ارشيف من :أخبار لبنانية
أولمرت يدعو الحكومة اللبنانية للتفاوض المباشر: محاولة فاشلة للإلتفاف على الخيار المقاوم

كتب علي حيدر
لماذا دعا رئيس حكومة العدو ايهود اولمرت الحكومة اللبنانية الى "مفاوضات مباشرة وثنائية" مع "اسرائيل"؟، ولصالح من هي "المنافع الكثيرة" التي تحدث عنها؟.
من الطبيعي أن اول ما يتبادر إلى الأذهان عند سماع دعوة اولمرت هذه، الربط بينها وبين أجواء التفاوض التي تجري مع سوريا. ومهما تعددت سبل الربط تبقى تدور حول حقيقة واحدة وهي انه استغل هذه الاجواء لتوجيه هذه الدعوة. وفي هذا السياق لا بد من تسجيل بعض الملاحظات ذات الصلة:
- ما يجب التذكير به هو ان العلاقة الايجابية القائمة بين سوريا، نظاما وشعبا، وبين المقاومة في لبنان لا تعني بالضرورة ان تكون جميع الرؤى والمواقف متطابقة وخاصة في القضايا التي يكون فيها للخلفية العقائدية كلمتها الحاسمة. أضف إلى أن سوريا لديها ارض محتلة وتحاول استرجاعها عبر تسوية سياسية. في حين أن لبنان انتزع الأكثرية الساحقة من أرضه المحتلة ولم يبق سوى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي يمكن أن ينتزعها لبنان ايضا ان لم يكن عبر التلويح بالمقاومة فبالمقاومة الفعلية بدون أن يدفع لبنان أثمانا سياسية اكبر بكثير جدا من هذه المساحة المحدودة.
- ان ظروف لبنان وتركيبته السياسية والاجتماعية سوف تؤدي الى ان اية اتفاقية تسوية سياسية مع "اسرائيل" ستنعكس سلبا على الوضع السياسي والامني في لبنان. وبالتالي فما نفع أية تسوية "سلمية" مع العدو الاسرائيلي ان كان ستنعكس سلبا على لبنان.
- رغم أن هناك قوى سياسية في لبنان جاهزة لملاقاة العدو إلا أن الانتصار التاريخي لحزب الله ولبنان في حرب تموز، والمعادلات التي أنتجها هذا الانتصار بين حزب الله و"إسرائيل" وبفعل المعادلات الداخلية التي تعززت وتظهرت في الأسابيع الأخيرة، لا يسمح لأي خيار من هذا النوع. وبالتالي مهما كانت رؤية وتوقعات اولمرت فإن ما تكلم به ليس سوى، تعبير عن امان.
- أما المنافع المفترضة التي تحدث عنها اولمرت فهي بالتأكيد كثيرة، ولكنها حصرا لصالح العدو، وهي مشروطة بكلمة إذا. تبدأ بالالتفاف على حزب الله وتحقيق اختراق سياسي في الساحة اللبنانية عجزت عن تحقيقه في الميدان... ولا تنتهي باسقاط لبنان في الاحضان الاميركية. ومن هنا فإن كان اولمرت يهدف من خلال هذه الدعوة، الى تعميق الشرخ الداخلي في لبنان على خلفية الموقف من التسوية مع "اسرائيل" فسيكون اولمرت قد ارتكب حماقة كبيرة وستنعكس سلبا على اتباع الولايات المتحدة في لبنان، لأنها ستجردهم من الكثير من قواعدهم الشعبية وستؤدي الى فضح ما تبقى من اقنعة، بنظر بعض الذين خدعوا وانجروا وراءهم بفعل الشعارات الزائفة التي رفعوها. ومن هنا فهم ان تنبهوا الى هذه المسألة سيبادرون الى رفض هذا الموقف ولا يبعد ان يزايدوا في التعبير عن مواقف وطنية في هذا المجال.
ولعل ما ينبغي الالتفات إليه ايضا هو التقرير الذي قدمه رئيس وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، امان، العميد يوسي بايدتس في محضر اولمرت وفي سياق اطلاقه الدعوة للحكومة اللبنانية، واورد فيه رؤية الاستخبارات للنتائج التي آلت اليها التطورات الامنية والسياسية التي شهدها لبنان خلال الاسابيع الاخيرة، حيث اقر بايدتس بأن المحور المقاوم اصبحت يده هي العليا، وبتعبيره "المحور الراديكالي تحول الى المحور المهيمن". لكنه بايدتس اضاف ايضا أن "صورة حزب الله تضررت في لبنان بالرغم من كل شيء. وان توجه السلاح نحو الداخل قوَّض صورة السلاح الموجه ضد إسرائيل".
من أعلام العدو...
الهزيمة تلاحق إسرائيل
هآرتس/موشيه ارنس/ 4/6/2008
كرر وزير الدفاع السابق والمحلل الاستراتيجي، موشيه ارينس، تأكيده على هزيمة اسرائيل في حربها ضد حزب الله عام 2006، رافضا نظرية النصر بالنقاط التي اطلقها رئيس اركان الجيش الاسرائيلي السابق دان حالوتس، معتبرا ان اي مواجهة للجيش الاسرائيلي مع بضعة الاف من "المخربين" وليس قادراً على حماية السكان المدنيين منهم وانما يصل معهم الى وضع تعادل يكون المخربين هم الطرف المنتصر في الحرب.
واعتبر ان عدم قدرة حالوتس على فهم هذه الحقيقة ادت الى الادارة الفاشلة لحرب لبنان الثانية. واضاف انه "بعد ان وافقت اسرائيل على وقف اطلاق النار مع حزب الله الذي اتاح له الاعلان عن انتصاره والعودة الى التسلح من جديد والتحول الى القوة المهيمنة في لبنان كانت اسرائيل امام فرصة ثانية لمقارعة الارهاب: حرب في الجنوب ضد حماس والجهاد الاسلامي المدعومتين من ايران مثلما تدعم حزب الله في الشمال.
ــــــــــــــ
لم يعد بامكان الجيش الاسرائيلي الاستخفاف بالجيش السوري
معاريف/ عمير ربابورت/ 6/6/2008
... الاحترام الذي ابداه الجيش الاسرائيلي للجيش السوري في المناورات الاخيرة مغاير تماما للاستخفاف الذي اعتادوا التعامل فيه معه طوال سنوات كثيرة. هذا الاستخفاف كان مبرراً في السابق والجيش السوري كان في حالة جمود طوال التسعينيات بعد انفراط عقد الاتحاد السوفياتي. انهيار النظام السوفياتي ادى الى الايقاف التام لامدادات السلاح والى تقادم الطائرات والدبابات والمجنزرات السورية بدرجة ان الجيش الاسرائيلي لم يعد يعتبرها تهديداً حقيقيا.
بشار الاسد بالتحديد طبيب العيون الشاب الذي صعد الى الحكم بعد موت ابيه في ايار 2000 هو الذي غير وضع الجيش السوري كليا. تحديداً في فترة القائد الذي اعتبرته اسرائيل "غريب الاطوار" مجهولا بدأت عملية اعادة بناء الجيش السوري اثر اتفاقيات عقدت بين سوريا وروسيا. الكتلة الاساسية من الوسائل القتالية الاساسية بدأت تتدفق من خلال خط موسكو دمشق الجوي منذ عام 2005.
ويقول مصدر امني أن "القرار الأهم الذي اتخذه السوريون كان إعادة بناء جيشهم. بصورة مغايرة تماما وفي الواقع بصورة لا تذكر بأي جيش آخر في العالم هم قرروا عدم صرف الأموال على الدبابات والطائرات مفترضين انها لا تمتلك فرصة كبيرة للنجاح في مواجهة سلاح الجو وسلاح المدرعات الإسرائيلية. في المقابل هم قرروا صرف اموال كثيرة على ثلاثة أسلحة: الصواريخ المضادة للدبابات الصواريخ الحديثة ضد الطائرات وطبعاً الاستثمارات الهائلة في الصواريخ الموجهة للعمق الإسرائيلي". المشتريات الجديدة حوَّلت الجيش السوري الوحيد في العالم الذي يتحرك من خلال إستراتيجية حرب العصابات. جهات في الجيش الإسرائيلي تطلق على الإستراتيجية السورية الجديدة اسم "نهج التفاضل" وهذا النهج بالمناسبة مستخدم من قبل حزب الله منذ سنوات وقد تبنته حماس في غزة. تجسيد هذا النهج يتم من خلال الحصول على صواريخ متطورة مضادة للدبابات من طراز "كورنيت وماتيس" وهي من افضل الصواريخ في العالم. السوريون يتفاوضون مع روسيا الان حول صواريخ "كريزن تاما" التي تعتبر متطوره واكثر خطورة من "كورنيت وماتيس".
في مجال الدفاع الجوي تزود السوريون بصواريخ (اس18) المتطورة جداً... وفي مجال الصواريخ ارض ارض حرص السوريون على اقامة منظومة صواريخ سكاد من طراز بيوسي القادرة على الوصول إلى أية نقطة في اسرائيل وحمل رؤوس كيماوية...
الجيش السوري غيَّر بنيته بصورة دراماتيكة. وحدات الكوماندو ازدادت ووحدات المدرعات قل عددها. والجيش السوري صغير بصورة عامة. ولكنه ازداد صغراً.
السؤال المطروح على المحك هو ان كان الجيش الاسرائيلي قد غفي فعلا خلال نوبة الحراسة ولم يستعد في الوقت الملائم للتغير الدراماتيكي الذي بدأ في الجيش السوري. هناك عدد غير قليل من الجهات الامنية التي تعتقد ان هذا ما حدث وفي سياق ذلك يذكرون ان عدداً من المشاريع الاستثمارية في المؤسسة الامنية مخصصة لساحات قتالية من نوع آخر تماما. وليس بمواجهة التهديد السوري في صورته الجديدة. بعض الاطراف الاخرى تعتقد ان سلوك الجيش الاسرائيلي صحيحٌ على المدى البعيد حيث يتوجب عليه ان يستعد لاي مجابهة مع سوريا ومع دول اخرى مثل ايران. الامر الذي يمكن ان يحدث في اي وقت.