ارشيف من :أخبار لبنانية

وليام نصار: فلتقطع يدي ألف مرة قبل أن أصافح يدا إسرائيلية

وليام نصار: فلتقطع يدي ألف مرة قبل أن أصافح يدا إسرائيلية

بين الكلمة واللحن موقف واحد وقضية واحدة، وصوت المقاومة والمقاومين من أجل الحرية عزّة ما بعدها عزّة.. من كندا الى بيروت جاء حاملاً لفلسطين فكراً ومعرفة إحياءً لحدث ثقافي هو انتصار للمقاومة في غزة وشعبها. "الانتقاد" التقت المؤلف الموسيقي والمغني السياسي الفلسطيني اللبناني وليم نصار عضو اللجنة العليا للقدس عاصمة للثقافة العربية 2009 في بيروت.

* وليام نصار اسم لبناني لفنان وناشط سياسي وداعم للقضية الفلسطينية، انتماءً وفكراً ووجداناً، لماذا هذا التعلّق بفلسطين؟
في الحقيقة أنا لبناني الأب فلسطيني الأم، والدتي من حيفا، منها شربت الحب لفلسطين والولاء والانتماء لها. منذ الطفولة اخترت ان أكون منتمياً لفلسطين والقضية الفلسطينية لأنها قضيتنا نحن العرب.

* في كلماتك تخاطب فلسطين، وفي أعمالك تقدّم أجمل التحايا لعكا ويافا والقدس وبيت لحم وحيفا والجليل وغيرها، هل هذا تضامن مع القضية؟
رفض القهر والظلم هو القضية، وفلسطين هي كل الحقيقة. عندما يتضامن الإنسان أي إنسان ضد الظلم والقهر والقوة المسيطرة دون رحمة ودون شفقة يصبح أكثر إنسانية ويصبح التضامن ضرورة يومية لرفع كلمة الحق لأجل شعب يعاني منذ ستين عاماً وما زال أمام صمت عربي دولي. ومن الشرف لي أن أكون متضامناً بالكلمة وحتى السلاح الذي سبق أن حملته دفاعاً عن فلسطين.

* أمام ما يحصل لغزة من حصار الى نار ومئات الشهداء وآلاف الجرحى، ماذا تقول؟
ما يحصل اليوم في غزة ليس عملية عسكرية لإنهاء حركة المقاومة حماس، إنما القضاء على إرادة المقاومة التي تستفز القوة الصهيونية في فلسطين. وما يحصل في غزة اليوم هو إبادة جماعية.. وكما تقولين مئات الشهداء وآلاف الجرحى والشعب محاصر، اي عملية هذه التي يتعرض لها أبناء فلسطين وهم محاصرون محرومون من المساعدات ومن أدنى متطلبات الحياة! والمشكلة الأهم أنه ليست "اسرائيل" هي التي تقوم بهذه العملية وحسب، بل هي اليد الأميركية وعرب أميركا من ينفذ إجراما بحق الطفولة والشعب، والحكومات العربية أمام صمت مخزٍ وتقاعس من أجل أن تستسلم غزة شعباً ومقاومة.. لكن مؤكد أن الصمود هو العنوان الدائم.

* كيف يمكن للفنان السياسي الذي يغني فلسطين أن يؤثر في القضية الفلسطينية من خلال أعماله؟
في مجتمعنا لا يمكننا الفصل  بين الموسيقى وأي موقف سياسي. الموسيقى لتهذيب النفس والروح من خلال ما يقدمه الفنان. وأنا من خلال الفن أقدم رسالة سياسية مهمة جداً من خلال التفاعل بيني وبين الجمهور. يكفي الهتاف لفلسطين عندما يسمع الجمهور كلمات من قصيدتي:
"كل ما تشتي الدنيا دموع وتتلون عكا بالدم
كل ما طفل بغزة يجوع ويتشرد عحفاف الهم"..
هذه الكلمات تولّد الثورة في قلب كل إنسان يدرك أهمية القضية الفلسطينية ومعنى الاحتلال الإسرائيلي للأرض والشعب والوطن. ومنها أيضاً أقدم الصورة الحقيقية للدولة التي تمارس القتل والإجرام بحق شعبنا في فلسطين.الفنان عندما يغني فلسطين يحاكي القضية الفلسطينية بلغة الوجدان والعاطفة، والفن السياسي هو أيضاً سلاح نحارب به العدو من خلال الكلمة ذات الموقف، واللحن المؤثر الذي يترك انطباعاً خاصاً في النفس. وبالتأكيد لغة الفن سلاح إعلامي نحارب به العدو الصهيوني.

* أستاذ وليام تعرّضت لحملات ضغط من اللوبي الصهيوني للاعتذار عن تصريحات أطلقتها خلال مهرجان موسيقي عالمي، هل يمكن ان نتوقف عند هذه التصريحات؟
حقيقة اللوبي الصهيوني في الخارج وخصوصاً في أميركا وأوروبا قوي جداً، ويسعى الى التأثير في العرب بطريقة او بأخرى، خصوصاً في مناصري القضية الفلسطينية. وما حصل معي في كندا أنني تنازلت عن جائزة أفضل مقطوعة موسيقية في مهرجان الموسيقى العالمي في كيبيك عندما كان عليّ مصافحة موسيقية صهيونية، وجاء رفضي المباشر لهذا الطلب  وقلت حينها: "لست بحاجة لتلك الجائزة، ولتقطع يدي ألف مرة قبل أن أصافح ممثلة دولة محتلة لبلادنا، تقتل أطفالنا كل يوم. وإذا كان حصولي على الجائزة مرهونا بهذا الشرط فأنا لا يشرفني أخذ جائزة على حساب محو ذاكرتنا ودمائنا". هذا التصريح استفز لجنة المهرجان التي اعتبرته ردا غير دبلوماسي وغير ذي صلة بأهداف المهرجان التي يراد منها نشر الثقافة الموسيقية، وسُحبت الجائزة مني. ونتيجة لهذا الوضع تعرّض موقعي على الإنترنت لحملة عنف وتدمير.

* القدس عاصمة الثقافة في بيروت، حدث ثقافي إقليمي تشهده القدس في بيروت، وأنت عضو اللجنة العليا في هذا الحدث، كيف جاء قرار أن تكون القدس عاصمة للثقافة العربية؟
القدس عاصمة للثقافة العربية رسالة ضرورية لتأكيد عروبة القدس بعد الكثير من محاولات التهويد. وهذه حركة أساسية لا بد منها أمام سلطات العدو الإسرائيلي التي تعمد الى طمس الهوية العربية في فلسطين، خصوصاً في ظلّ ما نراه ونعيشه من ظروف صعبة. وقرار "القدس عاصمة للثقافة العربية" اتُخذ منذ فترة  بموافقة وزراء الثقافة العرب، لكن بسبب الظروف التي تعرّضت لها غزة من حصار وإغلاق معابر وتعتيم إعلامي تأخر الإعلان..  لكن أُسست لجنة عليا ضمّت الدكتور عطا الله أبو الصبح وزير الثقافة الفلسطيني السابق، والأب المناضل  عطا الله حنّا، والشاعر سميح القاسم، وغيرهم الكثير من الشخصيات الأكاديمية والكتاب، وكان القرار بنقل الشعلة من دمشق الى القدس مباشرة، لكن الاحتلال رفض ذلك. لذلك ستُنقل الشعلة من دمشق الى القدس عبر بيروت، والنجاح الذي سنحققه في هذا الإعلان هو جزء من انتصار المقاومة في فلسطين، لأنه جزء من محاربة الهمجية الإسرائيلية على الشعب والثقافة واللغة والتاريخ والحضارة، وسيكون هذا النجاح هدية رمزية لفلسطين شعباً وحكومة ومقاومة وصموداً.

* هل من تحضيرات خاصة بالمناسبة؟
الحدث سيكون بتاريخ 11 كانون الثاني/ يناير  2009، وما أودّ الإعلان عنه أنه بتاريخ السابع عشر من الشهر الجاري سيكون الحدث الأبرز، حيث سنقوم بأداء قسم الولاء للقدس في وقت واحد وفي 17 دولة أوروبية وعربية، ومن داخل فلسطين المحتلة. وباسمي وباسم كل الشعب الفلسطيني أقول ان غزة لن تُهزم ما دامت إرادة شعبها قوية، فغزّة كما فلسطين دائماً منتصرة، وما تحتاجه غزة اليوم هو الدعاء لأبنائها بالاستمرار، وهي ستعلن النصر بإذن الله.
أجرى اللقاء: أمل شبيب
الانتقاد/ العدد1328 ـ 9 كانون الثاني/ يناير 2009

2009-01-09