ارشيف من :آراء وتحليلات
على العهد: .. ما بعد غزة

كتب ابراهيم الموسوي
مع انقضاء اليوم الثاني عشر لبدء العدوان الصهيوني على غزة، فإن الثابت حتى الآن أن العدو الصهيوني لم يحقق أياً من أهداف هذا العدوان، بهذا المعنى يمكن الحديث بثقة عن فشل مراحل هذا العدوان، فالإخفاقات العسكرية الإسرائيلية حتى الآن تظهر بالملموس أن القيادة العسكرية للعدو وأطقم خبرائها لم يتعلموا شيئاً كثيراً من عبر حرب تموز 2006 ضد لبنان، في حين أن المقاومة استخدمت بكفاءة عالية الخلاصات كافة بنجاح منقطع النظير.
الصهاينة اليوم ينتظرون من يساعدهم على النزول من أعلى الشجرة، لذلك فهم لا يعارضون قدوم الموفدين الدوليين وبعثات الوساطة والمندوبين الباحثين عن تسويات، لكن القيادة الإسرائيلية تبحث عن تسوية تحفظ ماء وجهها في مقابل مقاتلي المقاومة، طبعاً، فإن العدو لا يقبل بأية صيغة تسوية تشي بنوع من الاعتراف بحركة حماس، وفي الوقت عينه فإنه يريد تسوية "مشرّفة" يستطيع أن يقدمها لجمهوره على أنها نوع من الإنجاز الذي تحقق. فالتطورات الميدانية حتى الآن لا تساعد العدو على تحقيق مثل هذا الإنجاز، وكذلك الدعم الأميركي المتقاطع مع تواطؤ وخذلان عربي أقصى ما تستطيع واشنطن وحلفاؤها الغربيون تقديمه هو منح آلة الحرب الصهيونية فترة سماح إضافية لمحاولة تحقيق مكتسبات، لكن الحسابات هنا هي حسابات الأرض، وهو ما لا تملك واشنطن وحلفاؤها أو أتباعها من الأنظمة العربية مفتاحه، فما يقرر مآل الهجوم اليوم ومعه نتائج التسوية هو سواعد المقاومين من أبطال غزة، ولا يبدو أن الأيام المقبلة الحاسمة ستحمل أي جديد يطمئن العدو إلى إمكانية الاقتراب من تحقيق أيّ من أهدافه.
فقد أطلقت مجازر غزة سلسلة من موجات غضب جماهيرية عارمة عبر كل العالم مصحوبة بوعي لحقيقة ما يجري، وهو ما تعبّر عنه المسيرات التي تضم الملايين وهي تطالب الحكومات باتخاذ إجراءات فعلية ضد "اسرائيل"، وتضعها أمام امتحان صعب.
كما أن فشل الصهاينة في تحقيق أي إنجاز ملموس أعاد إلى الذاكرة الهزيمة المدوية لـ"الجيش الذي لا يقهر" إبان عدوان تموز 2006، هذه المشاهد المستعادة، التي تبدو وكأنها مقتطعة تماماً من تطورات مجريات عدوان تموز السياسية والعسكرية، سترسخ إلى الأبد هشاشة الكيان الصهيوني وأسطورة قوته المزعومة التي طالما فاخر بها قادته واستخدموها كفزّاعة للأنظمة وللشعوب على حد سواء، وستعيد اطلاق زخم المساءلة للعديد من الأنظمة ومحاكمة نهجها من جديد.
سوف تسفر ملحمة غزة عن وجه جديد لفلسطين ومعها المنطقة، وسيكون هناك تاريخ جديد لما بعد عدوان غزة وآثار هذا العدوان ونتائجه سترتب زلزالاً بنيوياً آخر يصدّع من أركان الكيان الصهيوني ويزيد من محاصرته لدى شعوب العالم وبعض أنظمته وحكوماته أيضاً. إن المجازر الجماعية وحملات الإبادة المنظمة التي يقوم بها جيش العدو هي من النوع الذي يضع كل القيادة والعسكريين والسياسيين الصهاينة في خانة مجرمي الحرب، وهو ما يجب استثماره بفعالية عبر المنابر الدولية الدبلوماسية والقانونية لمحاصرة هؤلاء وملاحقتهم وتقديمهم للعدالة.
ان صورة هذا الكيان الدموي كمرتكب لجرائم الحرب ضد الأطفال يجب ان ترسخ في أذهان الرأي العام والحكومات والشعوب، وهو ما يقتضي تزخيم وتفعيل الحراك الشعبي القائم وتعزيزه من خلال رفع دعاوى قانونية أمام محاكم مختصة في العديد من البلدان الأوروبية، وبهذا المعنى يجب أن تعكف مجموعات المقاومة ومناهضة العولمة والحركات المناهضة للحروب والداعمة لحق الشعوب في المقاومة والتحرر على اطلاق حملة مستمرة لتجريم مجرمي الحرب الإسرائيليين لسوقهم إلى العدالة، كما أنه يجب تثمير في الدماء والتضحيات التي قدمت لتعزيز منعة خيار المقاومة وترسيخه كنهج وخيار ثابت على طريق معركة استكمال التحرير واستعادة الحقوق.
الانتقاد/ العدد 1328 ـ 9 كانون الثاني/ يناير 2008
مع انقضاء اليوم الثاني عشر لبدء العدوان الصهيوني على غزة، فإن الثابت حتى الآن أن العدو الصهيوني لم يحقق أياً من أهداف هذا العدوان، بهذا المعنى يمكن الحديث بثقة عن فشل مراحل هذا العدوان، فالإخفاقات العسكرية الإسرائيلية حتى الآن تظهر بالملموس أن القيادة العسكرية للعدو وأطقم خبرائها لم يتعلموا شيئاً كثيراً من عبر حرب تموز 2006 ضد لبنان، في حين أن المقاومة استخدمت بكفاءة عالية الخلاصات كافة بنجاح منقطع النظير.
الصهاينة اليوم ينتظرون من يساعدهم على النزول من أعلى الشجرة، لذلك فهم لا يعارضون قدوم الموفدين الدوليين وبعثات الوساطة والمندوبين الباحثين عن تسويات، لكن القيادة الإسرائيلية تبحث عن تسوية تحفظ ماء وجهها في مقابل مقاتلي المقاومة، طبعاً، فإن العدو لا يقبل بأية صيغة تسوية تشي بنوع من الاعتراف بحركة حماس، وفي الوقت عينه فإنه يريد تسوية "مشرّفة" يستطيع أن يقدمها لجمهوره على أنها نوع من الإنجاز الذي تحقق. فالتطورات الميدانية حتى الآن لا تساعد العدو على تحقيق مثل هذا الإنجاز، وكذلك الدعم الأميركي المتقاطع مع تواطؤ وخذلان عربي أقصى ما تستطيع واشنطن وحلفاؤها الغربيون تقديمه هو منح آلة الحرب الصهيونية فترة سماح إضافية لمحاولة تحقيق مكتسبات، لكن الحسابات هنا هي حسابات الأرض، وهو ما لا تملك واشنطن وحلفاؤها أو أتباعها من الأنظمة العربية مفتاحه، فما يقرر مآل الهجوم اليوم ومعه نتائج التسوية هو سواعد المقاومين من أبطال غزة، ولا يبدو أن الأيام المقبلة الحاسمة ستحمل أي جديد يطمئن العدو إلى إمكانية الاقتراب من تحقيق أيّ من أهدافه.
فقد أطلقت مجازر غزة سلسلة من موجات غضب جماهيرية عارمة عبر كل العالم مصحوبة بوعي لحقيقة ما يجري، وهو ما تعبّر عنه المسيرات التي تضم الملايين وهي تطالب الحكومات باتخاذ إجراءات فعلية ضد "اسرائيل"، وتضعها أمام امتحان صعب.
كما أن فشل الصهاينة في تحقيق أي إنجاز ملموس أعاد إلى الذاكرة الهزيمة المدوية لـ"الجيش الذي لا يقهر" إبان عدوان تموز 2006، هذه المشاهد المستعادة، التي تبدو وكأنها مقتطعة تماماً من تطورات مجريات عدوان تموز السياسية والعسكرية، سترسخ إلى الأبد هشاشة الكيان الصهيوني وأسطورة قوته المزعومة التي طالما فاخر بها قادته واستخدموها كفزّاعة للأنظمة وللشعوب على حد سواء، وستعيد اطلاق زخم المساءلة للعديد من الأنظمة ومحاكمة نهجها من جديد.
سوف تسفر ملحمة غزة عن وجه جديد لفلسطين ومعها المنطقة، وسيكون هناك تاريخ جديد لما بعد عدوان غزة وآثار هذا العدوان ونتائجه سترتب زلزالاً بنيوياً آخر يصدّع من أركان الكيان الصهيوني ويزيد من محاصرته لدى شعوب العالم وبعض أنظمته وحكوماته أيضاً. إن المجازر الجماعية وحملات الإبادة المنظمة التي يقوم بها جيش العدو هي من النوع الذي يضع كل القيادة والعسكريين والسياسيين الصهاينة في خانة مجرمي الحرب، وهو ما يجب استثماره بفعالية عبر المنابر الدولية الدبلوماسية والقانونية لمحاصرة هؤلاء وملاحقتهم وتقديمهم للعدالة.
ان صورة هذا الكيان الدموي كمرتكب لجرائم الحرب ضد الأطفال يجب ان ترسخ في أذهان الرأي العام والحكومات والشعوب، وهو ما يقتضي تزخيم وتفعيل الحراك الشعبي القائم وتعزيزه من خلال رفع دعاوى قانونية أمام محاكم مختصة في العديد من البلدان الأوروبية، وبهذا المعنى يجب أن تعكف مجموعات المقاومة ومناهضة العولمة والحركات المناهضة للحروب والداعمة لحق الشعوب في المقاومة والتحرر على اطلاق حملة مستمرة لتجريم مجرمي الحرب الإسرائيليين لسوقهم إلى العدالة، كما أنه يجب تثمير في الدماء والتضحيات التي قدمت لتعزيز منعة خيار المقاومة وترسيخه كنهج وخيار ثابت على طريق معركة استكمال التحرير واستعادة الحقوق.
الانتقاد/ العدد 1328 ـ 9 كانون الثاني/ يناير 2008