ارشيف من :آراء وتحليلات

خلف القناع: وإنها لثورة حتى النصر..

خلف القناع: وإنها لثورة حتى النصر..
كتب مصطفى خازم
"وإنها لثورة حتى النصر..."
هذه هي لازمة بيانات الثورة الفلسطينية منذ قيامها إلى يومنا هذا، برغم أن البعض منها سلك في واد غير ذي زرع، بل بالتأكيد ذي شوك.. ها هو النصر والنصر العزيز، بل والمعجزة تتحقق في غزة هاشم، وفي قطاع العزة..
دبابات وطائرات ومروحيات وزوارق حربية، ترسانة من أقوى ما في العالم من جيوش.. تقف خائبة، خاضعة ذليلة على أعتاب غزة.. التي تقاوم..
لم يحققوا هدفاً من اهدافهم، فقرروا الرد. وكانت الصورة الأوضح لبشاعة هذا الكيان الغاصب..
نصف عدد شهداء العدوان الصهيوني على غزة هم من الاطفال والنساء.. ونصفهم الآخر هم شرطة مدنية وعناصر أجهزة السلطة الشرعية المنتخبة ديموقراطياً.. والبقية الباقية هم من رجال المقاومة والمدنيين من الرجال..
أطفال بعمر الربيع.. قتلوا خنقاً، وذبحاً.. وبعضهم جلس بقرب جثة الوالدة الشهيدة أو راقبها تنزف لحظات عمرها الاخيرة وهو بعد لم يبلغ الحلم..
"نازية"، "عنصرية"، "حقد"، "تطهير عرقي"، لا يوجد وصف لما جرى، يمكن ان يفي الواقع حقه.. ولكن!
عندما يفقد العالم حسه البشري بالمأساة ماذا ننتظر؟
عندما تتحول الامم المتحدة ـ وهي كذلك بالاصل ـ إلى مقر للسفاحين، يأوون اليه عند الحاجة لتشريع عدوان، وعندما تتحول الأمم المتحدة ـ وهي كذلك بالأصل ـ إلى مقر استخباري للمؤامرات على العالم الرافض للخنوع والهيمنة والتسلط.. ماذا ننتظر؟
من يحترم نفسه يخرج من هذه المنظمة الصهيو ـ أميركية ويطرد طواقم بعثاتها من بلاده..
من يحترم نفسه يجمع العالم الفقير والنامي والمستضعف في بوتقة جديدة ليشكل محور المقاومة، وليشكل مجلس امنه المدافع عن المظلومين والمضطهدين.. كل المظلومين والمضطهدين.
من يحترم نفسه وينسجم مع ذاته لا يترك لمصاصي الدماء أي فرصة للانقضاض على الشعوب الضعيفة مرة أخرى..
أما الشيطان الأكبر.. فرجمه بالحجارة لا يكفي.. لا يسقط الواجب..
هذه "الغدة السرطانية" تنمو وتكبر.. وستدخل الى كل البيوت.. اقطعوها..
هذا "الشر المطلق" لا يمكن له ان يعيش مع الخير.. يجب إبادته، وكيّ مكان الجرح ليندمل هو وكل متعلقاته.
ستبقى غزة هاشم مشعلا مضيئا في ظلمة عروبتكم الحالكة والمتهالكة.. ونجوم سماء الفجر القادم بالنصر.. ستبقى دماء اطفال غزة توقد تحتها من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية..
بمداد لا ينضب..
والفجر آت، والصبح آت.. وكل العملاء وأسيادهم إلى زوال..
"وإنها لثورة حتى النصر".. وعودة فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر.
الانتقاد/ العدد 1328 ـ 9 كانون الثاني/ يناير 2008
2009-01-09