ارشيف من :آراء وتحليلات

نص المؤتمر الصحافي للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله

نص المؤتمر الصحافي للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله
نص المؤتمر الصحافي للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله
الذي عقده اليوم الأربعاء 2/7/2008 في الضاحية الجنوبية وتحدث
فيه عن عملية تبادل الأسرى المتوقعة.
سأدخل في الموضوع من دون مقدمات، وإن كانت المناسبة لها عاطفتها ومشاعرها وحيثيتها الجهادية والسياسية. في الحقيقة هناك كلامان، كلام نتحدث عنه اليوم في المؤتمر الصحافي يتناسب مع المؤتمر الصحافي وبما لا يؤثر على انجاز عملية التبادل والكلام الآخر متروك ليوم الاستقبال. طبعاً هناك لائحة طويلة، لائحة تحية وشكر وإهداء وتوصيف لإنجاز التبادل ودلالته ومعانيه وأبعاده. وهناك جوانب أخرى في العملية نؤجلها إلى ما بعد انجاز العملية أي عندما يعود هؤلاء الشباب الى لبنان.
سأركز اليوم على سيرة المفاوضات بشكل مختصر جداً، مضمون الاتفاق، والمرحلة المتبقية للتنفيذ النهائي. لكن قبل البدء، من خارج السياق، أنا اليوم ليست لدي نية للحديث عن الوضع السياسي الداخلي لأن هذا الملف يحتاج لوقت ولن نتطرق له اليوم، لكن قبل ساعات علمنا ان الحكومة البريطانية أصدرت قرارا باعتبار ما سمته "الجناح المسلح لحزب الله منظمة ارهابية" ووضعته على لائحة المنظمات الإرهابية. هذا القرار غير مفاجئ أبداً، اعتبره شخصيا قرارا طبيعيا كونه صادرا من دولة مؤسسة للكيان الصهيوني وشريكة رئيسية في اقتلاع الشعب الفلسطيني وقيام دولة إسرائيل الغاصبة، دولة وعد بلفور في الماضي ودولة الايات الشيطانية لسلمان رشدي في الحاضر والتي كرمته وهو الذي وجه أسوأ الاهانات في العصر الحديث لنبي الاسلام وأهان مشاعر مليار و400 مليون مسلم دون أن يرف جفن لا لملكة بريطانيا ولا لحكومة بريطانيا. ماذا يمثل شباب المقاومة أمام الرسول الأعظم (ص) حتى توجه إليهم تهمة الإرهاب؟!
من يتهم نبينا بكل تلك الاتهامات الباطلة والظالمة من الطبيعي ان يتهم بعض أتباع هذا النبي العظيم والكريم من المقاومين والمجاهدين بتهمة الارهاب. فأن أولاً أعتبر أن هذا قرار طبيعي، ويمكن تأخر الانكليزيون في هذا الموضوع. نحن في كل مرة يصدر فيها قرار عن الغزاة والمستعمرين والمحتلين لفلسطين وللعراق ولأفغانستان والمهيمنين على بلادنا وعلى خياراتنا، كل مرة يصدرون فيها قرارات من هذا النوع بحق حركات المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين أو العراق أو أي مكان من العالم نعتبره شرفاً ووساما على صدورنا وشهادة لنا اننا في الموقع الصح، أننا مع شعوبنا وخياراتها ومصالحها عندما لا نكون مع الغزاة وفي جبهة هؤلاء. لكن، أتوقف قليلاً عند التوقيت، التوقيت مشبوه بالتأكيد لأن موضوع التبادل أخذ حيزا كبيرا ليس فقط في العالم العربي وحتى في الغرب، وأعتقد أن عملية التبادل مجدداً تثبت أو تقدم صورة حضارية وانسانية عن المقاومة في لبنان واحترامها للانسان وقيمته وكرامته عندما ترفض أن يبقى أحد من أبناء وطنها أسيراً في السجون وحتى عندما تصر على استعادة رفات الشهداء وكشف مصير المفقودين، هذا يعني أن هذه المقاومة لها قيمة إنسانية راقية وقيمة حضارية عالية، في هذه اللحظة التي يقدم فيها هذا المشهد،مطلوب أن يخرج الانكليزي الراعي الاول والدائم للكيان الصهيوني ليحاول تقديم صورة مختلفة، لكن هذا الموضوع أصبح خلف ظهورنا منذ عشرات السنين، وقد تعودنا عليها وهذا ليس بجديد، والايام المقبلة والأشهر والسنوات والعقود المقبلة ستشهد ان كل حملات التجني على المقاومة وخيار المقاومة والمقاومين ستذهب أدراج الرياح، وكل هؤلاء ومن نهج نهجهم "أعمالهم كَسَرَابٍ بِقِيْعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حتى إذا جَاءَهُ لم يَجِدْهُ شَيئاً".
بالنسبة للمفاوضات بعد انتهاء الحرب وصدور القرار 1701، كان مطلوبا القيام بجهد لحل قضية الأسرى. الوساطة بدأت من الأمين العام للأمم المتحدة. هناك خطأ يحصل في وسائل الإعلام عندما يتحدثون عن وساطة ألمانية، الوساطة هي أممية وليست المانية، نعم، الأمين العام للأمم المتحدة كلف مسؤولا المانيا، مرجعيته أممية لكن هذا لا يعني ان الحكومة الألمانية خلال المفاوضات لم تبذل جهداً، فأنا أعرف أنه في بعض مراحل التعقيد الصعبة كانت الحكومة الألمانية عبر الوسيط الأماني تتدخل لفكفكت بعض العقد لكن مرجعية المفاوضات والوساطة هي الأمم المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة.
من اللحظة الاولى للمفاوضات كان شرطنا بقاء كل ما يجري فيها سريا من أجل سلامتها، لاننا لم نكن نفتش عن الاضواء، الهم الحقيقي كان الهم الانساني الذي يعني عودة الاسرى وكشف مصير المفقودين وإعاد
2008-07-04