ارشيف من :أخبار عالمية
خاص الانتقاد.نت: ماذا يمكن لساركوزي فعله لإنقاذ "إسرائيل" من ورطتها الحالية؟
باريس ـ نضال حمادة
تعيش باريس هذه الأيام هاجس القلق على أكثر من صعيد، وهي التي خرجت للتو من رئاسة الاتحاد الأوروبي، لتجد نفسها في خضم وساطة غير مضمونة النتائج لإيقاف نزف الدم في غزة. ويشعر كل من يقارب المسؤولين الفرنسيين مدى القلق الذي يخالجهم جراء أحداث غزة، خصوصا إذا ما توسعت رقعة المواجهة لتصل إلى لبنان، حيث توجد قوة فرنسية ضمن قوات اليونيفل العاملة في الجنوب.
فرنسا تسعى لإنقاذ "إسرائيل" من ورطتها الحالية.. يقول البعض في باريس ويستشهدون على ذلك بزيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني لباريس. ويضيف هؤلاء: ان القناعة أصبحت شبه كاملة في الأوساط الأوروبية والفرنسية بعبثية العملية العسكرية الإسرائيلية ضد غزة. ويقولون إن هناك أِسئلة تدور في رأس الرئيس الفرنسي طرحها أمام وزيرة الخارجية الإسرائيلية، وهذه الأسئلة هي على الشكل التالي:
كيف ترون المخرج من الأزمة الحالية؟
هل فعلا أنتم على استعداد لشن هجوم بري؟ وما هي المدة التي تضعونها؟
هل ستعودون لاحتلال غزة؟
هل تطلبون من فرنسا التفاوض مع سوريا؟ وبناءً على أي معطيات؟
ماذا لو فتحت جبهة أخرى مثلا في لبنان؟
وحول السؤال الأخير يقول المعنيون إن فرنسا أبلغت كل من يعنيهم الأمر، أن قواتها العاملة في الجنوب اللبناني ليست بصدد التدخل في أي مواجهة عسكرية محتملة في المنطقة.
مقابل كل ذلك يعرف الفرنسيون أن ليفني وباراك سعيا عبر هذه الحرب لنسف حملة بنيامين نتنياهو الانتخابية من أساسها، وهي التي تقوم على مفهوم استعمال القوة لا غير في التعامل مع الفلسطينيين، ومن ورائهم كل العرب. وليس غريبا القول ان باراك وليفني ومعهما العرب وأوروبا والأميركيون لا يريدون فوز نتنياهو بالانتخابات في "إسرائيل". وهنا يكمن بيت القصيد. فإسرائيل التي لا تتوقف عن التهديد بالحرب البرية، تعرف أن التهديد بالاحتلال شيء واحتلال قطاع غزة أمر آخر، خصوصا أن دول الغرب التي لديها جنود في قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان أصبحت على يقين بأن مقاتلي حماس في غزة باتوا يملكون صواريخ مضادة للدبابات، مشابهة لتلك التي استخدمها مقاتلو حزب الله في حرب تموز عام 2006 ودمروا بها عشرات دبابات الميركافا الإسرائيلية، فضلا عن العبثية السياسية في إعادة احتلال قطاع غزة وإدارة شؤون مليون ونصف مليون فلسطيني.
من هنا فإن المعنيين بالشأن الشرق الأوسطي في فرنسا يرددون سؤالا كبيرا حول قدرة "إسرائيل" على تحمل تبعات إعادة احتلال القطاع، حتى لو كان ذلك يعني تعرض جنودها لعملية قنص واحدة في اليوم.. هذا إذا ما استثنينا العمليات الاستشهادية ونماذج أخرى من حرب العصابات التي يردد بعضهم في فرنسا أن عماد مغنية قد نقل تقنيتها إلى المقاتلين الفلسطينيين في غزة.
ماذا يمكن لساركوزي فعله لإنقاذ "إسرائيل" من ورطتها الحالية؟
في ظل القناعة بعدم القدرة على الحل العسكري، يملك ساركوزي بين يديه وثيقتين سوف يعمل على إيجاد المخرج الملائم عبر بنودها:
بيان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حول الأوضاع في غزة، الذي ينص على وقف إطلاق النار وفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
اتفاقية وقف إطلاق النار بين حزب الله و"إسرائيل" بعد عدوان نيسان عام 1996، التي عملت فرنسا على صياغتها والإشراف على تنفيذها عبر وزير خارجيتها حينها هيرفيه دوشاريت، وتنص في أهم بنودها على وقف إطلاق النار وعدم استهداف المدنيين من الجانبين، ما يعني وقف إطلاق الصواريخ
بالنسبة لـ"إسرائيل".
وفي اتصال أجرته "الانتقاد" مع وزارة الخارجية الفرنسية، قال مصدر مسئول في الوزارة ما حرفيته:
يجب وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة قبل كل شيء. مضيفا: ان الحل لعسكري أثبت عدم جدواه، ولم يمنع عمليات إطلاق الصواريخ، وفي حال عدم الاتفاق على وقف لإطلاق النار فإن الحال الراهنة يمكن أن تستمر شهورا وشهورا. وأكد المصدر الفرنسي أن أوروبا وفرنسا ليستا معنيتين بإسقاط حكومة حماس في غزة.
وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية الى غزة، وعدم السعي لإسقاط حكومة حماس في القطاع..
ماذا طلب إسماعيل هنية في خطابه الأخير أكثر من ذلك؟
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018