ارشيف من :أخبار عالمية
مطران القدس في المنفى: المنطقة ستنفجر إذا لم تتوقف مجزرة غزة
دمشق ـ راضي محسن
دعا قادة فصائل تحالف القوى الفلسطينية في دمشق الدول العربية والإسلامية ودول العالم والقوى والأحزاب العربية والعالمية لاتخاذ موقف حاسم وفاعل وإجراءات عملية لوقف العدوان والإجرام الصهيوني في غزة الذي يستهدف النيل من الحقوق الوطنية والقومية للشعب الفلسطيني.
وأوضح خالد عبد المجيد أمين سر فصائل تحالف القوى الفلسطينية أن قادة الفصائل الفلسطينية أكدوا خلال اتصالاتهم أهمية الارتقاء بموقف عربي موحد وعملي من أجل فك الحصار الظالم على قطاع غزة وفتح معبر رفح فورا وبشكل دائم باعتباره معبراً عربياً وإدخال المواد الطبية والتموينية ومستلزمات الصمود دون إبطاء لسكان غزة.
وطالب قادة الفصائل الفلسطينية الدول العربية والإسلامية بدعم خيار المقاومة لمواجهة العدوان والاحتلال باعتباره خياراً رئيسياً لمواجهة الهجمة الوحشية الصهيونية وحماية الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني مؤكدين أن هذا الخيار هو القاعدة والأساس للحوار الداخلي واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية بعيدا عن أي خيارات أو مراهنات أخرى ثبت فشلها.
من جهتها، دعت اللجنة الشعبية لنصرة أهالي غزة في الجولان السوري المحتل إلى إضراب عام في الجولان ومسيرة احتجاج تنديداً بالمجازر الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة واستنكاراً للصمت العربي والدولي حيال ما يجري في القطاع.
وتأتي هذه الدعوة في إطار سلسلة من الفعاليات أقرتها اللجنة تهدف إلى الإعراب عن التضامن ودعم صمود أهالي قطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع وجمع التبرعات والتبرع بالدم لجرحى العدوان الإسرائيلي والقيام بحملات إغاثة طبية وغذائية.
وفي محافظة حلب، أقامت مطرانية السريان الارثوذكس ندوة بعنوان قراءة فوق جراح غزة شارك فيها كل من المفتي العام للجمهورية الدكتور احمد بدر الدين حسون ومطران القدس في المنفى المطران هيلاريون كبوجي ومطران السريان الارثوذكس المطران يوحنا ابراهيم.
وحذر المطران كبوجي من ان المنطقة سوف تنفجر اذا لم تتوقف مجزرة غزة مؤكداً أن للفلسطينيين الحق في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وطالب مطران القدس في المنفى بوضع حد لهذه المجزرة الوحشية وفك الحصار وفتح المعابر داعيا جميع الفصائل الفلسطينية إلى توحيد صفوفها لان التضامن ووحدة الصف الفلسطيني هما السبيل الوحيد للعودة إلى القدس مسلمين ومسيحيين.
وبين الدكتور حسون أن ما يحدث اليوم في غزة من قتل وتدمير وحرب إبادة جماعية على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلية ما هو إلا تكرار لصفحات مجازر دير ياسين وقانا وجنين.
واستغرب حسون الصمت الدولي إزاء اغتيال غزة داعياً أهل غزة إلى الصمود وعدم اليأس لان المقصود من هذه المجزرة قتل الأمة وبث التفرقة والانقسام بين صفوفها.
وعبر المطران يوحنا إبراهيم عن الألم العميق لما يحدث في غزة الجريحة من أعمال قتل وإبادة جماعية من قبل القوات الاسرائيلية لافتاً إلى أن التطرف الإسرائيلي والإمعان في القتل والتدمير وسفك الدماء دون وجه حق هو دليل على الخوف والجبن وعدم الثقة بالمستقبل.
يذكر أن احتفالات الطوائف المسيحية بعيد رأس السنة اقتصر على إقامة الصلوات والقداديس في الكنائس وأماكن العبادة التابعة لها وذلك تضامناً مع الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي وحشي متواصل.
وقال المطران كبوجي في تصريحات صحفية: كيف يمكن أن نسعد بالأعياد بينما أولادنا يذبحون، أنا كمطران للقدس كل أبناء القدس أبنائي، فالمسلمون كانوا ينادونني سماحة المطران، والمسيحيون كانوا ينادونني أبونا.. والأب لا يرتاح إذا تعذب أولاده، فكيف إن رآهم يذبحون.. أنا أعيش هذه الأيام أسوأ أيام حياتي لأنني بعيد عن إخواني في غزة، أتمنى أن أذهب إليهم لأقول لهم أنتم في قلبي، وأنتم بعد الله كنزي.
وأضاف المطران كبوجي: أمام هول ما نرى كيف لا نلغي الاحتفالات، من الواجب أن نلغي كل الاحتفالات أمام هذه المجازر التي يرتكبها الإرهابيون الإسرائيليون.
وبمناسبة العام الجديد قال المطران كبوجي: أهنئ أولادي وكل الشعب العربي بالسنة الجديدة وأتمنى لهم السلام، وأتمنى لشعبي الكرامة، وعنوان الكرامة وطن، ونحن مصممون على أن نعيش بكرامة، وأتمنى لو كنت معهم أشاطرهم العذاب وأموت في سبيلهم، وهذا ما سأفعله إن شاء الله عندما أذهب إلى غزة حاملاً عصا الرعاية.. لا بد من العودة والمآذن والأجراس تهلّل لعودتنا إلى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
وتوجه مفتي الجمهورية إلى رجال الدين المسيحي فقال: إلى كل من حوّل حفلات رأس السنة إلى عون ومدّ يدٍ وبذل جهد لدعم إخوتنا أقول: لقد تألقتم في ساحات الإيمان لأن الإيمان بالله ينطلق من إيمانك بأخيك الإنسان، بآلامه وآماله.
وألغى التلفزيون السوري برامجه الفنية والمتنوعة التي كان قد حضَّرها للاحتفال بالعام الجديد واستمر في تخصيص كل وقت بثه لتغطية العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.
كما ألغى العديد من المطربين إحياء حفلات عيد رأس السنة الميلادية في الفنادق والمطاعم المختلفة في سورية تضامناً مع غزة، ولم يُبدِ الجمهوري السوري أي إقبال يُذكر على الاحتفال بالعيد وذلك تعبيراً عن الغضب الشعبي في سورية.
وبعد أن ألغى الفنان السوري صباح فخري حفله في مجمع صحارى ألغى الفنان اللبناني معين شريف حفله الذي كان مقرراً في فندق ميريديان دمشق، كما ألغى فندق شيراتون دمشق احتفالاته التي كانت مقرره في ليلة رأس السنة.
وفي الوقت نفسه ازداد إقبال شراء الشبان والشابات للكوفية وارتدائها في أماكن عملهم ودراستهم تعبيراً منهم عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني في ظل ما يتعرضون له من مجازر وإبادة على يد الآلة العسكرية الإسرائيلية الهمجية.
وخصص مجلس الشعب السوري (البرلمان) جلسته للوقوف مع شعبنا الفلسطيني في غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية تشنها عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال رئيس المجلس محمود الأبرش إن شعبنا الفلسطيني في غزة يواجه أبشع عدوان لم تعرفه البشرية منذ مجزرتي دير ياسين وقانا مؤكداً أن المشروع الصهيوني الأمريكي سينحسر أمام النضال الذي خاضته شعوب منطقتنا عبر التاريخ ودحرت فيه جميع الغزاة.
وطالب الأبرش الأحزاب والقوى والفعاليات الاجتماعية والسياسية والشعبية العربية والصديقة بالعمل على مساندة شعبنا الفلسطيني في غزة المحاصرة كما دعا الحكومات والمؤسسات الرسمية العربية إلى اتخاذ موقف عربي موحد لنصرة الشعب الفلسطيني ووقف العدوان والحصار المفروض عليه وتمكينه من استرجاع حقوقه كما ناشد الضمير العالمي لوقف المجازر الوحشية التي ينفذها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني المناضل.
وأضاف الأبرش إن ثقافة المقاومة هي خيار ضروري لمستقبل شعبنا في مواجهة المشاريع والمخططات الهادفة للنيل من وجودنا والسيطرة على مقدراتنا مؤكداً وقوف سورية إلى جانب المقاومة حتى تحرير الأرض واستعادة الحقوق المشروعة.
كما أدان أعضاء المجلس العدوان الإسرائيلي السافر مؤكدين ان هذا العدوان يشكل محرقة وحرب إبادة جماعية وانتهاكا فاضحا لجميع القوانين والأعراف الدولية وجريمة ضد الإنسانية جمعاء.
وطالب أعضاء المجلس بموقف عربي موحد لتحقيق الحد الأدنى من التضامن العربي ووضع حد للغطرسة الإسرائيلية والمخططات الصهيونية التي تستهدف الشعب العربي بأكمله.
وأكد أعضاء مجلس الشعب أهمية الدعوة التي وجهها الرئيس بشار الأسد لعقد قمة عربية طارئة لمعالجة الموقف المأساوي في قطاع غزة واتخاذ قرارات فاعلة تسهم في ردع العدوان ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال وفك الحصار الجائر وفتح جميع المعابر بشكل دائم.
ودعا أعضاء المجلس المجتمع الدولي إلى أن يتحمل مسؤوليته إزاء ما يحدث ضد الشعب الفلسطيني في غزة مطالبين الدول العربية بقطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع العدو الصهيوني الذي يستهدف من عدوانه تصفية القضية الفلسطينية.
وحيا أعضاء المجلس تضحيات شعبنا الفلسطيني ووقفته بوجه الاحتلال الإسرائيلي وآلته العسكرية وأرواح الشهداء الأبرار الذين سقطوا في حرب الإبادة المتواصلة التي تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني الأعزل.
ونفذت نقابة أطباء سورية والاتحاد العام للأطباء والصيادلة الفلسطينيين فرع سورية اعتصاماً تضامنياً مع أهالي غزة استنكاراً للمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.
وأكد نقيب أطباء سورية الدكتور أحمد قاسم أن اعتصام الأطباء جاء في تفاعل تلقائي للتعبير عن الغضب والسخط لما يجري في غزة الصامدة من مجازر يندى لها جبين البشرية والتي لم يعرف لها التاريخ مثيلاً وتمجيداً لأرواح الشهداء الطاهرة من ضحايا هذه المجازر الهمجية وتلاحماً مع الجرحى ومع كل فلسطيني صامد على أرض العزة.
وبين نقيب أطباء سورية أنه تم اليوم إرسال شاحنة كبيرة تحمل مواد طبية ومواد تخدير ومواد إسعافية ضرورية عبر الهلال الأحمر السوري وسيتم إرسال شحن أخرى قريباً مضيفاً أن هناك قوائم طويلة من أسماء الأطباء المتطوعين المستعدين لتقديم العون الطبي للأشقاء الفلسطينيين في غزة وهم بالانتظار حتى يتم الطلب من اتحاد الاطباء العرب والهلال الاحمر الفلسطيني.
وأكد الدكتور علي أسعد في كلمة الجمعيات والروابط الطبية العلمية وقوف أطباء سورية إلى جانب أهل غزة واستعدادهم لتقديم خدماتهم بكل اعتزاز لأن ما يقدمه أهل غزة أكبر بكثير اذ يدافعون عن وجودنا وكرامتنا.
وأوضح الدكتور معمر موعد ممثل اتحاد الأطباء والصيادلة الفلسطينيين ان الاعتصام جاء تضامناً مع أهل غزة ومع الكادر الطبي في القطاع واستنكاراً للجريمة التي أودت بحياة الشهيد الطبيب أيهم مدهون أمس أثناء قيامه بإسعاف الجرحى في غزة.
وفي سياق متصل أكد الاتحاد العام للأطباء والصيادلة الفلسطينيين فرع سورية أن مايقوم به الكيان الصهيوني في غزة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
كما أكد الاتحاد في بيان أصدره وتلقت "الانتقاد.نت" حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال واستعادة أرضه وحقوقه بكل الوسائل ورفض ذرائع العدو ومن يسانده لممارسة إرهابه.
ونوه البيان بالفعاليات التي تحركت للتضامن مع الشعب الفلسطيني ودعا المجتمع الأهلي والنقابات إلى تفعيل جهودها في دعم صمود أبناء غزة مطالباً بكسر الحصار الجائر وفتح المعابر والعمل الفوري على وقف العدوان.
ودعا البيان الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف إلى التحرك العاجل لوقف الجرائم الإسرائيلية ومطالبة الهيئات الدولية والإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعمل على حماية أفراد الوحدات الطبية.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018