ارشيف من :آراء وتحليلات
بقلم الرصاص: لماذا؟

كتب نصري الصايغ
ليس لديّ إجابات إنما لدّي أسئلة:
1 - لماذا الضمير العالمي بلا ضمير؟ أو:
لماذا الضمير العربي ليس عربياً؟ أو:
لماذا الضمير الفردي بلا تأنيب؟
من كان لديه جواب، فليعلنه على نفسه، قبل أن يقوله للناس.
2 - ما هي علاقة الحكام العرب بالعرب؟ أو:
لماذا يعرف العربي طعم النعل لدى حكامه؟ أو:
لماذا جبهة الحاكم نعل في القدم الاميركي؟
لا جواب ومن يعرفه، فليهتد به في يوميات وجوده.
3 - أين تقع غزة؟ أو:
أن تقع البلاد العربية؟ أو:
لماذا لسنا من هذه الكرة الأرضية؟
لعلنا، لسنا من هذا الكوكب، بعضنا هنا، وغزة وحدها أشلاء.
4 - أسئلة أعرف الجواب عنها:
أين تقع إسرائيل؟
الجواب: من بعض المحيط، إلى بعض الخليج، وما بينهما، وحدودها من الشمال أوسلو، والقطب المتجمد الشمالي، ومن الغرب، ما بعد الولايات المتحدة الأميركية، ومن القلب دول الاتحاد الأوروبي، وفي الجو، الصمت العربي، ولها حضور دائم في مجلس الأمن.
أين تقع القارة العربية؟
الجواب: بلاد مندلعة على جبهتها، يحدها من الشرق بعبع عربي ومن الجنوب فلتان دموي، ومن الغرب جوارير دولية، ومن الشمال طاقية الإخفاء، وهي كثيفة الحضور، في جيوب أصحاب القرارات الدولية، تحضر غب الطلب للتوقيع، وتغيّب غب الطلب للتركيع، قارة مسكونة بغير ساكنيها.
أين تقع الشعوب العربية؟
الجواب: في مكان ما، بين الخوف والجبن، أو، في منزلة بين منزلة الطاعة والتزلف، وفي جملة ما من نصّ حاكم أو زعيم، أو في تظاهرة صارخة، لا تجرح أحداً، ولا تخيف أحداً ولا يسمعها أحد.
الجواب أيضاً، أن الشعوب العربية، عندما تغضب لا تجن، وعندما تجن لا تضرب، وعندما تعتقل تطرب إلى رنين القيود في معاصمها، وتردد زينة الرجال قيودها.
5 - أسئلة ليس مطلوباً الجواب عنها:
لو كانت غزة قريبة من القاهرة أو من تعز، أو من وهران أو من دمشق، أو من الدمام، أو من مكة، أو من مسقط، أو من بنغازي أو من الحلة، أو من أي عاصمة أو مدينة عربية، ماذا كان رد فعل العرب؟
الجواب غير مطلوب.
لماذا عندما سقطت القدس طوّبت مسؤوليتها للملك الحسن الثاني، لماذا عندما أسقطت بيروت عام 1982 لم يتحرك أحد؟ ولماذا عندما اغتيلت المقاومة ساهمت الأكثرية بالسكاكين؟ ولماذا عندما اهتز لبنان خرجت مبادرة سلام، وعندما سقطت بيروت خرجت مبادرة أخرى، ولماذا عندما انتصرت المقاومة انهزموها؟
احتفظ بالجواب
6 - يروى، أن شهيداً سمع قصفاً قوياً على المقابر في غزة فخرج مستفسراً، سأل حارس المقبرة: لماذا يقصفون الأموات يا سيدي.
أجاب الحارس، أنت غلطان، أنتم الأحياء، أما الأموات فمنتشرون، في المدن والقرى والقصور والبيوت والمصارف والساحات، انهم مدفونون من زمان، وإسرائيل لا تقصف الأموات بل الأحياء الذين عند شعبهم يرزقون.
وحده جواب هذا الحارس مسموح التداول به، وما تبقى من الأجوبة هذر وكلام و.. خلص أخرس.
7 ـ سؤال أخير:
لماذا أحس، أن الأجنبي إذا وقف معي في غزة، أو فلسطين أو بيروت، لماذا أبكي إذا رأيت أجنبياً يبكي على أطفالنا في غزة، لماذا أنحاز إلى وجعه وليس إلى وجعي!
لعل الجواب: لأن إنسانيتنا المقموعة، كتابنا المقدس، وهذا يكفينا مؤونة، لنكون مؤمنين، فطوبى لنا.
الانتقاد/ العدد 1329 ـ 16 كانون الثاني/ يناير 2009
ليس لديّ إجابات إنما لدّي أسئلة:
1 - لماذا الضمير العالمي بلا ضمير؟ أو:
لماذا الضمير العربي ليس عربياً؟ أو:
لماذا الضمير الفردي بلا تأنيب؟
من كان لديه جواب، فليعلنه على نفسه، قبل أن يقوله للناس.
2 - ما هي علاقة الحكام العرب بالعرب؟ أو:
لماذا يعرف العربي طعم النعل لدى حكامه؟ أو:
لماذا جبهة الحاكم نعل في القدم الاميركي؟
لا جواب ومن يعرفه، فليهتد به في يوميات وجوده.
3 - أين تقع غزة؟ أو:
أن تقع البلاد العربية؟ أو:
لماذا لسنا من هذه الكرة الأرضية؟
لعلنا، لسنا من هذا الكوكب، بعضنا هنا، وغزة وحدها أشلاء.
4 - أسئلة أعرف الجواب عنها:
أين تقع إسرائيل؟
الجواب: من بعض المحيط، إلى بعض الخليج، وما بينهما، وحدودها من الشمال أوسلو، والقطب المتجمد الشمالي، ومن الغرب، ما بعد الولايات المتحدة الأميركية، ومن القلب دول الاتحاد الأوروبي، وفي الجو، الصمت العربي، ولها حضور دائم في مجلس الأمن.
أين تقع القارة العربية؟
الجواب: بلاد مندلعة على جبهتها، يحدها من الشرق بعبع عربي ومن الجنوب فلتان دموي، ومن الغرب جوارير دولية، ومن الشمال طاقية الإخفاء، وهي كثيفة الحضور، في جيوب أصحاب القرارات الدولية، تحضر غب الطلب للتوقيع، وتغيّب غب الطلب للتركيع، قارة مسكونة بغير ساكنيها.
أين تقع الشعوب العربية؟
الجواب: في مكان ما، بين الخوف والجبن، أو، في منزلة بين منزلة الطاعة والتزلف، وفي جملة ما من نصّ حاكم أو زعيم، أو في تظاهرة صارخة، لا تجرح أحداً، ولا تخيف أحداً ولا يسمعها أحد.
الجواب أيضاً، أن الشعوب العربية، عندما تغضب لا تجن، وعندما تجن لا تضرب، وعندما تعتقل تطرب إلى رنين القيود في معاصمها، وتردد زينة الرجال قيودها.
5 - أسئلة ليس مطلوباً الجواب عنها:
لو كانت غزة قريبة من القاهرة أو من تعز، أو من وهران أو من دمشق، أو من الدمام، أو من مكة، أو من مسقط، أو من بنغازي أو من الحلة، أو من أي عاصمة أو مدينة عربية، ماذا كان رد فعل العرب؟
الجواب غير مطلوب.
لماذا عندما سقطت القدس طوّبت مسؤوليتها للملك الحسن الثاني، لماذا عندما أسقطت بيروت عام 1982 لم يتحرك أحد؟ ولماذا عندما اغتيلت المقاومة ساهمت الأكثرية بالسكاكين؟ ولماذا عندما اهتز لبنان خرجت مبادرة سلام، وعندما سقطت بيروت خرجت مبادرة أخرى، ولماذا عندما انتصرت المقاومة انهزموها؟
احتفظ بالجواب
6 - يروى، أن شهيداً سمع قصفاً قوياً على المقابر في غزة فخرج مستفسراً، سأل حارس المقبرة: لماذا يقصفون الأموات يا سيدي.
أجاب الحارس، أنت غلطان، أنتم الأحياء، أما الأموات فمنتشرون، في المدن والقرى والقصور والبيوت والمصارف والساحات، انهم مدفونون من زمان، وإسرائيل لا تقصف الأموات بل الأحياء الذين عند شعبهم يرزقون.
وحده جواب هذا الحارس مسموح التداول به، وما تبقى من الأجوبة هذر وكلام و.. خلص أخرس.
7 ـ سؤال أخير:
لماذا أحس، أن الأجنبي إذا وقف معي في غزة، أو فلسطين أو بيروت، لماذا أبكي إذا رأيت أجنبياً يبكي على أطفالنا في غزة، لماذا أنحاز إلى وجعه وليس إلى وجعي!
لعل الجواب: لأن إنسانيتنا المقموعة، كتابنا المقدس، وهذا يكفينا مؤونة، لنكون مؤمنين، فطوبى لنا.
الانتقاد/ العدد 1329 ـ 16 كانون الثاني/ يناير 2009