ارشيف من :آراء وتحليلات
تأليف الحكومة الجديدة: ميقاتي يأخذ وقته و14 آذار لإعاقة التأليف أولاً والتعطيل لاحقاً

مصطفى الحاج علي
طويت صفحة التكليف تاركة وراءها صورة عامرة بالدلالات، التي لا يمكن لصفحة التأليف أن تتجاوزها، وذلك في ضوء الملاحظات الرئيسية التالية:
أولاً: يمر فريق الرابع عشر من آذار في وضعٍ دقيق سِمتُه البارزة ما يلي:
أ ـ إحباط شديد هو حصيلة خسارة معركة رئيسية، جرّاء تورط هذا الفريق مجدداً في حسابات خاطئة خصوصاًَ في خضوعها لمقتضيات ومتطلبات المصالح الاميركية وترجماتها السياسية.
ب ـ المؤشرات الأولية التي يمكن التقاطها من مواقف هذا الفريق، ومن مواقف أسياده الدوليين، نقول بأنه لم يعد الى إجراء مراجعة حقيقية لسياساته وحساباته، وهو مُصر على السير عكس مسار التاريخ الذي يجتاح المنطقة برمتها حالياً، وبالتالي يصر على رهاناته الخاسرة، لجهة الارتباط بمؤامرة المحكمة الدولية واعتبارها خشبة خلاص وحيدة باقية له. بكلمة أخرى، ما يحاول هذا الفريق عمله وبإيحاء مباشر من المشرف الاميركي العام عليه جيفري فيلتمان هو احتواء خسائره من جهة، وبذل كل ما يملكه من جهد لوضع العراقيل أمام عملية اقلاع الحكومة الجديدة من جهة أخرى، في سبيل تطويل عملية نفوذه المتسلل في مجمل إدارات الدولة من أمنية واقتصادية وتربوية وحقوقية وإعلامية وسياسية... الخ. فهذا الفريق ما زال يأمل بشن هجوم مضاد لاحقاً يكفل له عودة نفوذه الى الساحة السياسية.
ج ـ في ضوء ما تقدم، يهم هذا الفريق أن تكون حكومة ميقاتي حكومة ذات طبيعة مؤقتة وانتقالية، وبالتالي، سيعمل جاهداً على ابقائها ضمن الضغط الى ان يحين الموعد المناسب له لإسقاطها بكل الوسائل المتاحة، وبما يفتح الطريق أمام تشكيل حكومة تكون لمصلحته أكثر.
ولا شك، أن عين هذا الفريق هي بالدرجة الأولى على الانتخابات النيابية 2013 باعتبارها ستكون استحقاقاً مفصلياً لتجديد فرصة العودة الى السلطة من مدخل انتاج اكثرية جديدة، تكون على حساب الأكثرية المستجدة حالياً.
ومن هذا الإطار، سيشكل قانون الانتخابات النيابية الجديد أحد أهم الملفات التي ستشهد تجاذباً داخلياً، لصلته الوثيقة بتحديد نتائج الانتخابات النيابية مسبقاً.
د ـ ان رهانات هذا الفريق ما زالت على الافتراء الذي سيصدر عن مكتب المدعي العام الدولي، وعلى ما تبقى لها من دعم دولي واقليمي، يضاف اليها وسائل التغذية الظرفية في مناسبات تعبوية، والعزف على الوتر المذهبي، واستحضار عناوين مواجهة للضغط على الفريق المقابل، وتعميق الانقسام الداخلي خصوصاً من سلاح المقاومة، وذلك انسجاماً مع الخيار السياسي الثابت لهذا الفريق والمتجذر في الخيار الاميركي الأوسع.
هـ ـ بالرغم من تلاقي قوى الرابع عشر من آذار على الخطوط الآنفة إلا أنها لا تبدو متلاقية على الموقف من مسألة المشاركة في الحكومة الحالية، فهناك من يصر على عدم المشاركة والاكتفاء بالعمل كمعارضة والانصراف من الان للتحضير للانتخابات النيابية المقبلة، وهناك من يرى أنه لا بأس بالمشاركة لكن بشروط عالية هي التي اعلن عنها السنيورة بوضوح، والتي أقل ما يقال فيها، إنها شروط تعجيزية، وهناك من يرى ضرورة المشاركة لحسابات خاصة، ولأن عدم المشاركة سيعني زوال خط الدفاع الأساسي للدفاع عما تحقق من نفوذ داخل مؤسسات الدولة، وسيعني أيضاً خسارة امكانيات توظيف موارد الدولة بما يكفل الاحتفاظ بالشعبية المطلوبة للنجاح في الانتخابات النيابية المقبلة.
في المقابل ترسم المعارضة صورة مختلفة، أبرز معالمها التالي:
أولاً: تبدو المعارضة بصورة قوية ومتماسكة.
ثانياً: تؤكد المعارضة ضرورة مشاركة الجميع، وتظهر حرصاً واضحاً بهذا الاتجاه، وإن بشروط تكفل حماية لبنان من الرياح التي تعصف بالمنطقة.
ثالثاً: ثمة توافق عام لدى المعارضة على تسهيل عملية تأليف الحكومة قدر المستطاع.
ومن الطبيعي أن تشهد مرحلة التأليف تجاذباً بين الأطراف المختلفة المعنية بها، وأن يعلن كل منها شروطه، وأن يحدد مطالبه، فهذا جزء لا يتجزأ من عملية التفاوض التي تشهدها عملية تأليف كل الحكومات، ومن الطبيعي أيضاً، أن تعكس الحكومة في النهاية التوازنات المستجدة في معادلة القوى المتواجهة، وما من حكومة الا وتخضع في النهاية لمتطلبات الظروف التي تقود الى عملية تشكيلها، من هنا، نحن إزاء مرحلة مقبلة سماتها الرئيسة هي:
أولاً: ان فريق الرابع عشر من آذار لن يرمي سلاحه بسهولة، وهو سيعمل جاهداً للدفاع عن منظومة مصالحه الاستئثارية في السلطة وخارجها، ولذا لا يتوقع ان يسهل هذا الفريق وبإيعاز اميركي تحديداً، لا عملية تأليف الحكومة ولا عملها بعيد تأليفها.
ثانياً: من الواضح، ان رئيس الحكومة المكلف يريد أن يأخذ كامل وقته لإشراك أكبر قدر ممكن من أطياف المشهد السياسي الداخلي، وهو لن يكون ازاء مهمة سهلة وسط تضارب الخيارات السياسية، وحسابات المصالح المختلفة من عامة وخاصة، لكن في نهاية الأمر لا بد من أن يحسم أمره ويعمل على تأليف "حكومة الممكن" التي باتت مهامها الرئيسة معروفة.
ثالثاً: ان المرحلة المقبلة ستنحكم لمعادلة اكثرية واقلية جديدة، وهي لا تستطيع أن تدير ظهرها لما يجري في المنطقة، وهو بالتأكيد يعاكس خيارات فريق الرابع عشر من آذار، حيث ان هذا الفريق المتداعي لبنانياً هو جزء لا يتجزأ من منظومة عرب اميركا التي تتداعى انظمتها في المنطقة.
رابعاً: ان فريق الرابع عشر من آذار سيحاول اكتساب الوقت لمصلحة صدور القرار الاتهامي بغية تحويله الى ورقة في لعبة الصراع الداخلي، والى وسيلة تعبوية تخدم مناسباته الظرفية لمناسبة الرابع عشر من شباط والرابع عشر من آذار عسى ان تعيد اليه شيئاً من التوازن الداخلي.
خامساً: كخلاصة يمكن القول، إنه بقدر ما أن التسرع غير مطلوب، فإن السرعة مطلوبة لتشكيل الحكومة للتأسيس لمرحلة جديدة بكل ما في الكلمة من معنى.
الفترة المقبلة ستشهد خطاً بيانياً متصاعداً في التجاذب وصولاً الى موعد ولادة الحكومة، ومن بعدها ستشهد فصولاً أخرى.
طويت صفحة التكليف تاركة وراءها صورة عامرة بالدلالات، التي لا يمكن لصفحة التأليف أن تتجاوزها، وذلك في ضوء الملاحظات الرئيسية التالية:
أولاً: يمر فريق الرابع عشر من آذار في وضعٍ دقيق سِمتُه البارزة ما يلي:
أ ـ إحباط شديد هو حصيلة خسارة معركة رئيسية، جرّاء تورط هذا الفريق مجدداً في حسابات خاطئة خصوصاًَ في خضوعها لمقتضيات ومتطلبات المصالح الاميركية وترجماتها السياسية.
ب ـ المؤشرات الأولية التي يمكن التقاطها من مواقف هذا الفريق، ومن مواقف أسياده الدوليين، نقول بأنه لم يعد الى إجراء مراجعة حقيقية لسياساته وحساباته، وهو مُصر على السير عكس مسار التاريخ الذي يجتاح المنطقة برمتها حالياً، وبالتالي يصر على رهاناته الخاسرة، لجهة الارتباط بمؤامرة المحكمة الدولية واعتبارها خشبة خلاص وحيدة باقية له. بكلمة أخرى، ما يحاول هذا الفريق عمله وبإيحاء مباشر من المشرف الاميركي العام عليه جيفري فيلتمان هو احتواء خسائره من جهة، وبذل كل ما يملكه من جهد لوضع العراقيل أمام عملية اقلاع الحكومة الجديدة من جهة أخرى، في سبيل تطويل عملية نفوذه المتسلل في مجمل إدارات الدولة من أمنية واقتصادية وتربوية وحقوقية وإعلامية وسياسية... الخ. فهذا الفريق ما زال يأمل بشن هجوم مضاد لاحقاً يكفل له عودة نفوذه الى الساحة السياسية.
ج ـ في ضوء ما تقدم، يهم هذا الفريق أن تكون حكومة ميقاتي حكومة ذات طبيعة مؤقتة وانتقالية، وبالتالي، سيعمل جاهداً على ابقائها ضمن الضغط الى ان يحين الموعد المناسب له لإسقاطها بكل الوسائل المتاحة، وبما يفتح الطريق أمام تشكيل حكومة تكون لمصلحته أكثر.
ولا شك، أن عين هذا الفريق هي بالدرجة الأولى على الانتخابات النيابية 2013 باعتبارها ستكون استحقاقاً مفصلياً لتجديد فرصة العودة الى السلطة من مدخل انتاج اكثرية جديدة، تكون على حساب الأكثرية المستجدة حالياً.
ومن هذا الإطار، سيشكل قانون الانتخابات النيابية الجديد أحد أهم الملفات التي ستشهد تجاذباً داخلياً، لصلته الوثيقة بتحديد نتائج الانتخابات النيابية مسبقاً.
د ـ ان رهانات هذا الفريق ما زالت على الافتراء الذي سيصدر عن مكتب المدعي العام الدولي، وعلى ما تبقى لها من دعم دولي واقليمي، يضاف اليها وسائل التغذية الظرفية في مناسبات تعبوية، والعزف على الوتر المذهبي، واستحضار عناوين مواجهة للضغط على الفريق المقابل، وتعميق الانقسام الداخلي خصوصاً من سلاح المقاومة، وذلك انسجاماً مع الخيار السياسي الثابت لهذا الفريق والمتجذر في الخيار الاميركي الأوسع.
هـ ـ بالرغم من تلاقي قوى الرابع عشر من آذار على الخطوط الآنفة إلا أنها لا تبدو متلاقية على الموقف من مسألة المشاركة في الحكومة الحالية، فهناك من يصر على عدم المشاركة والاكتفاء بالعمل كمعارضة والانصراف من الان للتحضير للانتخابات النيابية المقبلة، وهناك من يرى أنه لا بأس بالمشاركة لكن بشروط عالية هي التي اعلن عنها السنيورة بوضوح، والتي أقل ما يقال فيها، إنها شروط تعجيزية، وهناك من يرى ضرورة المشاركة لحسابات خاصة، ولأن عدم المشاركة سيعني زوال خط الدفاع الأساسي للدفاع عما تحقق من نفوذ داخل مؤسسات الدولة، وسيعني أيضاً خسارة امكانيات توظيف موارد الدولة بما يكفل الاحتفاظ بالشعبية المطلوبة للنجاح في الانتخابات النيابية المقبلة.
في المقابل ترسم المعارضة صورة مختلفة، أبرز معالمها التالي:
أولاً: تبدو المعارضة بصورة قوية ومتماسكة.
ثانياً: تؤكد المعارضة ضرورة مشاركة الجميع، وتظهر حرصاً واضحاً بهذا الاتجاه، وإن بشروط تكفل حماية لبنان من الرياح التي تعصف بالمنطقة.
ثالثاً: ثمة توافق عام لدى المعارضة على تسهيل عملية تأليف الحكومة قدر المستطاع.
ومن الطبيعي أن تشهد مرحلة التأليف تجاذباً بين الأطراف المختلفة المعنية بها، وأن يعلن كل منها شروطه، وأن يحدد مطالبه، فهذا جزء لا يتجزأ من عملية التفاوض التي تشهدها عملية تأليف كل الحكومات، ومن الطبيعي أيضاً، أن تعكس الحكومة في النهاية التوازنات المستجدة في معادلة القوى المتواجهة، وما من حكومة الا وتخضع في النهاية لمتطلبات الظروف التي تقود الى عملية تشكيلها، من هنا، نحن إزاء مرحلة مقبلة سماتها الرئيسة هي:
أولاً: ان فريق الرابع عشر من آذار لن يرمي سلاحه بسهولة، وهو سيعمل جاهداً للدفاع عن منظومة مصالحه الاستئثارية في السلطة وخارجها، ولذا لا يتوقع ان يسهل هذا الفريق وبإيعاز اميركي تحديداً، لا عملية تأليف الحكومة ولا عملها بعيد تأليفها.
ثانياً: من الواضح، ان رئيس الحكومة المكلف يريد أن يأخذ كامل وقته لإشراك أكبر قدر ممكن من أطياف المشهد السياسي الداخلي، وهو لن يكون ازاء مهمة سهلة وسط تضارب الخيارات السياسية، وحسابات المصالح المختلفة من عامة وخاصة، لكن في نهاية الأمر لا بد من أن يحسم أمره ويعمل على تأليف "حكومة الممكن" التي باتت مهامها الرئيسة معروفة.
ثالثاً: ان المرحلة المقبلة ستنحكم لمعادلة اكثرية واقلية جديدة، وهي لا تستطيع أن تدير ظهرها لما يجري في المنطقة، وهو بالتأكيد يعاكس خيارات فريق الرابع عشر من آذار، حيث ان هذا الفريق المتداعي لبنانياً هو جزء لا يتجزأ من منظومة عرب اميركا التي تتداعى انظمتها في المنطقة.
رابعاً: ان فريق الرابع عشر من آذار سيحاول اكتساب الوقت لمصلحة صدور القرار الاتهامي بغية تحويله الى ورقة في لعبة الصراع الداخلي، والى وسيلة تعبوية تخدم مناسباته الظرفية لمناسبة الرابع عشر من شباط والرابع عشر من آذار عسى ان تعيد اليه شيئاً من التوازن الداخلي.
خامساً: كخلاصة يمكن القول، إنه بقدر ما أن التسرع غير مطلوب، فإن السرعة مطلوبة لتشكيل الحكومة للتأسيس لمرحلة جديدة بكل ما في الكلمة من معنى.
الفترة المقبلة ستشهد خطاً بيانياً متصاعداً في التجاذب وصولاً الى موعد ولادة الحكومة، ومن بعدها ستشهد فصولاً أخرى.