ارشيف من :أخبار لبنانية
رئيس حزب التضامن اللبناني اميل رحمة لـ"الانتقاد": انجاز تبادل الأسرى يوازي انتصار تموز
حاوره حسين عواد
"إنجاز التبادل لا يقل أهمية عن انتصار تموز" معادلة خرج بها رئيس حزب التضامن اللبناني المحامي اميل رحمة، مذكراً بما قاله الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عصر 12 تموز من العام 2006: "لو تدخل العالم كله لن يسترجع الجنديين الأسيرين إلا عبر مفاوضات غير مباشرة.. فوعد وصدق"..
المحامي رحمة انتقد من يثيرون الغبار في وجه هذا الإنجاز الكبير، واصفاً أحاديثهم بـ"الخفة السياسية"، ومن النوع الذي لا يجب ان "نتوقف عنده"، فسلاح المقاومة ـ برأيه ـ هو الورقة الأهم والأقوى التي يفترض أن يمتلكها لبنان لمواجهة العدو، متسائلا "كيف تريدني ان اواجه خصماً لا املك أوراق قوة في وجهه لانتزع منه حقاً".
الانتقاد التقت رحمة وكان هذا الحوار الذي دار حول عملية تبادل الأسرى بين حزب الله والعدو الإسرائيلي، وما يدور راهنا في فلك تشكيل الحكومة العتيدة.
بعد الانتصار الذي حققته المقاومة في تموز 2006 والوعد الصادق الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بقرب إطلاق الأسرى اللبنانيين من سجون المحتل، كيف تقرأ هذا الإنجاز الجديد للمقاومة؟
ـ انه انجاز لا يقل أهمية عن انتصار تموز. ان رمزية استعادة عميد الأسرى والأسرى هي رمزية كبيرة، وخاصة ان كلام السيد حسن نصر الله الذي أعلنه الساعة الخامسة من عصر 12 تموز 2006 ترجم بحرفيته جملة وتفصيلاً على الأرض عندما قال لو تدخل العالم كله لن يتم استرجاع الجنديين الأسيرين إلا عبر مفاوضات غير مباشرة نسترجع فيها اسرانا، فوعد وصدق، هذا مدعاة افتخار، وهذا انتصار للبنانيين جميعاً وليس فقط للمقاومة.
أحد اقطاب قوى 14شباط اعتبر ان التبادل مخالفة دستورية لكونه لم تشترك فيه الحكومة؟
ـ اولاً أنا ارتحت إلى الكلام الرسمي الذي صدر عن رئيس الحكومة، أما فيما خص ما اعتبره البعض مخالفة دستورية سأكون وقحا، إذ أن هناك أمورا تقع في خانة الاستثنائية، وأذكر هنا كلاما لديغول زعيم فرنسا، (مثل هكذا مسائل تقع تحت بند الصالح العام)، والذي تحدث بهذا النفس، أنا برأيي من حاول (استهداف عملية التبادل) لديه نوع من الخفة السياسية، وبالتالي يجب ان لا نتوقف عنده، وعلى هؤلاء ان يستفيدوا مما حصل.
البعض يتحدث عن انه بعد انجاز عملية التبادل سيصار الى الانقضاض على سلاح المقاومة بذريعة ان أحد أسباب بقائه قد زال؟
ـ ثبت بشكل لا يقبل الجدل ان سلاح المقاومة هو الورقة الأهم والأقوى في مواجهة العدو الإسرائيلي في كل المجالات ميدانياً أو تفاوضاً غير مباشر سواء أكان بإعادة أسرى، أو ذهاباً نحو سلام شامل يكون فيه عزة وكرامة للعرب ولبنان تحديداً. هل اذهب لأفاوض خصمي دون أن املك أوراق ضغط؟ هل هكذا تطرح الأمور، الأمور لا تطرح من زاوية أنني منزعج من سلاح حزب الله وعلينا ان نتخلص، كيف ذلك؟ انا لدي صراع مع عدو اسرائيلي ونحن ذاهبون إذا صح التعبير الى سلام عادل وشامل، كيف يكون عادلاً وشاملاً من دون ان يحمل لبنان وسوريا والطوق العربي كل أوراقهم لكي نأتي باستقرار في المنطقة؟
ماذا قرأت في كلام جنبلاط عندما اعتبر ان لا علاقة بين تحرير الأسرى وموضوع مصير سلاح المقاومة المرتبط بالإستراتجية الدفاعية؟
ـ لا تسألني عن وليد جنبلاط.. لا أستطيع معرفته، أجيبك اليوم، وقد اكون مخطئاً في اليوم التالي.. بالمبدأ كلام جيد، وبالمناسبة هو منذ اتفاق الدوحة بدأ يمارس افعالاً لا بأس بها في بعض الأحيان.
في موضوع تشكيل الحكومة كيف تفسر هذا التعثر في تأليفها؟
ـ لا نخفي أن هناك صراعا إقليميا حول الحكومة والأجهزة الأمنية، والحقائب الوزارية، وكل حالة من هذه الحالات لها خصوصيتها. في ما يعود للحكومة هناك استياء من موقع إقليمي معين يتمنى أن يبقى الاستئثاريون واضعين يدهم على السلطة، وهذا غير مقبول، اما العقبة الثانية فتتمثل بالملف الأمني الذي يفترض التفاهم عليه منذ الآن، لانها تخص مواقع مهمة جداً، وفي هذه الحالة يصر القادة السياسيون على ان يكون هناك تفاهم مسبق عليها. اما في ما خص الحقائب الوزارية فالمعلوم ان كتلة العماد عون هي أكبر ثاني كتلة نيابية في البرلمان، فكيف لا يحق له امتلاك حقيبة سيادية! وعلى الرغم من أنه تنازل عنها يحاولون إقصاءه حتى من الوزارات الخدماتية؟!
.. هل هناك نية حقيقة لتشكيل الحكومة؟
ـ ليس هناك من نية حقيقية، وإلا لكان من واجب الرئيس المكلف إزالة العقبات لا أن يتمسك بها.
البعض يعتبر هذه الحكومة وان ولدت فهي اشبه بالحكومة العقيمة ان من جهة قصر مدتها، او لناحية عجزها عن إنجاز المشاريع المطلوبة منها؟
ـ هذه حكومة انتخابات، ومن يظن خلاف ذلك فهو مخطئ.. والمعركة بدأت من الآن.
سؤال أخير.. بعد اطلاق وثيقة "اللقاء الوطني المسيحي"، السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: ما الجديد الذي سيضيفه الى الساحة الداخلية، في حين ان البعض اعتبره نوعا من خلق جبهة ضمن جبهة المعارضة؟
ـ صحيح انه لقاء للمسيحيين إنما وطني، وجزء من المعارضة الوطنية، وبالتالي ليس صحيحاً كما يقال انه يغرد خارج المعارضة، بل الهدف منه توحيد الخطاب المسيحي المعارض بحيث لا تكون هناك أصوات متعددة حول موضوع واحد، اي هو نوع من التأطير للخطاب المسيحي كما هو الحال عند الشيعة والسنة.