صوفيا ـ جورج حداد
يتخذ الخلاف الروسي ـ الاوكراني حول شحنات الغاز الطبيعي الروسي الى اوكرانيا وعبرها ترانزيت الى بلدان اوروبية اخرى، طابعا متزايد الحدة، يخشى المراقبون ان ينعكس سلبا على البلدان الاوروبية بشكل خاص، وعلى اسواق الطاقة (النفط والغاز) بشكل عام، كما يخشى بعض المراقبين ان يستدرج هذا الخلاف طرح كل نقاط الخلاف الاخرى بين روسيا واوكرانيا، وبالاخص الوضع القانوني لشبه جزيرة القرم التي تطالب روسيا باعادة ضمها اليها، ووضع الاسطول الروسي في مرفأ مدينة سيباستوبول الاوكرانية، ومسألة انضمام اوكرانيا الى الحلف الاطلسي كما يريد رئيس الجمهورية الموالي للغرب فيكتور يوشتشينكو.
ومعلوم ان شركة "غازبروم" اوقفت شحنات الغاز الى اوكرانيا منذ الساعة التاسعة من صباح 1 كانون الثاني الجاري، بسبب تخلف اوكرانيا عن دفع المستحقات عليها التي تبلغ 2،5 مليار دولار كما يقول الجانب الروسي، الا ان الشحن ترانزيت الى اوروبا عبر اوكرانيا لا يزال مستمرا.
ويدور خلاف اساسي بين الطرفين حول تحديد الاسعار الجديدة للغاز، بعد ان اعلنت روسيا عدم رغبتها في تزويد اوكرانيا بالغاز باسعار تفضيلية بسبب السياسة المعادية لروسيا التي انتهجتها اوكرانيا خصوصا خلال ازمة جورجيا في اب المالضي، حيث اتهمت موسكو اوكرانيا بارسال السلاح والخبراء العسكريين الى جورجيا. وقد اقترحت "غازبروم" على اوكرانيا اعادة ضخ الشحنات اليها بسعر السوق المعتمد اوروبيا وهو 418 دولارا للالف متر مكعب من الغاز المسيل، وهذا ما اثار تماما حفيظة السلطات الاوكرانية التي طالبت بالعودة الى تطبيق النظام الذي كان معمولا به حتى سنة 2006، والذي كان يقضي بعدم دفع رسوم ترانزيت على مرور الغاز في اراضي اوكرانيا وان تحصل بدلا عن ذلك على كميات من الغاز. وهذا من شأنه تخفيض حجم كمية الغاز التي تشتريها اوكرانيا لنفسها من روسيا وبالتالي تخفيض المستحقات المتوجبة عليه لروسيا.
وقد ادى هذا النزاع بين روسيا واوكرانيا حتى الان الى تخفيض الشحنات الى بعض بلدان اوروبا: اذ اعلنت كل من رومانيا، بولونيا، هنغاريا وبلغاريا عن انخفاض حجم الشحنات الواصلة اليها عبر اوكرانيا. ويقع الشك الاساسي في سبب ذلك على اوكرانيا التي اعلنت انها "اضطراريا" (اي: لاقانونيا) قد استحوذت على ما لا يخصها، وهذا يعني ببساطة انها تقوم بسرقة الغاز المخصص الى اوروبا، حسبما قالت جريدة "إزفستيا" الروسية.
الا ان الشركة الاوكرانية "نفتوغاز" نشرت بيانا تقول فيه ان اوكرانيا تؤمن تماما ترانزيت الغاز الروسي الى اوروبا، ووعدت ان تقدم معلومات محددة الى جميع الاطراف المعنية.