ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: ... وأتتنا من الغرب

كتب محمد يونس
انتظرناها من الشرق فأتتنا من الغرب، أملنا بها من القريب فكان الأمل من البعيد.. هكذا يمكن توصيف ما حصل في فنزويلا ورئيسها هوغو تشافيز وما يحصل في بلاد العرب.
فتشافيز لم يستطع الوقوف مكتوف اليدين حيال ما يجري في غزة، وقرر اتخاذ إجراء لطالما كان مطلوبا من أشقاء أهل غزة العرب.. فقام بطرد السفير الإسرائيلي من بلاده احتجاجا على الإرهاب الإسرائيلي بحق سكان غزة، في الوقت الذي ينام سفراء العدو الصهيوني ملء جفونهم في العواصم العربية محاطين بأرتال من شرطة مكافحة الشغب لئلا تزعج راحتهم!
طبعا المسألة لا تحتاج إلى كثير تفسير وتحليل، فتشافيز لم يكن إلا منسجما مع شعبه الذي انتخبه بإرادته وبرغم إرادة جارته المتفرعنة، فطرد سفير العدو من دون أي خوف على مصيره أو مصير حكمه، لأنه يعلم كل العلم أن هذا المصير متعلق فقط برغبة الشعب الفنزويلي.
وفي المقابل لم يجرؤ أي رئيس عربي في بلاده سفارة اسرائيلية يشغلها سفير، على القيام بأي خطوة، ولو على مستوى استدعاء السفير الصهيوني وإبلاغه احتجاجا رسميا على ما يقوم به الكيان الغاصب في غزة! وكيف يقوم بذلك وهو متهم بالتواطؤ والاشتراك في الجريمة؟ وكيف يقوم بذلك وهو يعلم أنها قد تكون الخطوة الأخيرة له وهو في سدة الحكم؟ لماذا؟ لأن من أتى به ليس إرادة ورغبة شعبه، بل أجهزة المخابرات الأميركية والإسرائيلية.. ويمكنك أن ترى جليا الانسجام المفقود بين هؤلاء الرؤساء وشعوبهم.
وأكثر من ذلك، لقد فضلت هذه الأنظمة الرضا الأميركي والإسرائيلي على رضا شعوبها، فهل يعقل أنه في القرن الواحد والعشرين ما زال هناك حكام يحكمون ضد إرادة شعوبهم؟! كما هل يعقل أن هناك شعوبا ترضى بتحكيم حكام عليها رغما عنها؟!
الانتقاد/ العدد 1328 ـ 9 كانون الثاني/ يناير 2008
انتظرناها من الشرق فأتتنا من الغرب، أملنا بها من القريب فكان الأمل من البعيد.. هكذا يمكن توصيف ما حصل في فنزويلا ورئيسها هوغو تشافيز وما يحصل في بلاد العرب.
فتشافيز لم يستطع الوقوف مكتوف اليدين حيال ما يجري في غزة، وقرر اتخاذ إجراء لطالما كان مطلوبا من أشقاء أهل غزة العرب.. فقام بطرد السفير الإسرائيلي من بلاده احتجاجا على الإرهاب الإسرائيلي بحق سكان غزة، في الوقت الذي ينام سفراء العدو الصهيوني ملء جفونهم في العواصم العربية محاطين بأرتال من شرطة مكافحة الشغب لئلا تزعج راحتهم!
طبعا المسألة لا تحتاج إلى كثير تفسير وتحليل، فتشافيز لم يكن إلا منسجما مع شعبه الذي انتخبه بإرادته وبرغم إرادة جارته المتفرعنة، فطرد سفير العدو من دون أي خوف على مصيره أو مصير حكمه، لأنه يعلم كل العلم أن هذا المصير متعلق فقط برغبة الشعب الفنزويلي.
وفي المقابل لم يجرؤ أي رئيس عربي في بلاده سفارة اسرائيلية يشغلها سفير، على القيام بأي خطوة، ولو على مستوى استدعاء السفير الصهيوني وإبلاغه احتجاجا رسميا على ما يقوم به الكيان الغاصب في غزة! وكيف يقوم بذلك وهو متهم بالتواطؤ والاشتراك في الجريمة؟ وكيف يقوم بذلك وهو يعلم أنها قد تكون الخطوة الأخيرة له وهو في سدة الحكم؟ لماذا؟ لأن من أتى به ليس إرادة ورغبة شعبه، بل أجهزة المخابرات الأميركية والإسرائيلية.. ويمكنك أن ترى جليا الانسجام المفقود بين هؤلاء الرؤساء وشعوبهم.
وأكثر من ذلك، لقد فضلت هذه الأنظمة الرضا الأميركي والإسرائيلي على رضا شعوبها، فهل يعقل أنه في القرن الواحد والعشرين ما زال هناك حكام يحكمون ضد إرادة شعوبهم؟! كما هل يعقل أن هناك شعوبا ترضى بتحكيم حكام عليها رغما عنها؟!
الانتقاد/ العدد 1328 ـ 9 كانون الثاني/ يناير 2008