ارشيف من :أخبار عالمية
"اسرائيل" تقر بمحدودية قدراتها وخياراتها وتصادق على عملية تبادل الأسرى
تميزت جلسة حكومة العدو التي صادقت على صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله، بأن قرارها حظي بما يقرب من الإجماع ـ تأييد 22 وزيرا مقابل معارضة ثلاثة وزراء ـ بعد نقاش استمر ست ساعات لم يُسمح خلالها بسوى خمس دقائق استراحة، خوفا من عمليات التسريب للصحافة. ويبدو واضحا ان وزراء العدو اقتنعوا بأنه ليس لديهم مفر من المصادقة على هذه "الصفقة"، لأنهم إن هم رفضوها الآن فسيعودون لاحقا ليوافقوا عليها، وإن كانوا قد خرجوا من الحكومة فسيبادر من يخلفهم في مناصبهم للمصادقة عليها، وعندها ستوجه اليهم الاتهامات بأنهم رفضوا تحرير جنودهم وتسببوا بزيادة معاناة عوائلهم من دون أي نتائج إيجابية.
ـ يشكل الخضوع الإسرائيلي لمعادلة التبادل التي فرضها حزب الله، امتداداً لنتائج حرب تموز التي أحرزت فيها المقاومة نصرا استراتيجيا. وفي الوقت الذي يشكل فيه هذا الخضوع انتصاراً لإرادة المقاومة على العدو، يكشف أيضا عن حقيقة وأبعاد النصر الاستراتيجي الذي تحقق في تموز 2006، لأنه لو انتصرت "اسرائيل" في تلك الحرب لتغيرت كل المسارات السياسية والاستراتيجية، بما فيها المفاوضات حول تبادل الأسرى.
ـ أيضا تمثل مصادقة الحكومة الإسرائيلية على انجاز عملية التبادل خضوعا لإرادة حزب الله وحكمة وتكتيكات قيادته. ومن أبرز الأدلة في هذا المجال ما سبق لرئيس وزراء العدو ايهود أولمرت أن أعلنه سابقا: "لن نخضع للابتزاز ولن ندير مفاوضات مع جهات إرهابية في كل ما يتعلق بحياة جنود الجيش". وعلى ضوء ذلك يبدو جليا كم أن المسافة بعيدة جدا بين هذه التصريحات المتعجرفة والواقع الذي فرضه حزب الله.
ـ أيضا شكلت مصادقة الحكومة درسا إضافياً لـ"اسرائيل" بمحدودية قوتها، وبأنها غير قادرة على تحرير جنودها بالقوة العسكرية أو عبر عملياتها الخاصة أو الأمنية التي يتبجح بها على الدوام كتّابها ومسؤولوها، عندما يستعرضون تاريخ أجهزتهم الأمنية والعسكرية.. مع ما يعنيه ذلك من تسليم بعدم الرهان على الوقت، وأنه ليس بحوزة "اسرائيل" خيارات سرية أو علنية يمكن أن تجدي في هذا المجال. ويكفي في هذا السياق الاستشهاد بموقف سابق لرئيس الشاباك ـ المعارض للصفقة ـ يوفال ديسكين، الذي توقع أن "تدفع اسرائيل ثمنا استراتيجيا لخطأين تكتيكيين" هما: عمليتا الأسر اللتان نفذ إحداهما حزب الله على الحدود اللبنانية "الإسرائيلية"، ونُفذت الأخرى في محيط قطاع غزة.
الانتقاد/ العدد1278 ـ 4 تموز/ يوليو 2008
ـ يشكل الخضوع الإسرائيلي لمعادلة التبادل التي فرضها حزب الله، امتداداً لنتائج حرب تموز التي أحرزت فيها المقاومة نصرا استراتيجيا. وفي الوقت الذي يشكل فيه هذا الخضوع انتصاراً لإرادة المقاومة على العدو، يكشف أيضا عن حقيقة وأبعاد النصر الاستراتيجي الذي تحقق في تموز 2006، لأنه لو انتصرت "اسرائيل" في تلك الحرب لتغيرت كل المسارات السياسية والاستراتيجية، بما فيها المفاوضات حول تبادل الأسرى.
ـ أيضا تمثل مصادقة الحكومة الإسرائيلية على انجاز عملية التبادل خضوعا لإرادة حزب الله وحكمة وتكتيكات قيادته. ومن أبرز الأدلة في هذا المجال ما سبق لرئيس وزراء العدو ايهود أولمرت أن أعلنه سابقا: "لن نخضع للابتزاز ولن ندير مفاوضات مع جهات إرهابية في كل ما يتعلق بحياة جنود الجيش". وعلى ضوء ذلك يبدو جليا كم أن المسافة بعيدة جدا بين هذه التصريحات المتعجرفة والواقع الذي فرضه حزب الله.
ـ أيضا شكلت مصادقة الحكومة درسا إضافياً لـ"اسرائيل" بمحدودية قوتها، وبأنها غير قادرة على تحرير جنودها بالقوة العسكرية أو عبر عملياتها الخاصة أو الأمنية التي يتبجح بها على الدوام كتّابها ومسؤولوها، عندما يستعرضون تاريخ أجهزتهم الأمنية والعسكرية.. مع ما يعنيه ذلك من تسليم بعدم الرهان على الوقت، وأنه ليس بحوزة "اسرائيل" خيارات سرية أو علنية يمكن أن تجدي في هذا المجال. ويكفي في هذا السياق الاستشهاد بموقف سابق لرئيس الشاباك ـ المعارض للصفقة ـ يوفال ديسكين، الذي توقع أن "تدفع اسرائيل ثمنا استراتيجيا لخطأين تكتيكيين" هما: عمليتا الأسر اللتان نفذ إحداهما حزب الله على الحدود اللبنانية "الإسرائيلية"، ونُفذت الأخرى في محيط قطاع غزة.
الانتقاد/ العدد1278 ـ 4 تموز/ يوليو 2008