ارشيف من :أخبار عالمية
أطفال غزة وجدوا ضالتهم في المخيمات الصيفية: موهبة وإبداع حجبها الاحتلال وبطشه
غزة ـ فادي عبيد
"قطاع غزة تلك البقعة الصغيرة بمساحتها الجغرافية، والكبيرة بمآسي أهلها، وفي مقدمتهم الأشبال والزهرات، في مثل هذا التوقيت من كل عام يشهد انطلاق عشرات المخيمات الصيفية؛ لكن هذا الصيف له خصوصيته بأنه يأتي متزامناً مع حلول التهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية، ودولة الكيان".
"الانتقاد" زارت أحد هذه المخيمات، وتحدثت إلى القائمين عليه، وبعض المشاركين فيه، لتسليط الضوء على الهدف من ورائه، وأثره في نفوس أولئك الأطفال.
تنقصها الاستمرارية
يقول أ. محمود خليفة ـ المدير التنفيذي لجمعية الوداد للتأهيل المجتمعي المشرفة على مشروع "الدعم النفسي والاجتماعي الطارئ للأطفال"، المموّل من الإغاثة الإسلامية عبر العالم، والذي يندرج تحته المخيم: "إن الرسالة الرئيسة التي نسعى إلى إيصالها من خلال هذا المخيم هي تخفيف الضغوطات التي يعانيها الأطفال؛ جراء العدوان والحصار، والتعرف الى ما يواجهونه من مشاكل، إلى جانب تنشيطهم، وإكسابهم مهارات جديدة"، وناشد خليفة الجهات الدولية المعنية بالطفل وحقوقه تكثيف جهودها الداعمة للمؤسسات الأهلية الفلسطينية من أجل مواصلة مثل هذه الأنشطة؛ ولا سيما أن الأطفال في غزة يعانون الكثير من الصعوبات والمشاكل، وهم بحاجة إلى برامج مستمرة مستقبلاً لمتابعتهم، ومساعدتهم على تجاوزها، وعدم الاكتفاء بالأنشطة الموقّتة التي تمتد لأسابيع قليلة.
إيناس الخطيب ـ منسقة المشروع؛ بدورها قالت: "إن هذا النشاط يهدف في المقام الأول إلى الكشف عن المشاكل السلوكية والنفسية للأطفال الذين يقطنون في المناطق الحدودية". وعن عدد المشاركين في المخيم، أوضحت الخطيب أن العدد الإجمالي هو 200 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 9-12 عاماً، مقسمين إلى مجموعات منفصلة يجري التعامل معها طوال فترة المشروع التي بدأت في منتصف يونيو/ حزيران المنصرم، وستستمر حتى 10/8/ 2008.
أما عن أبرز الزوايا التي يتضمنها المخيم، فأشارت الخطيب إلى أن هناك 4 زوايا هي: زاوية الفن، زاوية الألعاب، زاوية الأدب، بالإضافة إلى زاوية الدعم النفسي.
حرمان وأمل
هيثم حجاج (25 عاماًَ) - أحد "المنشطين" في المخيم، التقيناه ومجموعة من الأشبال والزهرات داخل زاوية الألعاب، وسألناه عما إذا كانت التهدئة قد ساعدته في إيصال رسائله إلى الأطفال، فقال: "جميع المشاركين هم من سكان الشريط الحدودي، والمناطق القريبة التي لطالما تعرضت للاجتياحات والتوغلات الصهيونية، وبالتالي فإن التهدئة تعني إكسابهم الأمان والطمأنينة، وهذا يساعدني أثناء التحاور معهم أو تنفيذي للأنشطة المختلفة".
الحال لم يختلف كثيراً بالنسبة لزاوية الفن، حيث تحدثنا إلى "المنشطة" نور المصري التي أشارت إلى أنها لمست سروراً وتفاعلاً كبيرين لدى الأطفال، لدرجة أن بعضهم حاول تناسي المشاهد المأساوية التي لازمته حتى في أحلامه، وكذلك كان رأي شيرين الفراني المشرفة على زاوية الدعم النفسي؛ غير أنها شددت على ضرورة أن تُولي المؤسسات الدولية والمعنية بالطفولة المزيد من الاهتمام بالطفل الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، لما يعانيه من فقدان للحنان والأمان.
فترة الاستراحة كانت الفرصة المناسبة للحديث مع عدد من الأطفال، والتعرف الى رسالتهم لنظرائهم في العالم.
أميرة مرتجى في العاشرة من العمر، اكتفت بالقول: "إحنا محرومين من كل شي، بدون أي ذنب، والكل بيتفرّج علينا!!!!".
أما أحمد المصري وهو في مثل عمرها، فعبر عن سعادته لمشاركته في المخيم، حيث تعرف الى أصدقاء جدد، ووجد مساحة للتعبير عما يجول في خاطره من خلال فقرات التمثيل المتاحة، كما عبر عن أمله في أن تفتح المعابر الحدودية كي يتمكن من السفر إلى سوريا حيث تقطن أسرته، فيما أصر فارس عابد ابن التسعة أعوام على إرسال هذه البرقية إلى أطفال العالم، قائلاً: "ربما نكون قد سئمنا البقاء في المنازل خوفاً من القصف والاجتياحات؛ لكننا سنتمسك بكل فرص الحياة".
ما لمسناه خلال زيارتنا لهذا المخيم يحمل في طياته رسالة واحدة؛ مفادها أنه وبرغم المعاناة التي تأبى أن تفارق مخيلة هؤلاء الصغار؛ جاؤوا ومعهم الأمل بغد جميل كجمال وجوههم، وصاف كصفاء قلوبهم.
الانتقاد/ العدد 1278 ـ 4 تموز/ يوليو 2008
"قطاع غزة تلك البقعة الصغيرة بمساحتها الجغرافية، والكبيرة بمآسي أهلها، وفي مقدمتهم الأشبال والزهرات، في مثل هذا التوقيت من كل عام يشهد انطلاق عشرات المخيمات الصيفية؛ لكن هذا الصيف له خصوصيته بأنه يأتي متزامناً مع حلول التهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية، ودولة الكيان".
"الانتقاد" زارت أحد هذه المخيمات، وتحدثت إلى القائمين عليه، وبعض المشاركين فيه، لتسليط الضوء على الهدف من ورائه، وأثره في نفوس أولئك الأطفال.
تنقصها الاستمرارية
يقول أ. محمود خليفة ـ المدير التنفيذي لجمعية الوداد للتأهيل المجتمعي المشرفة على مشروع "الدعم النفسي والاجتماعي الطارئ للأطفال"، المموّل من الإغاثة الإسلامية عبر العالم، والذي يندرج تحته المخيم: "إن الرسالة الرئيسة التي نسعى إلى إيصالها من خلال هذا المخيم هي تخفيف الضغوطات التي يعانيها الأطفال؛ جراء العدوان والحصار، والتعرف الى ما يواجهونه من مشاكل، إلى جانب تنشيطهم، وإكسابهم مهارات جديدة"، وناشد خليفة الجهات الدولية المعنية بالطفل وحقوقه تكثيف جهودها الداعمة للمؤسسات الأهلية الفلسطينية من أجل مواصلة مثل هذه الأنشطة؛ ولا سيما أن الأطفال في غزة يعانون الكثير من الصعوبات والمشاكل، وهم بحاجة إلى برامج مستمرة مستقبلاً لمتابعتهم، ومساعدتهم على تجاوزها، وعدم الاكتفاء بالأنشطة الموقّتة التي تمتد لأسابيع قليلة.
إيناس الخطيب ـ منسقة المشروع؛ بدورها قالت: "إن هذا النشاط يهدف في المقام الأول إلى الكشف عن المشاكل السلوكية والنفسية للأطفال الذين يقطنون في المناطق الحدودية". وعن عدد المشاركين في المخيم، أوضحت الخطيب أن العدد الإجمالي هو 200 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 9-12 عاماً، مقسمين إلى مجموعات منفصلة يجري التعامل معها طوال فترة المشروع التي بدأت في منتصف يونيو/ حزيران المنصرم، وستستمر حتى 10/8/ 2008.
أما عن أبرز الزوايا التي يتضمنها المخيم، فأشارت الخطيب إلى أن هناك 4 زوايا هي: زاوية الفن، زاوية الألعاب، زاوية الأدب، بالإضافة إلى زاوية الدعم النفسي.
حرمان وأمل

الحال لم يختلف كثيراً بالنسبة لزاوية الفن، حيث تحدثنا إلى "المنشطة" نور المصري التي أشارت إلى أنها لمست سروراً وتفاعلاً كبيرين لدى الأطفال، لدرجة أن بعضهم حاول تناسي المشاهد المأساوية التي لازمته حتى في أحلامه، وكذلك كان رأي شيرين الفراني المشرفة على زاوية الدعم النفسي؛ غير أنها شددت على ضرورة أن تُولي المؤسسات الدولية والمعنية بالطفولة المزيد من الاهتمام بالطفل الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، لما يعانيه من فقدان للحنان والأمان.
فترة الاستراحة كانت الفرصة المناسبة للحديث مع عدد من الأطفال، والتعرف الى رسالتهم لنظرائهم في العالم.
أميرة مرتجى في العاشرة من العمر، اكتفت بالقول: "إحنا محرومين من كل شي، بدون أي ذنب، والكل بيتفرّج علينا!!!!".
أما أحمد المصري وهو في مثل عمرها، فعبر عن سعادته لمشاركته في المخيم، حيث تعرف الى أصدقاء جدد، ووجد مساحة للتعبير عما يجول في خاطره من خلال فقرات التمثيل المتاحة، كما عبر عن أمله في أن تفتح المعابر الحدودية كي يتمكن من السفر إلى سوريا حيث تقطن أسرته، فيما أصر فارس عابد ابن التسعة أعوام على إرسال هذه البرقية إلى أطفال العالم، قائلاً: "ربما نكون قد سئمنا البقاء في المنازل خوفاً من القصف والاجتياحات؛ لكننا سنتمسك بكل فرص الحياة".
ما لمسناه خلال زيارتنا لهذا المخيم يحمل في طياته رسالة واحدة؛ مفادها أنه وبرغم المعاناة التي تأبى أن تفارق مخيلة هؤلاء الصغار؛ جاؤوا ومعهم الأمل بغد جميل كجمال وجوههم، وصاف كصفاء قلوبهم.
الانتقاد/ العدد 1278 ـ 4 تموز/ يوليو 2008