابلات صحفية مختلفة من الاونة الاخيرة.
من جهة الاعلام الاسرائيلي، كثف بدوره من "تحاليله" عن امكان اقدام اسرائيل على ضرب المنشآت النووية الايرانية، توازيا مع "التسريبات" الاميركية التي ملأت الاعلام الاميركي والمتضمنة لتواريخ محددة ستقدم اسرائيل خلالها على ضرب ايران. وبمفعول رجعي، استحضر المعلقون الاسرائيليون مناورة شرقي المتوسط، التي اجراها سلاح الجو الاسرائيلي بمعية الاميركيين، اضافة الى اليونان، لمحاكاة ضربة جوية استراتيجية، لمسافات كبيرة جدا تصل الى 1500 كليومترا، أي المسافة التي تفصل اسرائيل عن ايران.
في تحليل اسرائيلي لـ"الهجمة الاعلامية" الاسرائيلية المتجددة مؤخرا، اشارت مصادر امنية اسرائيلية، وصفت بأنها على علاقة بالاستخبارات العسكرية، انه "يوجد نقطة زمنية محددة في الموضوع النووي الايراني، يجب أن تشهد تحركا ما قبل الوصول اليها، ويتمثل هذا التحرك، أي اقناع ايران بأن الثمن الذي عليها أن تدفعه مقابل اصرارها على امتلاك قدرات نووية، هو ثمن كبير جدا".
منشأ الخشية الاسرائيلية أن هذه النقطة الزمنية والمقدرة في نهاية العام الحالي، هي نقطة فاصلة، تصل ايران عندها الى "المكانة النووية" الفعلية، بمعنى أن مفاعل نتانز سينتج كميات كافية من اليورانيوم تمكن طهران من انتاج اول قنبلة نووية، كما أن في نهاية العام الحالي ايضا، ينتهي الايرانيون من نشر شبكة صواريخ مضادة للطائرات متطورة جدا، اشتروها مؤخرا من روسيا، وهي صواريخ اس 20 القادرة على رصد وضرب اكثر الطائرات الحربية تطورا في العالم، والاكثر خشية لدى الاسرائيليين، أن الرئيس الاميركي جورج بوش سينهي ولايته مع انتهاء العام الحالي، ومن غير المعلوم إن كان الرئيس الاميركي الجديد سيواصل اسلوب سلفه.
يشير التحليل الاسرائيلي الى أن الادارة الاميركية الحالية غير قادرة بالفعل على التحرك عسكريا ضد ايران النووية، ما لم تكن هناك دوافع واضحة حتى وإن لم تكن مرتبطة بالمشروع النووي الايراني نفسه، كأن يجري ربط الضربة كسياق غير طبيعي للمجريات الميدانية في العراق، الا أن هذا التحرك يتطلب إعدادا خاصا، سواء على صعيد الرأي العام الاميركي المحلي، او على صعيد الاستعداد الميداني، وليس هناك من مؤشرات دالة على أن الاميركي في صدد القيام بشيء منه، اقله في المرحلة الحالية، ومع ضيق الوقت واقتراب الاستحقاق الرئاسي الاميركي، من المطلوب أن تتحرك اسرائيل لملأ الفراغ الحاصل في رسائل التهديد الموجهة الى ايران".
هل تقدم اسرائيل بالفعل على ضرب المنشآت النووية الايرانية؟ وهل هي قادرة بالفعل على القيام بذلك من ناحية عملية وعملياتية؟ هل يمكن أن تنفصل عن الادارة الاميركية لجهة القرار والتنفيذ؟ وهل القيادة الاسرائيلية قادرة بالفعل على امتصاص رد الفعل الايراني، ناهيك عن قدرة الاميركيين انفسهم على امتصاص ردود الفعل المتعلقة بهم، سواء في العراق او غيره من المواقع الاميركية؟ اسئلة تطرح في سياق الحديث الاسرائيلي المتجدد، لكن في نفس الوقت يمكن الاشارة الى أن القدرات الاسرائيلية نفسها لم تنتقل الى مكانة عملياتية افضل، نتيجة لقدراتها الذاتية او نتيجة لخصوصيات الاهداف المقدر ضربها في ايران، ما يشير الى امكانية التقدير وبمعقولية مرتفعة جدا، الى أن الحديث الاسرائيلي عن ضرب ايران هو حديث اكبر بكثير من مكوّناته الحقيقية، ولا يجد تفسيرا له الا في اطار فعل ما يمكن (كلاميا)، لعل ايران ترتدع.. وللحديث صلة.
الانتقاد/ العدد1278 ـ 4 تموز/ يوليو 2008